ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
تزييف
الرأي العام يحتل
الرأي العام في بنيان الدولة
الحديثة بلبوسها الديمقراطي
مرجعية أولية، تأخذ فيه
مكانة جهينة التي تقطع قول كل
خطيب. ويُرد إليه حسب الأنظمة
الأكثر ليبرالية أمر الحاكمية
ليس فقط على النظم
والقوانين؛ وإنما على القيم
والأعراف أيضا. تشكل هذه
الحقيقة مفارقة أساسية بين
النظام الإسلامي والنظام
الديمقراطي حيث يعتمد الإسلام
الحاكمية الربانية التي ترسي
الأسس والقواعد وتترك للناس
فضاءات الاختيار الملتزم
والبناء حسبما يلبي مصالحهم في
الزمان والمكان. من
هنا تبدو المعركة على الرأي
العام حامية الوطيس، وتبدو
الجهود المبذولة للسيطرة عليه
وتسييره سياسيا واقتصاديا
واجتماعيا وثقافيا جزءا من
الصراع الأبدي بين الحق والباطل
والخير والشر والخطأ والصواب. في
المعركة التمهيدية لتزييف
الرأي العام واقتياد الأمم
والشعوب والأوطان والأحزاب
والجماعات إلى مصارعها سياسيا
أو اجتماعيا أو أخلاقيا.. تبدأ
المعركة التمهيدية المتقدمة
بمحاولة تزييف الوعي هذه
المعركة التي يكون من أدواتها
تبني الفاسد من الأفكار
والمناهج والنظريات والأساليب
والترويج لها وتسميتها بغير
أسمائها فالانفلات والفوضى
حرية، والتعصب والجمود ثبات
والتزام، وإشاعة الفساد في
الأرض بأشكاله نضال أو كفاح... ثم
يعمل المزيفون على اختلاف
هوياتهم إلى توفير الحماية لهذه
المفاهيم والأفكار والمناهج
والأساليب لتوصف كل محاولة
لمقاربتها بطريقة متبصرة أو
متساءلة بأوصاف المروق أو
الفسوق أو الخروج أو المساس
بصاحب السلطان أو بالقانون
العام... لا
تقارب لا تناقش؛
تعني استسلم وإلا.. ومن
تزييف الوعي والاستثمار في
الجهل والهوى ننطلق إلى وسائل
وأساليب تزييف الرأي العام
خوفاً من صحوة في غفلة،
تلحق هؤلاء المنومين في
دياجير التعتيم المضروب عليهم
في ليل شهواتهم أو أهوائهم!! من
يستطيع أن يقارب جمهور محموم
بمثل هذه الحمى بأثارة من علم أو
قبس من نور...؟! لا
نحتاج إلى كثير من القول لتبيان
طرائق أصحاب السلطان في تضليل
وتزييف الرأي العام. والإعلان
الذي لا يتوقف عن هدير الجماهير
تفدّي بالروح
بالدم كل ما يوضع على طاولة
العرض، أو طرائقهم في حصد
متوالية التسعات في استفتاءات
القرن الحادي والعشرين، أو
طرائقهم في تسيير المسيرات،
وتطيير البرقيات، وعقد
المؤتمرات والندوات... كل
ذلك غدا أمرا مسلما به حتى في
ديمقراطية رأس المال حيث لا
يعقل أن يخترق مخترق جدر
الحزبين الكبيرين مع
إقرارنا بسابقة اختراق
باراك أوباما ليكون النادر الذي
لا ينفي القاعدة... ولعل
الوسيلة الأكثر شيوعا في تزييف
الرأي العام اعتماد الصخب
والضجيج الكلامي أو الإعلامي
فلكي تصادر وطنا أو مدينة أو
حزبا أو جماعة يكفي أن يكون عندك
تسعة رهط يصرخون.. وعندها تستطيع
أن تصطحبهم إلى أي مقبرة
ليشهدوا أن كل الصامتين فيها
عبيد عند أبيك... هذا
الرأي المصلوب على شفاه
الصامتين أو الصارخين يدينه
حديث شريف يصف الصامتين عن الحق
بالشياطين الخرس حيث يسمح الصمت
المريب لزبد المراوغين أن يحجب
ما ينفع الناس من حقائق ووقائع.
قاعدة شرعية نفيسة تؤكد أن
الصمت في معرض البيان بيان. وهي
تعني أن الصمت لا يعفي صاحبه من
المسئولية أمام الله والناس. --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
16/05/2009
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |