ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
هل
يخترق الموساد البنيان
المرصوص؟! يقع
الحدث في حياة المجتمعات والأمم
فيسجل حدثا عابرا. يقال عنه إن
كان سلبيا إنه شاذ، أو غريب، أو
منكر ومستنكر. يتكرر الحدث مرة
بعد مرة، فيغص الحلق عند ذكره،
وتغضي الجباه عند الحديث عنه،
ويحرص الكثيرون على تجاهله أو
التهرب منه. ثم تحاصرك الوقائع
يمنة ويسرة ومن بين يديك ومن
خلفك؛ فإذا المجتمع أو الدولة
أمام ظاهرة سياسية أو اجتماعية
أو ثقافية أو أمنية، ظاهرة
تتطلب من الخبراء أن يتوقفوا
عندها ويتبينوا أسبابها
وبواعثها ويتلمسوا الحل
والعلاج لها. لقد
تكاثرت الاختراقات الأمنية
الصهيونية لدولنا ومجتمعاتنا
حتى أصبحت ظاهرة تقلق الذين
يهمهم أمن دولهم وسلامة
مجتمعاتهم. وبينما تنجح أجهزة
أمن الدولة في منطقتنا كافة حين
تعمل تحت غير قوسها فتتبع
الأنفاس والألفاظ ينجح غيرها من
أجهزة الاختراق المعادي في
تسجيل انتصاراته واحدا بعد
الآخر في أفغانستان وفي
الباكستان وفي إيران وتركية
والعراق ومصر والسودان وفلسطين
ولبنان وسورية وتكاد تقول في كل
مكان. الحديث
عن موضع الوجع لا يتوقف عند
التفوق التكنولوجي لمنظومة
الاختراق المعادية، ولا يتناول
أشكال التقدم التقني أو
الأدواتي أو مصادر الدعم
والتأييد والإمداد الدولي،
موضع الوجع فيما نشير إليه هو في
تحول القاعدة الصلبة من بنيتنا
البشرية إلى خاصرة رخوة تشهد
الوقائع المتكررة أنها لا تكاد
ترد يد لامس. على
جغرافية الأمة الإسلامية
والعربية يتقدم (الموساد)
الإسرائيلي، مع الأسف، ليس فقط
في قدرته على تأمين المعلومة
بما لديه من وسائل وأدوات أكثر
تطوراً، المعلومة
العسكرية والسياسية
والاقتصادية والاجتماعية من (مصادرها)،
وإنما أيضاً على طريق رصد حركة
المؤسسات والمنظمات والشخصيات
في عقر الدار والتحرك المباشر
لتسديد ضربات استباقية
وانتقائية على أكثر من جبهة في
وقت معاً. تستطيع
أن تتلمس أصابع الموساد
الإسرائيلي في كثير من المجالي
السياسية والثقافية
والاجتماعية والاقتصادية. في
مناهج التعليم وفي وزارات
الثقافة والإعلام في اختيارات
المكتبات العامة وفي قوائم
الكتب الممنوعة، والكتّاب
المرقومين على القائمة
السوداء، أو المحكومين
بالإعدام على رؤوس أقلام مدعي
الحداثة أو الليبرالية، وفي
سياقات المسابقات والجوائز
الغفل ، وفي قوائم البعثات
التعليمية والدبلوماسية وفي
دور الأزياء... وتستطيع أن ترصد
أعمال الموساد الإسرائيلي
المباشرة وغير المباشرة في بنية
الدول، وتلافيف الجمعيات
والمؤسسات الناعبة وفي أشكال
متعددة للحرب الأمنية
والسياسية والثقافية التي
تشنها الاستخبارات الإسرائيلية
على عالمنا، والتي أصبح جنودها
أو ضحاياها أكثر من جاسوس متلبس
بجريمة يمكن محاصرته أو مقاضاته. نتابع
هذه الأيام، انكشاف أمر بعض
شبكات التجسس الإسرائيلية في
لبنان. عشنا من قبل أمر اغتيال
عماد مغنية في دمشق، وقصف ما قيل
إنه محطة تعبوية خاصة في قلب دير
الزور. تابعنا مراراً وتكراراً
أمر تحطم طائرات تحمل قيادات
عسكرية كطائرة الضباط الأركان
المصرية، أو تنقل شحنات
استراتيجية كما حصل مع شحنة
الوقود النووي الإيرانية.. كما
تابعنا طويلاً مسلسل
الاغتيالات الإسرائيلية في
فلسطين منذ المهندس عياش إلى
أحمد ياسين إلى الرنتيسي إلى
حرب إسرائيل الأخيرة على غزة..) إن
سلسلة الاختراقات الأمنية تلك
أو هذه لم تبدأ بانكشاف عنصر
الموساد (إيلي كوهين) في قلب
الهرم السياسي السوري ولم تنته
عنده. لعلنا لا ننسى اليوم الذي
هرب فيه طيار سوري بطائرته إلى
أرض العدو، كان الخبر صاعقا على
الصعيدين الوطني والقومي .
الأحداث المتتابعة لا يمكن أن
تصنف على أنها مجرد اختراقات
أمنية تحدث في كل مكان.. هذه
الأحداث تتقدم عكس منطق الأشياء.
إنها تمثل حالة من الارتكاس
الإنساني والقيمي والقومي
والوطني على السواء. حالة من
الارتكاس تعبر عنها الأم
الفلسطينية تدوس ولدها القتيل
برجلها وتبصق عليه بعد أن علمت
أنه متواطئ مع العدو!!! أي
صياد ماكر يمكن أن يصيد سمكة في
مثل هذا الماء؟!! مائنا الإسلامي
أو القومي أو الوطني. آخر جاسوس
مصري تمت محاكمته كان اسمه (
محمد ) أي دلالة في هذا؟! وأي وهن
أصاب نفسية هؤلاء الأفراد، وإن
كانوا ـ قلائل ـ وهم ليسوا كذلك
على ما نتصور من خلال المتابعة
المحدودة، حتى قبلوا أن ينغمسوا
في هذه الحمأة النتنة ضد (ذواتهم)
ضد آبائهم وأمهاتهم، وضد رغيف
الخبز الذي عاشوا عليه من تراب
أرضهم.. مواجهة
الحدث (الظاهرة) يحتاج إلى أكثر
من معالجة أمنية، (متابعة
وملاحقة ومحاكمة وعقوبة). مواجهة
الظاهرة يحتاج إلى إعادة نظر في
البنية الثقافية، والمناهج
الدعوية والتربوية. ليس تبرئة
للجناة المتلبسين بالجريمة، أن
نؤكد على ضرورة أن تفتح ملفات
الظاهرة وأن تتلمس أسبابها
ودوافعها، وأن تقطع طريق
الشيطان بجهد فاعل وبرامج
وقائية هادفة. وأول الطريق إلى
هذا فيما نظن قطع كل تخاريف
وثرثرات المتحدثين عن سلام
موبوء يفتح الباب أمام أحلام
الشياطين. أقمار
التجسس الاصطناعية الأمريكية
والإسرائيلية، والطائرات بلا
طيار، وأفواج السياح والصحفيين
والدبلوماسيين الموظفين في
مشروع العدو المريب وبرامج
الأمم المتحدة ومؤسساتها
ومراكز بحوثها ودراساتها كل
هؤلاء لا يعدلون في فاعليتهم
صاحب عاهة نفسية يرهن عينه أو
أذنه لمشروع
العدو الذي يجب أن يظل في قرارة
العقلين الظاهر والباطن للفرد
والمجتمع عدوا كريها تأباه
العقول والقلوب وتشمئز عند ذكره
النفوس.. ظاهرة
تتطلب استفراغ الجهد لإعادة
بناء الحصن والدرع يقوم عليه
الدعاة والمربون والمفكرون
ورجال السياسة وعلماء الاجتماع. --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
26/05/2009
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |