ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
إنهم
ليسوا يهود إنهم إسرائيليون ومن
حقنا أن نقول: لا بترحاب
كبير استقبل المواطنون
السوريون والأتراك عودة الدفء
إلى العلاقات التركية ـ السورية.
مسيرة التقارب المتبادل تعني
بشكل مباشر عودة المياه إلى
مجاريها الحقيقية، بعد
أن قطعتها أو مزقتها التوجهات
الشيفونية التي ثبت أنها لم
تورث أمتنا إلا المزيد من
التشتت والبلاء. وبنفس
الترحاب ينظر الشعبان التركي
والسوري على طرفي الحدود إلى
عملية نزع الألغام المادية بعد
أن سبقت السياسات إلى نزع
الألغام المعنوية. ست مائة
وخمسة عشر ألف لغم مزروعة على
مسافة (510) كم، وهو طول الحدود
السورية ـ التركية. ست مائة
وخمسة عشر ألف لغم زرعت على
الحدود المشتركة، قيل يومها من
أجل منع التهريب أو لقطع الطريق
على متسللي الإرهاب من رجال حزب
العمال الكردستاني. عدد من
الألغام كاف ليحول أخوة العقيدة
والحضارة والتاريخ المشترك إلى
أخوة تراب!! سيكون
مرحبا به أكثر أن
تنزع هذه الألغام، وأن
يزرع مكان كل لغم شجرة للحياة
تضفي على المنطقة مزيدا من
الحيوية والجمال. بل سيكون
عيداً حقيقياً للشعبين إذا
استطاعت السياسات المتواثقة أن
تخفف من صرامة خط الحدود،
لإيجاد نوع من الشراكة أو
التماهي تعيد العلاقات إلى
أفقها الحقيقي، وتعوض البلدين
عن اللهاث وراء العوالم التي لا
تريدهما ولو في ذيل القطار.
العوالم التي ما تزال تشترط
لمجرد العلاقة اشتراطات لولبية
لانهائية تستتبع الكثير مما
يُعاف. الترحيب
بنزع الألغام، والتشجيع على
تحويل الشريط الحدودي إلى بستان
للورد، والعمل على توظيف هذا
المشروع كجزء من استراتيجية
اقتصادية، أو نافذة لتوظيف
الجهد التركي واليد العاملة
التركية كما يقال شيء..
وإسناد هذا العمل إلى شركة (إسرائيلية)
مهما كان الثمن أو الفائدة شيء
آخر. إن كل مقولات أو أطروحات
التبرير أو التسويغ لا تصمد
لحظة أمام قواعد الالتزام
والانتماء.. على
الذين يقولون، وهم صادقون،
إن الخلافة العثمانية كانت
تشمل برعايتها المسلمين
والمسيحيين واليهود على حد
سواء، أن يتذكروا أن هؤلاء
الذين سيجدون لأنفسهم موطئ قدم
على حدود سورية الشمالية ليسوا
يهود فقط بل هم أساساً (إسرائيليون)،
وهناك في البعد الاستراتيجي فرق
كبير بين اليهودي والإسرائيلي. وعلى
الذين يزعمون أن رأس المال لا
دين له أن يذكروا أن رأس المال
هذا له أهدافه القريبة والبعيدة.
وأن دولة إسرائيل مستعدة أن
تدفع لتركية اليوم مبالغ أكبر
بكثير من تلك التي عرضتها
الإدارة الأمريكية يوم أرادت من
تركية معبراً لجنودها إلى أرض
للعراق؛ مقابل موطئ قدم على
حدود جيرانها الشمالية. ولقد
سجل البرلمان التركي يومها
موقفه المشرف في قوله: لا.. لكل
العروض والإغراءات الأمريكية. إنه
من التبسيط بمكان أن ينظر إلى
موضوع بخطورة الموضوع المطروح (منح
موطئ قدم لقاعدة إسرائيلية ـ
ولو اقتصادية ـ على الحدود
السورية الشمالية)، من زاويته
الاقتصادية فقط. إن
للموضوع أبعاده الاستراتيجية
والأمنية. وإن منح الترخيص
لوجود إسرائيلي في هذه المنطقة
تحت أي عنوان سيفتح المجال
واسعاً أمام أشكال من
الاختراقات السياسية والأمنية
وربما العسكرية، تبقى المنطقة
والعلاقة الوثيقة الواعدة في
غنى عنها.. --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
28/05/2009
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |