ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
سباعية
الرئيس أوباما موافقات
ومفارقات من
منطلق حضاري إسلامي لا يملك
الإنسان إلا أن يرد تحية السيد
أوباما بمثلها (وَإِذَا
حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ
فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا
أَوْ رُدُّوهَا..). إن التفاتة
السيد أوباما المجردة إلى شعوب
أمتنا بالخطاب هي نفسها تحية
تستحق الجواب، بغض النظر عن
الموقف من مضامين هذه الالتفاتة
وما تستدعيه من موافقات
ومفارقات... وربما
تكون الموافقة الأولى التي
تلفتك في كلام السيد أوباما هي
قوله: إن الكلمات وحدها لا
تستطيع أن تسد حاجة شعوبنا...وإذا
كان السيد أوباما لم يحمل معه
إلى القاهرة غير الكلام!!
فهو سيقدر أن من حق الأكثرين
أن يتوقفوا كثيرا أمام هذه
الحقيقة؛ وهم الذين مضى عليهم
أكثر من قرن يسمعون كلاما أبلغ..
ثم لا يحصدون من ورائه إلا
الهشيم... ستجد
نفسك متوافقا تماما مع مقولة
السيد أوباما في إنه لا يجوز
أن نضع أنفسنا سجناء لأحداث قد
مضت وإنما يجب معالجة مشكلاتنا
بواسطة الشراكة.. حقيقة
يحتاجها في عالمنا الكثيرون ولكننا
نعلم أن الكثيرين هؤلاء مازالوا
أسرى ثقافة ماضوية، أو أحداث
زوّروها على الماضي البعيد
والقريب. كيف لنا أن نبحث عن
مصداقية هذه الكلمة المضيئة
وشعوبنا تدفع بطرائق مختلفة ثمن
رواسب نمطية صنعتها عقول منغلقة
ونفوس متعصبة جعلتها بعض حقائق
التاريخ... لا
شك ثالثا أننا نتوافق مع الرئيس
أوباما على أن من احترام
الديمقراطية احترام نتائجها
حتى لو كانت آراء الذين تجيء بهم
مخالفة لآرائنا!!!
إذا كان الأمر كذلك فلماذا لم
يحمل السيد أوباما معه قراره
العاجل بالاعتراف بنتائج
الانتخابات الفلسطينية كما
يقبل نتائج انتخاب الإسرائيلية
سواء بسواء؟! لا نريد أن نزيد
حول هذه الموافقة مما يعلم عنه
السيد أوباما الكثير من الشروط
التي تصادر الخيار الديمقراطي
وتوظفه في خدمة مشروع الأقوياء. ولا
نريد التذكير بالحقائق التي
تربط الانتصار للخيار
الديمقراطي بتوقع البديل. ثم
هل هناك من يخالف السيد أوباما
على حقيقة أنه من السهل أن
تُشن الحروب ولكن ليس من السهل
إطفاؤها.. نعم
سيد أوباما وهناك في عالمكم
الكثيرون ممن أشعلوا الحروب غير
السيد بوش، وبعض الحروب ربما
كانت أخطر من تحريك الأساطيل
وأسراب الطائرات. لا ندري كيف
تنظر إلى أصحاب الرسوم إلى
الذين رسموا وإلى الذين نشروا
وإلى الذين أيدوا وإلى الذين
موهوا أو راوغوا أو تستروا.. هذه
حرب أخرى هناك من لا يرى حتى
الآن لهبها!! وفي
غضون هذه الموافقات التي ربما
لا يطول استقصاؤها نجد العديد
من المفارقات تتسربل في ثوب
الدبلوماسية الشفاف.. ذلك أننا
لا نستطيع، ونحن نمضي مع السيد
أوباما في التشديد على رفضنا
للإرهاب ولقتل النفس البريئة،
أن نبكي بعض الناس ، بكاء
الخنساء صخرا، وأن نستهين كما
تفعلون اليوم في سوات وغزة
بدماء الآخرين، لا يمكن أن
نتوقف عند إدانة طرف واحد من
أطراف الإرهاب، فنكتفي بالقول
نعم إن قتل
الناس يوم الحادي عشر من سبتمبر
إرهاب، ونسكت عن قتل الناس
بقذائف الطائرات أو بصواريخ
الراجمات أو بالحصار والتجويع
في العراق و في غزة . من العدل
والإنصاف أن نعترف معا، يعني أن
تعترفوا معنا كما نعترف معكم،
أنهم إرهابيون أولئك الذين
قتلوا والذين حاصروا والذين
جوعوا والذين روّعوا ورعوا
غوانتنامو وأبو غريب وباغرام
ومشتقاتها في كل زمان و مكان... في
موضوعتكم الثانية السيد أوباما.... نحن
لا ننازعك في حقيقة المحرقة،
ولا في حجم الجريمة، ولا في
بشاعتها، ولا في انحطاط وهمجية
من نفذها... ولكن ما شأننا نحن
بكل هذا!! ولماذا يطلب من أهلنا
في فلسطين أن يدفعوا ثمن جريمة
لم يرتكبوها وجناية لم
يقاربوها؟!! الفلسطينيون
السيد الرئيس لا يناضلون لإيجاد
وطن لهم.. إنهم أصحاب وطن حقيقي
قائم. وأنتم أقصد حضارتكم أو
ساستكم قد ارتكبتم المحرقة
مرتين الأولى نفذها النازيون ضد
اليهود والثانية نفذها (
الديمقراطيون) أي ساستكم ضد
الفلسطينيين وكانت الثانية بما
صاحبها من إصرار واستمرار أشنع
من الأولى، على شناعة الأولى
وقساوتها، وأقسى... نعم
ثالثا السيد الرئيس ونحن أيضا
نريد عالما نظيفا من السلاح
النووي، نريد منطقتنا أكثر
نظافة، ولا نريد في منطقتنا
أيضا لا بوارج ولا قواعد ولا
حاملات طائرات ولا محتلين ولا
مناصرين.. ولكن
هل نطلب إلى السيد أوباما أن
يفتح عينيه فيما حوله جيدا؟! هل
نحن مضطرون لأن نذكر اسم
ديمونة؟! هل
دعوة الرئيس إلى بداية جديدة
على أسس العدالة والتقدم
والتسامح تتناسب مع هذه
الازدواجية التي أسست في الأصل
لعلاقة يدعونا السيد أوباما
لتجاوزها...؟! قد
نكون نحن الأولى بإعطاء
المحاضرة في حرية الأديان،
وبضرورة احترام عقائد الآخرين.
فنحن كما ذكر السيد أوباما لم
نخترع محاكم التفتيش، ولم نمارس
حريتنا بسب وتشويه مقدسات
الآخرين، ونحن حافظنا بين
ظهرانينا على بقايا عقائد
وحضارات عمرها أربعة آلاف عام... ولسنا
سادسا مختلفين مع السيد أوباما
على تعليم المرأة ولا على
تمكينها، ولا على السماح لها أن
تأخذ دورها إيجابيا في كل ما
يناسب كينونتها من مضامير. نعم
نحن مختلفون على أمور أخرى ربما
تكون كثيرة في قضايا الإنسان
ذكرا وأنثى ربما لا يحتملها هذا
المقام. وأخيرا
فإنه من المراء، الذي لا خير
فيه، أن نجادل في حاجتنا إلى فرص
أفضل للتطور الاقتصادي
والتكنولوجي بأبعاده. فليس من
عادتنا أن نماري في الحقائق.
ولكن من المفيد أن ننوه على
الهامش أن شعوبنا على قاعدة
خلفيتها الحضارية المتميزة
تحقق ذاتها في أمور كثيرة، غير
متأرجحة الاستحواز والإشباع. من
حقنا كما من حقكم أن نحلم ونسعد
وأن تحلموا وتسعدوا كما نريد
وتريدون... وسيبقى
كلام الرئيس أوباما كلاما.
ولكنه مع كل شيء ورغم كل شيء
يستحق الفرصة التي ربما تؤسس
كما قال السيد باراك حسين
أوباما لعهد جديد. --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
08/06/2009
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |