ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 17/06/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 رؤيـــــة

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


استحقاقات الوعد اليهودي

زهير سالم*

أتى علينا حين من الدهر اعتُبر فيه الحديث عن (اليهود واليهودية) من مفاصل الخطاب اللاسامي العنصري المقيت. فكان رجال الفكر والسياسة والإعلام يتواصون بتجنب استعمال اللفظ لئلا يصيب قوما من أتباع الديانة اليهودية بسوء أو بجهالة، وكان عليك إذ تتحدث عن القوم أن تتحدث عن الصهاينة أو عن الإسرائيليين لتخلي طرف بقية أبناء الديانة ممن لا يؤمنون بحلم صهيون؛ ولكن إصرار ساسة اليهود الجدد اليوم على الهوية اليهودية لدولتهم!! واحتكامهم في ذلك على العالم احتكام الصبي على أهله يجعلنا ملجئين لخطابهم بالوصف الذي يفضلون، من غير تثريب منا على الأقلية الصامتة أو العاجزة عن البلاغ وسط ضوضاء نتنياهو وليبرمان ومن كان منهم عن شمال أو عن يمين...

بعد معركة أحد ومصيبة المسلمين فيها وقف أبو سفيان على رأس الناس وصرخ بأعلى صوته: أعلُ هبل...يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين وقد مسهم القرح ونالت منهم الجراح: ألا تجيبوه؟! قالوا : وماذا نقول؟ قال: قولوا الله أعلى وأجل...

أعل هبل هي كلمة السوء التي وقف نتنياهو المتطرف اليهودي بالأمس يصدع بها على رؤوس الناس أجمعين!! وما قاله نتنياهو، مع شدة القرح وعمق الجراح وتكالب الأعداء والمدد الذي يلقاه نتنياهو من شرق وغرب، مما لا يمكن لمسلم ولا لعربي ولا لحر ولا لصاحب ضمير أن يسكت عليه أو أن يوارب أو يجمجم فيه..

ذلك أن نتنياهو، وبعد ترقب طويل ممن ترقب حديثه، أوضح أبعاد وعده  الذي يلفتك فيه أمران؛ يلفتك هذا الكرم اليهودي وصاحبه يتكرم على اللاجئ الفلسطيني بحقه في العيش بعيدا عن وطنه!!

كما يلفتك ذلك السيل من التعليقات الإيجابية المثمنة والمقدرة التي استقبل بها العديد من ساسة الغرب ( الأورو- أمريكي) الوعد اليهودي معتبرين إياه وعداً إيجابياً جديراً بالتمسك به وبالحرص عليه!!

 ومن الطبيعي أن نتنياهو لم يتقدم بوعده الإيجابي السخي بالمجان!! فذلك وعد لا بد له من عوض، وعوض نتنياهو أن يفرض على الفلسطينيين وعلى حكومات المشروع العربي للسلام، وعلى شعوب هذه الحكومات الكثير من الاستحقاقات قبل أن ينالوا بركة الوعد الميمون..

واستحقاقات الوعد الميمون هذه ليس اشتراطات يهودية محلية فقط  وإنما  هي اشتراطات دولية: أمريكية ـ أوربية ـ يواجه بها الأفراد والجماعات والشعوب والحكومات.

لتقف أو لنقف على حقيقة هذه الاشتراطات أو الاستحقاقات علينا أن نراجع مثلاً ما هو مطلوب من دول الجامعة العربية، الرئيس الأمريكي أوباما الذي يسيل لعابه عسلاً يطالب دول الجامعة هذه ألا يعتبروا ما جاء في المبادرة العربية (نهاية) إنه مجرد بداية، للمساومة السياسية، بداية تتلاءم تماماً مع البداية التي تقدم بها نتنياهو هذه هي العبارة النصية للرئيس أوباما ثم حسب هذا الرئيس باسم السياسة يتم افتتاح البازار.

وحين تتوقف عند الاشتراطات والاستحقاقات هذه، لا بد أن تربط ما يجري في وادي سوات مع استحقاقات أفغانستان وباكستان، وأن تتوقف عند ما يجري في فلسطين والعراق، وعند المطلوب من العرب والعجم على السواء ، دون أن تنسى المطلوب من سورية ومن لبنان، والمطلوب من حركة المقاومة على أرض فلسطين وحتى من عباس ودايتون أو دحلان.

لا بد أن تتوقف عند المطلوب من الإنسان الفرد في العالم العربي، وعند المطلوب من العقل العربي كما نص عليه كتاب (نقد العقل العربي) أو عند القلب العربي، أو عند سلم القيم والأعراف العربية.

لا بد أن تتوقف أو نتوقف عند الاستحقاقات المطلوبة من الأحزاب والجماعات والشعوب والحكومات والمعارضات حتى تتأهل للاستمتاع بمباهج الاعتراف بحقوقها الآدمية الأولية ابتداء من الحق في اختيار الاسم والزي وطريقة اللبس والأكل والشرب وماهية ما تلبس وما تأكل وما تشرب وكيف .. وانتهاء في حقها في الشراكة الثقافية أو السياسية أو الاجتماعية وحقها في صنع حاضرها أو مستقبلها أو حقها في بيع صاع قمحها أو برميل نفطها...

(نتنياهو)، ومعه كل الوسطاء الذين يعرفون كيف يعلنون تكيفهم مع متطلبات، الصبي المحتكم على أهله، وإسباغ الثوب السياسي عليها، يشترط في هذه الاشتراطات أن يقبضها نقداً وسلفاً أو دفعة على الحساب.

ونتنياهو لن يملك شيئاً إذا استطاعت الديمقراطية اليهودية أن تطيح به غدا لتتحفنا بديمقراطي يهودي جديد ربما يكون ليبرمان ليضعنا أمام قائمة جديدة من الاستحقاقات، وصورة أقل وردية من صورة الوعد الذي تقدم به نتنياهو السخي.

إن الأخطر في كل ما سبق هو ردود الفعل الخجولة التي توارت خلفها دول الجامعة العربية، والمعنيون المباشرون بالموقف من مشر وع التسوية أو ما يطلق عليها تمويهاً اسم (مشروع السلام..)...

نتنياهو يصرخ فوق رؤوسنا: أعل هبل فمن يجيب نتنياهو؟! وكيف نجيب نتنياهو؟! وصراخ نتنياهو في حقيقته الاستراتيجية أشد خطراً وأبعد مدى من كل القصف أو الموت الذي صبه بنو يهود على غزة...يا ليت قومي يعلمون !!!

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

17/06/2009


تعليقات القراء

 

هذا هو الحق الذي لا مراء فيه .. حقا ..

ياليت قومي يعلمون

ولكن حتام يسوقوننا إلى الخراب ..ويحجزوننا للذبح ..ونحن صامتون !

عبدالله خليل شبيب

===============

أستاذنا أبا الطيب

بداية من هي جامعة الدول العربية كي تقف شامخة؟؟؟؟؟؟

اعتدنا على الحكمة منك وان كتبت فكلي امل كما تعودنا منكم نشر التعليات فاننا بشوق كي نقرأ المزيد وليس هذا اطراء لكن تجربتكم نافعة لنا يانعة تخاطب الحكمة والعقل فاننا بانتظار رؤيتكم لكيفية الخروج من واقعنا المؤلم في ظل هذه الاستحقاقات.

بارك الله بك و نفعنا بما علمك اياه

محمد دامس كيلاني

رد من زهير سالم : أخي الكريم من بعض قواعد الخطاب أن تخاطب المقصود بما يجب أن يكون والجامعة العربية عام المقصود عموم أفرده والمخصوص بعضهم.. وجزاك الله على حسن الظن بأخيك خيراً

=================

ناثان ياهو جريء وصريح حقا ليس مع اليهود فحسب وانما مع العرب أيضا، ولكن يبدو مع ذلك أن النظام الذي أوقفتم معارضتكم له لايفهم تماما مجمل الأوضاع في المنطقة

جان كورد

====================

و الله المشكلة ليست في نتينياهو و لا في غيره من اليهود فهم أصحاب قضية يعملون من اجلها .. و لكن المشلكة في الامة العربية التي تنتظر العطف من اسرائيل و الولايات المتحدة و هو ما لم و لن يحدث

وضاح اليمن

====================

السلام عليكم، طبعا بحجة الحفاظ على السلم الأهلي لم تنشر لي تعليقي، أم يا ترى من أجل الحفاظ على الشعبية، تماما كما تفعل الأنظمة العربية، هل قلت أنا شيئا غير بعض بعض الحقيقة.

عبد الرحمن

====================

سلمت علي هذا الفهم لقد اصبت الحقيقه ولكن لن يعلو هبل وسيبقي هناك الفئه الشريفه التي ستبقي تقاوم مشاريعهم المخزيه عربا كانوا ام عجما

ابنه غزه الجريحه  

====================

ليست المشكلة في نتنياهو وحكومته فجميع الحكومات التي سبقته كانت متطرفة, لكن المشكلة في بعض الأنظمة العربية الرسمية, التي تلهث وراء الوعود البراقة الكاذبة

محمود نصار

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ