ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
استحقاقات
الوعد اليهودي أتى
علينا حين من الدهر اعتُبر فيه
الحديث عن (اليهود واليهودية) من
مفاصل الخطاب اللاسامي العنصري
المقيت. فكان رجال الفكر
والسياسة والإعلام يتواصون
بتجنب استعمال اللفظ لئلا يصيب
قوما من أتباع الديانة اليهودية
بسوء أو بجهالة، وكان عليك إذ
تتحدث عن القوم أن تتحدث عن
الصهاينة أو عن الإسرائيليين
لتخلي طرف بقية أبناء الديانة
ممن لا يؤمنون بحلم صهيون؛ ولكن
إصرار ساسة اليهود الجدد اليوم
على الهوية اليهودية لدولتهم!!
واحتكامهم في ذلك على العالم
احتكام الصبي على أهله يجعلنا
ملجئين لخطابهم بالوصف الذي
يفضلون، من غير تثريب منا على
الأقلية الصامتة أو العاجزة عن
البلاغ وسط ضوضاء نتنياهو
وليبرمان ومن كان منهم عن شمال
أو عن يمين... بعد
معركة أحد ومصيبة المسلمين فيها
وقف أبو سفيان على رأس الناس
وصرخ بأعلى صوته: أعلُ هبل...يقول
رسول الله صلى الله عليه وسلم
للمسلمين وقد مسهم القرح ونالت
منهم الجراح: ألا تجيبوه؟! قالوا
: وماذا نقول؟ قال: قولوا الله
أعلى وأجل... أعل
هبل هي كلمة السوء التي وقف
نتنياهو المتطرف اليهودي
بالأمس يصدع بها على رؤوس الناس
أجمعين!! وما قاله نتنياهو، مع
شدة القرح وعمق الجراح وتكالب
الأعداء والمدد الذي يلقاه
نتنياهو من شرق وغرب، مما لا
يمكن لمسلم ولا لعربي ولا لحر
ولا لصاحب ضمير أن يسكت عليه أو
أن يوارب أو يجمجم فيه.. ذلك
أن نتنياهو، وبعد ترقب طويل ممن
ترقب حديثه، أوضح أبعاد وعده
الذي يلفتك فيه أمران؛
يلفتك هذا الكرم اليهودي وصاحبه
يتكرم على اللاجئ الفلسطيني
بحقه في العيش بعيدا عن وطنه!! كما
يلفتك ذلك السيل من التعليقات
الإيجابية المثمنة والمقدرة
التي استقبل بها العديد من ساسة
الغرب ( الأورو- أمريكي) الوعد
اليهودي معتبرين إياه وعداً
إيجابياً جديراً بالتمسك به
وبالحرص عليه!! ومن
الطبيعي أن نتنياهو لم يتقدم
بوعده الإيجابي السخي بالمجان!!
فذلك وعد لا بد له من عوض، وعوض
نتنياهو أن يفرض على
الفلسطينيين وعلى حكومات
المشروع العربي للسلام، وعلى
شعوب هذه الحكومات الكثير من
الاستحقاقات قبل أن ينالوا بركة
الوعد الميمون.. واستحقاقات
الوعد الميمون هذه ليس اشتراطات
يهودية محلية فقط وإنما
هي
اشتراطات دولية: أمريكية ـ
أوربية ـ يواجه بها الأفراد
والجماعات والشعوب والحكومات. لتقف
أو لنقف على حقيقة هذه
الاشتراطات أو الاستحقاقات
علينا أن نراجع مثلاً ما هو
مطلوب من دول الجامعة العربية،
الرئيس الأمريكي أوباما الذي
يسيل لعابه عسلاً يطالب دول
الجامعة هذه ألا يعتبروا ما جاء
في المبادرة العربية (نهاية) إنه
مجرد بداية، للمساومة
السياسية، بداية تتلاءم تماماً
مع البداية التي تقدم بها
نتنياهو هذه هي العبارة النصية
للرئيس أوباما ثم حسب هذا
الرئيس باسم السياسة يتم افتتاح
البازار. وحين
تتوقف عند الاشتراطات
والاستحقاقات هذه، لا بد أن
تربط ما يجري في وادي سوات مع
استحقاقات أفغانستان وباكستان،
وأن تتوقف عند ما يجري في فلسطين
والعراق، وعند المطلوب من العرب
والعجم على السواء ، دون أن تنسى
المطلوب من سورية ومن لبنان،
والمطلوب من حركة المقاومة على
أرض فلسطين وحتى من عباس
ودايتون أو دحلان. لا
بد أن تتوقف عند المطلوب من
الإنسان الفرد في العالم
العربي، وعند المطلوب من العقل
العربي كما نص عليه كتاب (نقد
العقل العربي) أو عند القلب
العربي، أو عند سلم القيم
والأعراف العربية. لا
بد أن تتوقف أو نتوقف عند
الاستحقاقات المطلوبة من
الأحزاب والجماعات والشعوب
والحكومات والمعارضات حتى
تتأهل للاستمتاع بمباهج
الاعتراف بحقوقها الآدمية
الأولية ابتداء من الحق في
اختيار الاسم والزي وطريقة
اللبس والأكل والشرب وماهية ما
تلبس وما تأكل وما تشرب وكيف ..
وانتهاء في حقها في الشراكة
الثقافية أو السياسية أو
الاجتماعية وحقها في صنع حاضرها
أو مستقبلها أو حقها في بيع صاع
قمحها أو برميل نفطها... (نتنياهو)،
ومعه كل الوسطاء الذين يعرفون
كيف يعلنون تكيفهم مع متطلبات،
الصبي المحتكم على أهله، وإسباغ
الثوب السياسي عليها، يشترط في
هذه الاشتراطات أن يقبضها نقداً
وسلفاً أو دفعة على الحساب. ونتنياهو
لن يملك شيئاً إذا استطاعت
الديمقراطية اليهودية أن تطيح
به غدا لتتحفنا بديمقراطي يهودي
جديد ربما يكون ليبرمان ليضعنا
أمام قائمة جديدة من
الاستحقاقات، وصورة أقل وردية
من صورة الوعد الذي تقدم به
نتنياهو السخي. إن
الأخطر في كل ما سبق هو ردود
الفعل الخجولة التي توارت خلفها
دول الجامعة العربية،
والمعنيون المباشرون بالموقف
من مشر وع التسوية أو ما يطلق
عليها تمويهاً اسم (مشروع
السلام..)... نتنياهو
يصرخ فوق رؤوسنا: أعل هبل فمن
يجيب نتنياهو؟! وكيف نجيب
نتنياهو؟! وصراخ نتنياهو في
حقيقته الاستراتيجية أشد خطراً
وأبعد مدى من كل القصف أو الموت
الذي صبه بنو يهود على غزة...يا
ليت قومي يعلمون !!! --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
17/06/2009
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |