ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
سفير
في السفارة الأمريكية في دمشق أيها
السوريون خذوا حذركم بعد
أربع سنوات من سحب السفيرة
الأمريكية السابقة مرغريت سكوي
من دمشق إثر اغتيال رئيس وزراء
لبنان الأسبق رفيق الحريري، صدر
قرار أمريكي عن البيت الأبيض
بعودة قريبة لسفير أمريكي جديد
إلى دمشق. عودة
سفير أمريكي إلى دمشق تعبير،
ولا شك، عن
تغير ما في الموقف
الأمريكي تجاه سورية. بل تجاه
المنطقة بشكل عام. يفيد القرار
الأمريكي أن إدارة أوباما أكثر
حرصاً على دور لها أكبر في منطقة
الشرق الأوسط. كما
يفيد القرار أن الإدارة
الأمريكية استعادت بعض الوعي
بإعلانها الضمني أن القوة
الناعمة القائمة على
الدبلوماسية هي أكثر جدوى، من
سياسات الوعيد والتهديد التي
كانت السياسة المفضلة للرئيس
الأمريكي السابق.. ومن
باب أولى أن يشير القرار
الأمريكي إلى أن دولة بحجم
سورية (الاستراتيجي) لا يمكن
تجاوزها في إطار إقليمي تشكل
سورية إحدى
دوله الكبرى!!! بالمقابل
فإن من حق (دمشق) أن ترى في
القرار الأمريكي نصراً معلناً
لسياساتها ومواقفها، وأن
تستنتج أنها كانت دائماً على حق!!
وأنها اليوم تحصد ثمرة ما تدعوه
صمودها وممانعتها. نعتقد
أن دلالة (السفارة والسفير)
محدودة أصلاً في التعبير عن
طبيعة العلاقة التي تربط
الإدارتين السورية والأمريكية
إحداهما بالأخرى.. كما
نعتقد أن مجرد اللعب بورقة (السفارة
والسفير) هو دليل حالة من
النرجسية تعيشها الإدارات
الأمريكية، التي
ما تزال تسحب سفيرها أو تغلق
سفارتها في هذه الدولة أو تلك .
لقد أقر القانون الدولي نظام
التمثيل الدبلوماسي بين الدول
لتحقيق مصالح هذه الدول، أو
للعمل على حل المشكلات التي
تنشب بينها، مهما كان حجم هذه
المشكلات. ولكن الإدارات
الأمريكية المتعاقبة، ومن موقع
شعور مسيطر بالصلف، جعلت من
موضوعة (السفارة والسفير) ورقة
ضغط، وأسلوباً من أساليب خلق
المشكلات وتعقيدها، وليس حلها
وتذليلها. فعند كل منعطف في
سياسات أي بلد تبادر إدارة
أمريكية إلى سحب السفير أو
إغلاق السفارة، وكأن السفارة
الأمريكية نافذة على جنة الخلد،
أو نعمة تربها الولايات المتحدة
على الدول والشعوب تتكرم بها
عليها. ونعتقد
ثالثا أن العلاقة الأمريكية ـ
السورية محكومة بمحددات
وتعبيرات أكثر عمقاً و تعقيداً
من إغلاق سفارة، أو سحب سفير. فحين
يكون الالتزام بأمن إسرائيل
وبقائها مناط السياسات
الأمريكية في المنطقة فإن هذا
سيجعل خيار الإدارة الأمريكية
الإقليمي سيئا، وسيجعل
الولايات المتحدة عاجزة عن
الوفاء لمبادئها في الدعوة إلى
الديمقراطية وحماية حقوق
الإنسان. إنه وما دامت الولايات
المتحدة رهينة للتعامل مع خيار
ديمقراطي وحيد في المنطقة هو
الخيار الإسرائيلي، ولو كان في
مسلاخ شخص اسمه (نتنياهو) أو (ليبرمان)؛
فإن عليها حفاظا على ما تدعوه
الأمن والاستقرار الإقليميين،
أن تتجاوز كل الخيارات
الديمقراطية الأخرى بل أن
تتجاوز الديمقراطية نفسها، وأن
تدوس على كل ما تدعوه حقوق
الإنسان...
في سورية بالذات تبدو
خيارات الولايات المتحدة أكثر
حرجا أو سوءاً. الخيار
بين السيئ والأسوأ هو القاعدة
التي ترسم ملامح الموقف
الأمريكي من سورية. قاعدة
محكومة ببعدين الأول يتعلق
بالقوى السورية الظاهرة على
الساحة والتي ترى فيها الولايات
المتحدة الخيار الأسوأ. والثاني
يتعلق بالانعكاس المباشر للوضع
السوري على الكيان الصهيوني،
وما يسمى (بمشروع السلام) الذي
قام أصلاً على أنقاض نكسة
السابعة والستين واستراتيجية
ما بعد مدريد ثم المبادرة
العربية. حين تتابع التغير في
العلاقة السورية- الأمريكية
بعيدا عن
مؤشره المباشر (عودة السفير إلى
السفارة)، لا بد أن تلحظ بعد
أربع سنوات من إغلاق السفارة،
أن العلاقة السورية ـ
الأمريكية، لم تكن عدمية خلال
السنوات الأربع. صحيح أنها لم
تكن مباشرة، ولكنها ظلت قائمة. حتى
العقوبات المفروضة على سورية،
التي تم تجديد قانونها في عهد
الرئيس أوباما، كانت عقوبات
رمزية بمعنى ما، ثم جاء دور
الرسل الأمريكيين الذي ترددوا
طويلاً على سورية منذ زيارة
بيلوسي في عهد بوش إلى الزيارات
الأخيرة لفيلتمان وكارتر إلى
دمشق. بالطبع لم يأت هؤلاء إلى
سورية لشرب القهوة، أو لتبادل
الأنخاب. وبالمقابل
إذا عدنا إلى أجندة المطالب
التي حملها كولن باول إلى دمشق
منذ سنوات. وتابعنا ظلالها على
الساحة الإقليمية سنتأكد أن
ثمة ثعباناً يتحرك تحت
تبن العناوين الصارخة. كانت
مطالب باول من سورية إقليمية (عراقية
لبنانية فلسطينية). أو بعبارة
أخرى كانت مطالب متركزة على
المشاركة في صنع السلام،
ومشاركة في صنع الاستقرار. أما
السلام فيمكننا أن نتلمسه في
عناوين وشعارات السلام،
وبالسكوت ولو على مضض عن أرض
محتلة اسمها
الجولان. كما يمكن أن نتلمسه في
استقبال عباس ودعم المصالحة بين
المنظمة وحماس، والمصالحة بين
المبادرة العربية ودولة (نتنياهو)
الفلسطينية، وهي موضوعات ينبغي
لشعوب المنطقة وقادتها أن
يرقبوها ويقاربوها بحذر.. وأما
الاستقرار فهو يؤشر إلى العراق،
والواقع العراقي مقروء لكل ذي
عينين حيث باشرت الإدارة
الأمريكية اللواذ بالمخرج.. كما
يؤشر إلى لبنان، وهو في لبنان
يعني تمرير العملية السياسية
منذ انتخاب رئيس الجمهورية، ومن
ثم العمل كما هو حاصل على قيام
كتلة لبنانية وسطية قادرة على
كسر حدة الاستقطاب، وهو ما يتم تحضيره
الآن، ومن قبل فتح سفارة سورية
في لبنان، لأول مرة في تاريخ
القطرين التوأم، وترسيم حدود لم
تكن في مطلع هذا القرن موجودة
أصلاً. كل
تلك التطورات حدثت والسفارة
الأمريكية بلا سفير!!
فكيف سيكون الحال والسفير
في السفارة؟!! سفير في السفارة
الأمريكية في دمشق : أيها
السوريون خذوا حذركم..!! --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
04/07/2009
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |