ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
عرض
السلام الجديد التطبيع
الكامل مقابل وقف الاستيطان
لمدة عام!! على
المرء أن يُحسن التراجع كما
يحسن التقدم. يسمونه في عالم
الحرب (الكر والفر). وكل تراجع في
عالم السياسة يكون في مكانه هو
تقدم حقيقي بلا شك. فهل حان
الوقت ليتقدم العرب على طريق
السلام إلى الوراء؟! الرعب
يدب في قلوب المخلصين من أبناء
الأمة وهم يتابعون رغبات
أوباما، وتصريحات كلينتون،
وخطوات ميتشيل، على المسرح
العربي الفلسطيني. حين يقايس
المواطن العربي موقعنا اليوم
بموقعنا في الرابع من حزيران
سنة 1967 يدرك بحق أن الخسارة
الحقيقية ليست فيما وقع في أيام
الحرب الخمسة ، وإنما هي في حجم
الانهيار الذي وقع في الأربعين
عاما التالية، وحتى اليوم. وهذه
الطريقة في الحساب ليست تهوينا
من قيمة الأرض العربية التي
كانت خسارتها في تلك الحرب،
وإنما هي إعلاء لقيمة الإرادة
العربية التي ما تزال تتزيل
تراجعا أمام صلف العدو وعناده
باسترخاء الموقف العربي الذي لم
يبق له بعد كل الذي قدم أكثر من
موطئ قدم يقف عليه. الخطوة العربية
التالية إن لم تكن إلى الوراء
فستهوي بنا في مكان سحيق ، قي
الموقف الضنك الذي أوصلتنا
سياسات الاسترخاء أو الاسترضاء
إليه ليس لحركتنا أن تكون بعد
اليوم إلا على عين، لنجعل بيننا
وبين الهاوية عُشر مسافة أمان: وطئ
لرجلك قبل الخطو موضعها فالعين
تبصر ما لا تبصر القدم والذي يهم الرئيس
أوباما، ووزيرة خارجيته،
ومبعوثه ميتشيل أن يرفعوا
أسهمهم في البورصة السياسية
الأمريكية، أن يعلنوا للعالم
أنهم نجحوا حيث أخفق من قبل
العُرب والعجم، وأن يكون مع
إنجازهم الكبير من حسابنا وعلى
حسابنا شيء من رضا نتنياهو
وبركة ليبرمان. إصرار
الرئيس أوباما، ومبعوثه ميتشل
على إحراز (تقدم) سياسي ما على
حساب المصير الفلسطيني ـ العربي
ـ الإسلامي يثير قلق أبناء
الأمة وهم يتابعون أحاديث الليل
لميتشل وهو يتنقل من عاصمة
عربية إلى أخرى مستعيناً
باتصالات أوباما و بتأكيدات
كلينتون: على العرب أن
يقدموا المزيد، وليس لهم أن
يتوقفوا.. وفجأة
في صبح أوباما المُنبي نجد
أنفسنا أمام حالة من تبدل
الشعارات، وتضمير المبادرات،
فبعد عنوان الأرض مقابل السلام،
وعنوان الانسحاب الكامل
والشامل مقابل
التطبيع الكامل نسمع اليوم
مطالبة بالتطبيع الشامل
والدائم والكامل مقابل وقف
الاستيطان لمدة عام. مطالبة
تقدم على أنها إنجاز والسؤال
الأهم أين سيكون بعد التطبيع
الشامل، وليس بعد عام،
الاستيطان. إن
أربعين عاما من المراوغة
الصهيونية هي عمر القرار الدولي
اثنان أربعة اثنان، جديرة بأن
تكون علمت أمتنا الأمية أشياء
كثيرة تعصمها من الوقوع في ذات
الحفرة مرات بعد مرات.. --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
الأربعاء
12/8/2009
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |