ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
لماذا
كرهوا الكلام في علم الكلام تشدد السلف الصالح رضي الله
عنهم في أمر ( علم الكلام ) وهو
المسمى بعنوان ثان ( علم التوحيد
) وثالث ( علم أصول الدين ). وأول
ما ظهر هذا العلم، محاولةً من
بعض علماء الإسلام للرد على
التساؤلات التي ثارت بعد
التمازج الفكري والثقافي مع
الشعوب الداخلة في الإسلام؛ عده
نخبة من العلماء من البدع
المستحدثة وهجّنوه وأنكروه على
المتحدثين به. وكان على رأس
هؤلاء الإمام مالك صاحب المقولة
المشهورة ( الاستواء معلوم
والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة
أخرجوا السائل من المسجد ) وكذلك الإمام أحمد الذي رفض أن
يدخل في أي حوار مع المعتزلة في
محنة خلق القرآن، وكان لا يزيد
على القول ( ايتوني بآية من
كتاب الله أو حديث لرسول الله
) وروي عنه أنه قاطع الحارث
المحاسبي فترة طويلة مع ما عليه
الحارث من الزهد والعبادة لخوضه
كما يقال في علم الكلام. أما الإمام الغزالي الذي يوصف
بالفقيه الأصولي النظار
المتكلم صاحب المصنفات العديدة
في علم الكلام، فيؤكد دائما أن
هذا العلم كالدواء يُعطى للمريض
فقط، ولكل مريض بحسب احتياجه،
ولذلك رتب كتبه في هذا الباب بدأ
من قواعد الاعتقاد المتضَمن في
كتابه إحياء علوم الدين متدرجا
انتهاء إلى المضنون به على غير
أهله في مرحلتيه الصغير والكبير. وهو الذي يؤثر عنه التشديد على
العامة في أمر علم الكلام حتى
ليقول في بعض المواضع: العامي
لو يزني ويسرق خير له من أن
يتكلم بعلم الكلام. والعامي في السياق المذكور ليس
قصير الباع في مستواه المعرفي
فقط بل هو ضيق العطن في مستواه
النفسي وفي حظه من الورع
والتقوى والحذر وهو يتحدث في
علم موضوعه ذات الباري، جل في
علاه، وصفاته وأفعاله وما يجب
وما يجوز له وما يستحيل عليه
تبارك وتعالى. وسبب تشديد النكير على
الخائضين في هذا العلم،
والداخلين معترك الجدل حول
موضوعاته ليس فقط خطورة موضوعه،
وصعوبة مسالكه، ودقة مداخله
ومخارجه، بل هناك ما هو أشد خطرا
من كل ذلك وهو الأمر الذي أشار
إليه الإمام أبو حامد
الإسفراييني فيما يُروى عنه أنه
قال لتلميذه طاهر العباداني
يصور حال المتجادلين في عصره( لا
تعلق – أي لا تكتب- كثيرا مما
تسمع في مجالس الجدل فإن
الكلام يجري فيها على ختل الخصم
ومغالطته ودفعه ومغالبته. فلسنا
نتكلم لوجه الله خالصا، ولو
أردنا لكان خطونا إلى الصمت
أسرع من تطاولنا في الكلام، وإن
كنا في كثير من هذا ننوء بغضب
الله فإنا نطمع في سعة رحمة الله.) الإمام أبو حامد الغزالي يقول إن
تمنيت لصاحبك الخطأ في علم
الكلام فكأنك لا تبالي أن يقع
الخطأ في جنب الله، تبارك الله،
انتصارا لنفسك ولرأيك ولمذهبك،
وهذا هو وجه الخطر الحقيقي في
التعاطي في هذا العلم الخطير.
بينما كان الإمام الشافعي يقول
ما جادلت أحدا إلا أحببت أن
يُسدد ويُعان. ذلك
جدل يكون في الله، وخصومة تكون
في الله وبغض وعداوة، إن كان بغض
وعداوة، تكون في الله أيضا وليس
انتصارا لرأي ولا عزة بإثم.
إرادة الكفر والظلم والمعصية
للخصم تثبيتا لحظ النفس
وانتصارا للرأي كفر وظلم ومعصية.
وكراهية الفرج والرحمة
والسماحة للمسلمين إيثارا لأنا
متضخمة كبيرة من الكبائر
المردية لا
تليق بمن
يقول (قُلْ إِنَّ صَلاتِي
وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ
وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ). --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
الاثنين
31/8/2009م
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |