ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
هل
يبسط شيخ الأزهر جاهه للإفراج
عن الداعية عبد الرحمن لعله
يفعل!! في
بعض المواطن الحرجة يصعب الكلام.
لعل هذا منها. فضيلة شيخ الأزهر
فَجَعَ الأمة بفتاوى ومواقف
عديدة منها ما هو سياسي يتعلق
باستقباله أو سلامه أو تصريحاته
بشأن العدو الإسرائيلي. ومنها
ما هو اجتماعي وقد كان أبلغها
يوم أكد أن من حق الحكومة
الفرنسية أن تفرض على المسلمات
خلع الحجاب في المدارس أو
الجامعات. وفي واقعة النقاب
الأخيرة كان الأبلغ في خطأ شيخ
الأزهر توجيه تلك الإهانة
الشخصية لطالبة صغيرة في عمر
حفيداته (أمال لو كنت جميلة كنت
عملت إيه).
وسواء
كان النقاب عادة كما يقول فضيلة
شيخ الأزهر ومشايعوه أو كان
عبادة كما يذهب إلى ذلك جمهور
العلماء وجماهير أبناء
الإسلام؛ فإن الخلاف يبقى على
فرع في فرع، ولا يستوجب كل هذه
الحمية ولا هذا الضجيج، وإنما
الذي يستحق الحوار والمتابعة هو
عنوان الحرية الفردية التي يثور
من أجلها الثائرون كلما ذكر
الحجاب أو الاحتشام.
أخطاء
فضيلة شيخ الأزهر ، إن ثبت أنها
أخطاء، أو على رؤية من يقدر أنها
أخطاء، هي تعبير عن بشرية
الرجل، هذه البشرية التي لم
يعصم من نقصها إلا صاحب ذلك
المقام صلى الله عليه وسلم.
وبالتالي فإن الاعتقاد بعصمة أي
صاحب مقام أو موقع هو من الغلو
في الأشخاص الذي تأباه شريعة
الإسلام. فليس في عالم الإسلام
بعد رسول الله صلى الله عليه
وسلم معصوم. وما زال أهل
العلم يرد بعضهم على بعض ويخطئ
بعضهم بعضا، يقسو بعض، ويلين
آخر، وهذا لا يضر المخطّئ
والمخطئ بل كم من مخطّئ كان هو
المخطئ.
نعود
إلى الداعية الشيخ عبد الرحمن
الذي هو الآخر في عمر أبناء شيخ
الأزهر، أبسط ما نقول في الرجل
أنه نشأ في أرض يباب حسب تعبير
الشاعر الانكليزي (إليوت) ربما
تعلم من العلم الكثير، ولكنه لم
يمر على منهجية وآداب الحوار. لم
يقف في القرآن الكريم عند
دلالات قوله تعالى ((يَسْأَلُونَكَ
عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ
قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ
وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ)) حجب
الإثم الذي ظنه كبيرا عن عينيه
رؤية المنافع والمصالح التي
يمكن أن تكون مستترة أو مقدرة،
فاندفع في مهاجمة شيخ الأزهر
بالطريقة التي ساءت الكثير من
أولي الأحلام والنهى.
عندما
ذكرت أن الشيخ عبد الرحمن نشأ في
ارض يباب تغيب عن أجوائها آفاق
الحوار، أردت أن أستذكر حلقة له
سابقة مع الأستاذ فيصل القاسم
عن السياحة في العالم يومها قال
الشيخ عبد الرحمن في السياحة
والسائحين مثل الذي قال في شيخ
الأزهر وربما أكثر، لم يخطر
بباله أبدا أن الأمر في السير في
الأرض للعظة والاعتبار هو بعض
شعائر الإسلام ((قُلْ سِيرُوا
فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا)) ((أَفَلَمْ
يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ..)).
قلت
في مطلع الكلام أن الحديث في
المقام صعب فانا لا ادري بالضبط
أأدافع عن شيخ الأزهر أو أنضم
إلى مخالفيه وأنا أريد هذا وذاك
بالتأكيد!! وهل أنا أدافع عن
الشيخ عبد الرحمن وألتمس له
الأعذار أو أنني أدين طريقته في
الحجاج أو في الحوار.
ولكن
الذي بعثني على كتابة هذه
السطور أن أقرر أنه مهما كانت
خطيئة الشيخ عبد الرحمن أو
عذره، فهو لا يستحق المآل الذي
آل إليه. وهو مع كل ما أسلفنا
يستحق تعاطف الرأي العام. في
العالم اليوم يعتذرون لعتاة
القتلة والمغتصبين بأنهم ضحايا
البيئة والمجتمع!! وإذا صح أن
أسرة الشيخ عبد الرحمن لحقت به
إلى السجن فيصبح التعاطف مع
الحالة أوجب...
ولا
أظن أن ما قاله الشيخ عبد الرحمن
في شيخ الأزهر ينال من مكانته،
وكما قال أبو تمام ( فالسيل حرب
للمكان العالي). ولذا هناك
كثيرون مثلي ينتظرون من صاحب الفضيلة
شيخ الأزهر، ومن مكانه العالي،
مكانه الشرعي، ومكانه العلمي
ومكانه الأبوي أن يمد يده
لانتشال من اخطأ بحقه ذلك الخطأ
الجسيم. هذه هي المروءة كما
تعلمناها من أصحاب الفضيلة
الكبار الذين لا نشك أن شيخ
الأزهر واحد منهم. نتوقع أن يبسط
شيخ الأزهر جاهه للشفاعة لمن
أساء إليه، إن كان حقا أنه أوقف
بسببه..نقول لعل صاحب الفضيلة
يفعل، وليته يفعل، ليظل للأمة
كبار هم معقد الرجاء ومحط الأمل. --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
الثلاثاء
03/11/2009
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |