ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
كفى
بالموت واعظاً رسالة
الموت كان نقش خاتم سيدنا عمر رضي
الله عنه ( كفى بالموت واعظا ).
وكان يقول: في كل يوم يقال مات
فلان ومات فلان ولابد أن يأتي
يوم يقال فيه مات عمر. وقد قيل.
فلنقلها لأنفسنا لعلنا نتذكر أو
نخشى. وكان الإمام علي رضي الله عنه
يقول: ما رأيت حاضرا أشبه بغائب
من الموت. يعني أن الموت يجالسنا
ويضاجعنا ويصبحنا ويمسينا ونحن
نحمل الموتى إلى المقابر ونظنه
عنا بعيدا بعيدا.. وكان الإمام علي أيضا ينشد: حيازيمَك للموت
إن الموت لاقيكا ولا تجزع من الموت إذا حل بواديكا قال المبرد في الكامل:
والتقدير اشدد حيازيمك أي كن
مستعدا. والموت إحدى حقائق الوجود
الكبرى التي يسري قانونها على
الكبير والصغير، والمريض
والصحيح، والغني والفقير،
والعامي والأمير... والأمر كما قال أبو الطيب
المتنبي: لا بـد للمـرء مـن ضجعـة
لا تقلب المضجع عن جنبه يموت راعي الضأن
في سربه
ميتـة جالينـوس في طبه نحـن بنـو الموتـى فما بالنا
نعاف ما لابـد من
شربه قالوا أخذ هذا البيت الأخير
من أبي نواس في قوله: وما الناس إلا هالك وابن هالك
وذو نسب في الهالكين عريق وكثيرا ما نعلل أنفسنا خوفا:
مات فلان لأنه كبير ومات فلان
لأنه مريض والحقيقة المقترنة
بالموت أنه يسري بيننا بلا
قانون مرأي أو معقول، وإنه يمضي
لأمره بقدر، وليس خبط عشواء كما
قال حكيم أهل الجاهلية زهير: رأيت المنايا خبط عشواء من تصب
تمته ومن تخطئ يعمر فيهرم يرد هذا قوله تعالى (لِكُلِّ
أَجَلٍ كِتَابٌ) وقوله (فَإِذَا
جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ
يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ
يَسْتَقْدِمُونَ). ويقولون مات
المريض ولكن كم انشدوا: وقبلك داوى المريضَ الطبيب
فعاش المريض ومات الطبيب والموت كما يصيب الكبار
والصغار والأغنياء والفقراء
والضعفاء والأقوياء يصيب أيضا
المؤمنين وغيرهم والصالحين
وسواهم. والموت هو اليقين، وهو
حق اليقين، وهو مصير الأولين
والآخرين وشأن المؤمن أمام الحق
هذا، الذكرى والعبرة والعظة...وأن
يعلم أنه لا دار للمرء بعد الموت يسكنها
إلا التي كان قبل الموت
يبنيها. والموت بجلاله واستغراقه
للعالمين ليس موضع شماتة،
فالشماتة لم تكن يوما من أخلاق
الصالحين. ولحظة الموت هي لحظة
للعبرة والذكرى. فهذه الحقيقة
الحاضرة الغائبة تضع الإنسانية
في مواجهة مصيرها المشترك،
وألمها الأقسى: وحمى الإمام علي
رضي الله عنه قطعة حديد حتى
احمرت ثم حملها بملقط، فقال
ادنُ مني يا عقيل... قال وما تفعل
يا ابن أبي؟ أجابه أتراها
تحرقك؟! قال نعم، قال وكذلك أنا
تحرقني نار جهنم التي تدعوني
إليها!! وكان سأله قليلا ( قليلا )
من بيت المال.. المصير المشترك والألم
المشترك هي رسالة الموت، حين
يفجؤ البعض الألم ربما يتذكرون
الذين يتألمون، لأن الألم هو
الشعور الإنساني الذي يشترك فيه
الجميع.ومصيبة تذكرنا بالله
ليست مصيبة، بل هي نعمة كبرى. هي
نعمة كبرى للذين إذا أصابتهم
مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه
راجعون... --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
الثلاثاء
15/12/2009
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |