ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك

ابحث في الموقع الرئيسة English المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 13/01/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 

 رؤيـــــة

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


اتجاهات الشباب العربي ومشكلاته

سورية أنموذجاً

(2)

زهير سالم*

أولاً- شباب الفراغ والجدة:

ومن المفيد أن نعيد التأكيد أن الإدانة ليست من هدف هذه الدراسة. تُكتب هذه الدراسة بروح المسئولية الجمعية إزاء جميع شرائح الشباب واتجاهاتهم. روح الأبوة المرشدة تجاه الشباب المتفلت والمتطرف هي التي يجب أن تقود وأن تسود.

 

شباب الفراغ والجدة شريحة أولى ينبغي أن تثير القلق وأن تثير الاهتمام...

وهي للحقيقة ليست شريحة وطنية أو عربية فقط، فهناك من رفع في العالم عن عمد سن الطفولة إلى الثامنة عشر، وسن الرشد إلى الحادية والعشرين..

 

شباب عالمي لاهث وحسب المفكر المستقبلي إدوارد كورنيش، فقد حلّ العنف والفوضى الأخلاقية وغياب الهدف، التي تحاصر المجتمعات المعاصرة، محل أي تعبئة لرؤية ذات بعد مستقبلي عند الشباب، وصار الركض وراء اللحظة الراهنة أو المتعة أو اللذة ، أو النزعة الاستهلاكية، هي الغالبة على عقولهم وسلوكهم.

 

وينسب أحد المفكرين (بيل مويرن) ذلك إلى عجز الشباب عن التفكير الواقعي والتفكير المبدع، وعن النظر الى المستقبل بتفاؤل وأمل، ومعاناة كثير من الشباب مما يمكن تسميته برهاب المستقبل (Future Phobia) مما يجعلهم يقصرون تفكيرهم على اللحظة الراهنة أو أحوالهم الآنية، (ويدخلون) المستقبل دون استعداد له أو التفكير فيه ويوقعهم في مشكلات جمة.. ( اقتباس عن الرأي الأردنية )

 

ونعود إلى شبابنا العربي والوطني لنرى شريحة من الشباب طالب متعة، ومتسكع شارع، وجليس مقهى، ومتابع فيديو كليب، و مثقف أفلام (xxx)، ومطارد جنس (ولن نقول مطارد فتيات)، لأن المطاردة أصبحت شبه متبادلة، ومدمن مخدرات، لا يعجبه أحد، ولا يقنعه شيء؛ لا يعرف الجِد، ولا يبالي بأمر...تلك شريحة من شباب أمتنا ووطننا سؤالها الأساسي: أين سنسهر الليلة؟ ومع مَن سنخرج؟ أو ماذا سنلبس؟ وكيف سنحتال أو سنختال في الثوب وقصة الشعر والسيارة التي تتبدل مع تبديل كل حذاء!! شباب يتعمدون الرسوب في صفوفهم لأن حياة الجامعة ممتعة. يتتبعون صرعات دور الأزياء، في الملبوسات والمأكولات والمشروبات والمشمومات والمسموعات والمنطوقات، في عوالم لم يرتق من حولهم إلى السماع  بمصطلحاتها بعد.. كُتبت تقارير كثيرة عن غزو أمريكي خفي في قلب المدن السورية ( العربية )، بألبسة وأطعمة وأشربة وأمزجة وعناوين ولا فتات تجد رواجها في شريحة من الشباب تتباهى بلثم طرف ردائها؛ غزو يقتحم علينا الحصن من غير صراع، ويجنّد أبناءنا في تدمير بنائنا. وعهدنا بسورية لا تسمح باسم ولا عنوان ولا لافتة لا تنتمي إلى لغة الضاد.

 

يرصد تقرير جديد للأستاذ وليد الزعبي في جريدة البعث 7/ 1 /2010 حال هذه الشريحة من الشباب:

 

 ( شباب مسلوبو الإرادة يتبعون أنماطا استهلاكية، ويحملون ثقافات غريبة عن مجتمعنا فتجدهم يعيشون داخل البلد بسلوكيات مجتمعات أخرى وكأنهم غرباء.)

 

ويرصدهم باحث آخر هو (جاي  سولومون) في عدد وول ستريت جورنال 1/9 /2009/  (إن السياسة الاستهلاكية في دمشق تسير بعكس أعراف حزب البعث الحاكم... إن المحال الراقية قد ملأت منطقة المالكي الفارهة،  وينطلق الشباب في المراكز التجارية يتكلمون بالهواتف الخلوية ويقودون السيارات الفارهة). و يعلق آخر على ظاهرة لغوية مشينة (وهم  يتكلمون لغة ( كوكتيل )، فيها من كل لغات العالم، لغة تنتمي إلى عالم لهم خاص تواضعوا على مفرداتها ومصطلحاتها.)

 

ويستنتج رابع ( إن إصرار الشباب على الوجبات الأمريكية السريعة تعني أن ثقافة العم سام هي التي ستسود)

 

ويلحظ الأستاذ الزعبي في تحقيقه في جريدة البعث، الحرص على التقليد كمؤشر عام في سلوكيات الشباب بشكل عام، . يقول في عدد البعث نفسه( عادة التقليد لدى جيل الشباب – نحن نقول لدى هذه الشريحة من جيل الشباب – إذ تشاهد هذه أو تلك مثلا وهو يلبس الجينز الضيق حتى لو كان لا يتلاءم وتضاريس جسده أو يظهر عدم تناسقها فيكون تشويها للجسد لا أناقة ولا حضارة)

 

بل قد يفجعوك أن يتحول هؤلاء الذين لا تميز فيهم الفتيات من الفتيان إلى لوحات إعلان بما يلبسون من ملابس عليها عبارات وصور لمشاهير عالم ليس فيه غير الخواء والهوان. يقول الأستاذ الزعبي (... رسومات وكتابات تسوق لثقافات بعيدة عن مجتمعنا ليمارس الشباب دور تلك اللوحة الإعلانية التي تروج للإثارة والانحراف..)

 

والأكثر إثارة للقلق في ممارسات شباب الفراغ والجدة هؤلاء هو محاكاة عالم السوبر الستار وستار أكاديمي والمسلسلات العبثية حيث بدأت تدب إلى مجتمعنا، دون أن تثير قلق أحد، أساليب ( النوم واللبس والأكل والحب والاحتكاك بين الجنسين وحتى غرس قيم غريبة عن مجتمعنا لتبدو وكأنها عادية ومن متطلبات الحضارة مثل الإقامة مع الصديق والحبيب والحمل خارج إطار الزواج ) وهذا الذي أورده الأستاذ الزعبي في جريدة البعث السورية، ليس إلا أنموذجا، وأنموذجا عربيا محافظا إلى حد كبير... 

 

 أبناء هذه الشريحة من الشباب لا يعرفون هماً ولا غماً ولا هدفاً يخدم أمة أو وطنا، وكثيراً ما تلتقطهم عيناك أو أذناك وهم أمام كاميرات الفضائيات، وسؤال ينزل عليهم من السماء كالصاعقة، (حزورة) في سؤال عن  تعداد شهور السنة، أو عن يوسف العظمة، أو عن تاريخ الوحدة المعاصرة بين سورية ومصر، أو عن أبي الطيب المتنبي أو عن شكسبير، أو: من بنى المسجد الأموي؟ فتسمع من الإجابات ما يثير فيك الحزن والفزع!!

 

شباب (الفراغ والجِدَة) هؤلاء، وإن كانوا يمثلون دائرة محدودة، من أبناء الذوات ( الجدد)؛ للسلطة والثروة، هم وجه من وجوه الخطر الذي يهدد الحياة العامة ليس فقط بطريقتهم في تدمير ذواتهم، وفي الإساءة لمن حولهم ؛ بل بانعكاس أثرهم المجتمعي على من حولهم من الشباب، الذين يجدون في هذه الفئة صورة الاستهتار والاستئثار ليس بالشخصي الخاص فقط وإنما بالوطني العام أيضا..

 

أنموذج مثير للغضب، مولد للنقمة، باعث على الردة المجتمعية، مفرخ لما يطلقون عليه التمرد والتعصب والتطرف. أراد أبناء هذه الشريحة ذلك أو لا .

ثم يخترق قادة الغزو الخفي من خلال شباب مثل هؤلاء بيوتات قمة الهرم السياسي والأمني والاقتصادي، يتخطفون الأبناء والبنات، دون أن يسبب كل ذلك قلقاً لأحد!!! فهذه الشريحة المجتمعية الشبابية خارج قوسي المتابعة بكل أبعادها، حتى بمعنى الرعاية المرشدة. كل السوريين يعلمون أن الإدمان على المخدرات قد اخترق معظم بيوتات قمة الهرم، ولاسيما في أشخاص آخر العنقود. وأبناء هذه الشريحة ليس لهم فيش عند أجهزة الأمن، وهم خراجون ولاجون على ما يحلو لهم، ربما علينا أن نخاف من هؤلاء بنفس القدر الذي نخاف به عليهم.

 

ولكي لا نخطئ في التوصيف فإن هذه الفئة من الشباب تمثل الفراغ والعبث ولا تمثل (الحداثة)، لا بمفهومها الفكري ولا بانعكاسها الحضاري العملي. فالحداثة بهذين البعدين، وبغض النظر عن التقويم الموضوعي لأطروحاتها، لا تكاد تجد ظلا واقعيا لها في الحياة العامة العربية أو السورية. فالحداثة، كموقف فلسفي وعملي، ليست تحللا من العقائد والقواعد فقط، وإنما لها موقفها الجاد والملتزم من الكون والحياة، وهي ليست كما يسوّقها البعض في عالمنا ارتدادا لغريزة القطيع وطرائق تعبيراتها..

 

 ( أمن الدولة ) يُخترق في الكبر في دير الزور وفي دمشق، وعلى الساحل السوري في شخص محمد سليمان، وفي دمشق في شخص الحاج رضوان، الماء الذي كان يسبح فيه كمال أمين ثابت المهاجر السوري الذي استعاد وطنه أو استعاده هذا الوطن هو مثل هذا الماء، فهل في هذا بلاغ.

يتبع .. الاتجاه الثاني:  شباب الولاءات السياسية 

للاطلاع على الجزء الأول الرجاء اضغط هنا

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

الأربعاء 13/1/2010م


 

 

تعليقات القراء

 

إن مشكلة الشباب اليوم متفرعة ومتشعبة فهي تواجه الكثير من التحديات الواقعية والمصاعب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية .

مورث ثقيل تركته الامة لشبابها دون اعداد لهم ودون تزويد لهم بالادوات الازمة لمواجهة ..

الكثير منا بحاجة الى قوة موجه والكثير من الشباب بحاجة الى هدف يحيى من اجله الشباب اليوم يرى الحالة المستعصية التي وصلت لها الامة من ذل وهون ويرى الحالة المستعصية التي وصلت لها بلاده من فساد اخلاقي واداري واجتماعي . ان هذا الشباب لا يرى ملاذا الا ان يهرب من واقعه الى براثن الخيال او ان يضع رأسه في تراب حتى لا يرى ماهو حاصل . متعب هو حال الامة متعب هو حاله على مستوى الشخصي ..بطالة وصعوبات اقتصادية فقر وخوف وقمع وقتل وفساد ثم يطالب بالابداع ؟!!

دون تربية ودون اعداد لمواجهة لن يستطيع هذا الشباب ان يحقق المطلوب منه . يفتقد الشباب المرجعية التي يعود لها

في ظل ادوات اعلامية كثيرة تتناوله وتشعبه بشتى الافكار فاقد لهوية تائه بين الحق والباطل.

الفراغ جزء هام يجب على الشباب ان يستغلوه وان يتربوا كيف يستغلوه ولكن كيف ؟؟؟؟؟؟؟؟

نشكر السيد زهير سالم على طرحه الطيب لمشكلة الشباب وتبقى المهمة الاصعب كيف ستعيدون الشباب الى الحياة بعد ان قتلتهم الظروف ؟

دمتم بحفظ الله ورعايته

شباب المشرق

=================

أستاذي الفاضل وان كنت اصغركم لكن هل اضطررنا ان ندعوا على الدوام اللهم أعن شبابنا على الايام القادمة لهم لانها سوداء كقطع الليل البهيم الأسود؟؟؟؟؟ أم أننا لو أنرنا قلوبهم بنور ربنا تعالى كافية لتنير الدرب امامهم !!!!!!! وحسبنا ان تكون كذلك .

أما الحداثة فهي لاتعني ضياع الهدف ولا الولوج في التفاهات كما تفضلتم أستاذنا أبا الطيب أساله تعالى ان يطيب لكم على الدوام كتاباتكم بطيب نور ربنا سبحانه وتعالى

محمد دامس كيلاني  

===================

تحية طيبة و عطرة أزفها إليكم من على أرض الجزائر ، صحيح أنني لم أعرفكم عن قرب و لم يسبق لي التعامل معكم بشكل مباشر لكنني استخلصت قوة فكركم و نضج و رجاحة عقلكم و سعة أفكاركم من خلال المقال الذي اطلعت عليه  بعنوان " اتجاهات الشباب العربي ومشكلاته  سورية أنموذجاً

نصيرة صحفية

 


 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ