ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
الحصاد
والصدمات المفتي
العام للجمهورية العربية
السورية يقول: إنه لو طلب منه
نبيه محمد أن يكفر بالمسيحية
واليهودية لكفر بمحمد!! ... في
الدين والسياسة والاقتصاد
والاجتماع، في الفردي
والجماعي، والخاص والعام تفجؤك
حالة غير سوية من التفكير أو
التدبير أو العجب أو الاستنكار.. يقف
أحدهم أمام نتيجة صارخة قاطعة
ظالمة منكرة.. ثم ينادي عليها
انظروا، ها هم هؤلاء..!! ليبدأ
بالتنديد بالأمر الإدِّ،
وبالجريمة النُّكر، وبالفاجعة
التي لم يكن قبلها فاجعة ولن
يكون.. وإذا
كان لا يستغرب هذا التصرف من
سمسار يحاول ترويج سلعة، أو
تنديد بخصم أو عدو، أو تلميع شخص
أو تحطيم شخص أو مجموعة، فإن مثل
هذه الطريقة من التعامل مع
النتائج، لا ينم على عقل علمي
موضوعي تحليلي يحاول أن يبحث عن
السبب أو الأسباب الكامنة
والدافعة، باستقصاء وجدية
وصدق، ثم معالجتها بتفهم وتصحيح
وتفسير.. تظهر
النقطة السوداء على ثمرة
الزيتون فتشوه نضرتها.. يا للعار
؟! لماذا
يعطي جهاز فحص السكري للمصابين
به عند الصباح نتائج لا يرضونها..؟!
بالتأكيد إنه القدر أو ربما
صانع الجهاز، أو الزوجة التي
أجادت تحضير الطعام..!! لماذا
يمد هذا الموظف الدمث واللطيف
والأنيق، يده السفلى من تحت
الطاولة ليتناول منك أجر ختم أو
توقيع الأصل أنه يتقاضاه من
الحكومة..؟! كم هو خسيس؟! لماذا
يتسرب أطفال صغار من المدارس
الابتدائية؟! ولماذا تنتشر
عمالة الأطفال؟! ولماذا يتسكع
هؤلاء الأطفال على إشارات
المرور يبيعون ما لا يفيد..؟! ولماذا
تصل المرارة ببعض الناس إلى حد
أن يقدموا على قتل أنفسهم؟!
لماذا يقتل بعض الناس أحياناً
بعضهم رافضين كل شرائعهم
وقوانينهم..؟! ولماذا ينخفض
مردود الزراعة في وطن زراعي من
ثلاثين في المائة إلى عشرين
ونحن نعيش مرحلة إنمائية؟! وتتوالى
الأسئلة، ونجد أنفسنا في كثير
من الأحيان أمام حصاد مرٍّ،
ينضم هو الآخر بطريقة تراكمية
إلى عالم (المدخلات) السود
المغذية لكل ما نرفض ونكره
ونستنكر ونشجب وندين، فإذا نحن
أمام دائرة مغلقة للشر، يُسلم
بعضها للبعض لتظل تنداح وتتسع
وتكبر. ثم
يفرض (الإرهاب) قانونه فيصبح
إرهابياً كل من يطالب بتحديد
معنى الإرهاب، وتفهم أسبابه
وبواعثه ومغذياته ودوافعه. وأنه
يجب علي وعليك أي علينا أن ننبذ
كل من يلقون عليهم ثوبه أنهم هم (الأشرار)!! ويصبح
طائفياً، كل من يقول تعالوا
نتفهم لماذا تتفجر الطائفية
بهذا الحجم من الكراهية. ففي
عصرنا عصر
للثقافة والعلم والمدنية
تتجاوز الكراهية العمياء ما كان
عليه الأمر في أيام آبائنا
وأجدادنا الأميين المتخلفين
البسطاء!! وهكذا
يُحاصر العلم والتحليل
والمنهجية الاجتماعية أو
السياسية أو الاقتصادية بين
سندان ومطرقة الإرهاب. ويفرض
الإرهاب قانونه ليلقي على كل
محاولة للقراءة أو التفسير أو
التحليل ظل (التسويغ) والتبرير.. وتستمر
المدخلات الخاطئة تضعنا أمام
المخرجات الصارخة. ولتستمر
أصوات سماسرة الآلام تتاجر بما
يشكل مادة جديدة للمخرجات التي
نزعم أننا لا نريد. المفتي
العام في الجمهورية العربية
السورية يصرح (أنه سيكفر
بنبيه محمد رسول الله لو أمره أن
يكفر بالمسيحية واليهودية!!)..
لقد طرب لهذا التصريح ضيوفه من
الأمريكيين والغربيين. لله كم
هو جريء!! (قُلِ
اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي
خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ) --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
الأربعاء
20/1/2010
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |