ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
الإعلام
المتحضر من
(نجع
حمادي) المصرية و(جوس) النيجيرية إلى
الكونغرس الأمريكي ندرك
أننا لا نملك القدرات الإعلامية
التي يملكها أعداؤنا وخصومنا
على السواء. نُقر أيضاً أن
التقانة الإعلامية بكل آفاقها
ووسائلها مازالت حكراً (عليهم)،
وبشكل ما على أتباعهم. ونؤكد
ابتداء أننا نشجب وندين كل
الأعمال الإرهابية انطلاقاً من
أحداث 11/9، وانتهاء بالمحاولة
البائسة التي أقدم من سمي عمر
الفاروق النيجيري عليها، أو
الاقتحام الأرعن للمختل الذي
حاول العدوان على بيت رسام
الكاريكاتير الدنماركي، كما
أننا نشجب وندين كل الأصوات
التي تبث الكراهية وتحرض على
العنف ضد المدنيين الأبرياء.. وندين
التعصب والطائفية أيضا، ونعتبر
ما جرى في بلدة (نجع حمادي)
المصرية ضد المسيحيين الخارجين
من صلاتهم في يوم عيدهم جريمة
منكرة مدانة باسم الشرع وباسم
الإنسانية والمدنية على السواء.. ومع
كل هذا الذي نعلن ونؤكد نعود
فنتساءل: أي
خطر أو خلل يسببه خطابنا العربي
أو الإسلامي المحدود أو المكدود
حتى يصبح هدفاً إضافياً على
جدول أعمال الكونغرس الأمريكي.
بقراره إعطاء الذريعة للمالكين
أو المشرفين على الأقمار
الفضائية: مارِسو الرقابة وفق /معاييرنا/
وإلا فالعقوبات تنتظركم.
ومعاييرهم لمصطلحات مثل
الإرهاب، والتحريض، ونشر
الكراهية، معايير اعتبارية
يلصقونها بمن يشاءون عندما
يشاءون وينزعونها
عمن يشاءون . بمثل
بسيط نجد أن(حرية التعبير) أصبحت
هي الأخرى قضية اعتبارية:
فالرسوم الكاريكاتيرية المسيئة
إلى شخصية دينية يدين لها
بالولاء خُمس سكان العالم هي حرية
تعبير، وهذه الرسوم
الحضارية المتمدنة لا تبعث
رسائل الكراهية، ولا تحرض
عليها، ولا تحرك في عوالم غير
محدودة عوامل النقمة والحقد
والرفض. هذه الرسوم هي رسوم
إبداعية تحمل للعالم رسائل الود
والإخاء والسلام، هذا ما يشهد
عليه العالم المتحضر وإعلامه
السمح، بحكوماته وهيئاته
وبمفكريه وكتابه وباحثيه
الأصلاء منهم والوكلاء على
السواء؛ بينما
صراخ استغاثة تطلقه أم فلسطينية
يموت ولدها بين يديها، فاقدا
قارورة الحليب أو قارورة الدواء
هو صراخ إرهابي، يبث الكراهية
ويبعث على العنف ويغذي التطرف
ويؤسس له!! صرخة
الاستغاثة المنبعثة من تحت صفيح
المخيمات، أو من وراء جدر
الحصار، أو من أعماق المنافي
والمهاجر، هذه الصرخات يجب أن
تصنف على أنها صرخات عنف
وكراهية وإرهاب وأن تكبت ليجد
الضمير الحضاري الأمريكي
والغربي ومدارسه التابعة له
بالشكر أو بالأجر القرار
والاستقرار. قلنا
في البداية نحن لا نملك القدرات
الإعلامية التي يملكها أعداؤنا
وخصومنا على السواء. ونضيف هنا
ولأننا محكومون بخلفية حضارية
ومنظومة أخلاقية أسمى وأرقى،
رفضنا يوم جاءونا يحملون على
صدورهم الصليب منذ عشرة قرون أن
نسميهم الصليبين، وما زلنا نرفض
أن ننسب كل جريمة تقع على أبناء
أمتنا إلى دين صاحبها مسيحيا
كان هذا المجرم الأثيم أو
يهوديا. لأننا تعلمنا أن إثم
أتباع الأديان لا يعني إثمها،
مهما رفعوا شعاراتها أو تحصنوا
وراء جدرها. لم نصف الرئيس بوش
وطائراته وهو يقتل الأبرياء في
العراق أو أفغانستان
بالمسيحية، ولم نصف أولمرت
وباراك وطائراته وهي تقتل
الأطفال في غزة بأنها يهودية.!!
ما
زلنا على ما بنا نتسامى على
طريقتهم التي يحاربوننا بها ،
حين يحسبون كل مخالفة أو لنقل كل
جريمة يرتكبها مسلم في مشارق
الأرض ومغاربها على الإسلام
ودوله وشعوبه، فيفرضون على
الجميع- مثلا اليوم- أن يدفعوا
ثمن جريمة (عمر فاروق)، الذي
تؤكد المعلومات أنهم مدوا له
ليجعلوا من عمليته الفاشلة
ذريعة إلى ما يبتغون. محاولة
جديدة من رجال الكونغرس
الأمريكي لتقييد الكلمة
المهيضة. فمم يخافون؟! وهم
يملكون أجندة العالم، وما يشغل
بناته وبنيه على السواء. مم
يخافون؟! وهم قادرون على أن
يجعلوا، بما يملكون من جنود
وأدوات، الموجة الصغيرة
تسونامي مدمرا، وأن يستأنسوا
الدمار حتى ينُسى فلا يُذكر،
وحاول إذا شئت أن تحصي عدد
الحكومات والوكالات والفضائيات
والصحف والمنتديات والمقالات
والدراسات والتعليقات
والمقابلات التي شاركت في تغطية
(جريمة) (نجع حمادي)
المصرية. وهو حادث ثأري فردي
يقدم فيه عدد من المجرمين
الأفراد بالعدوان على مواطنين
مسيحيين في يوم عيد، فيقتلون
بضعة أفراد، نعم ليس ما جرى
في نجع حمادي هينا ولا صغيرا..
ولكن لنقارن كل ذلك بما لقيته
أحداث (جوس) النيجيرية وما
جاورها، حيث يقدم المجرمون
المتمدنون بالاعتداء على
جيرانهم من الأقلية المسلمة
فيقتلون المئات، المئات،
بمن فيهم العشرات من النساء
والأطفال، يقتلونهم ويمثلون
بأجسادهم ويردمون بها الآبار،
هذا يا سادة في القرن الحادي
والعشرين.. ويمر
الحادث والقوم صمت خفت، أظنكم
ستقولون معهم أيها الصامتون:
مسألة فيها نظر... --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
الاثنين
25/1/2010م
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |