ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
أوباما
صانع سياسات أو
حلال
عقـد بعد
مضي عام على تسلم أوباما لدفة
الحكم في العالم، وليس فقط في
البيت الأبيض، وبعد أن استلم
أوباما جائزة نوبل للسلام
عربوناً مقدماً للمرحلة التي
سيتولاها لما ينتظره العالم
منه، يتساءل هذا العالم هل نجح
أوباما في تنفيذ الوعود، أو في
القيام بالدور؟ إن
تقويم (أوباما) بوصفه رئيساً
منشئاً للسياسات فيه على
الحقيقة الكثير من الغبن والظلم
للرجل الذي وجد نفسه فجأة أمام
معضلات صعبة لم يكن له يد من قبل
في صنعها. وإذا تركنا جانباً
التقويم الشخصي للرئيس أوباما
من حيث ما يعتقد وما ينوي أو
يريد، وانتقلنا إلى الحديث عن
ملفات أوباما الصعبة، نجد أن
الرجل يواجه وضعاً سياسياً رمى
فيه مجنون عشرات الأحجار في
آبار متعددة ثم ترك لخلفه الذي
هو هنا أوباما، الاشتغال
بإخراجها. ورث
أوباما ملف الأزمة المالية.
بمعنى أنه ورث شركة اقتصادية
منهارة. يسيطر عليها مدراء
فاسدون، بل ربما يسيطرون على
أوباما نفسه، يملكونه ولا
يملكهم. كما ورث ورأيا عاما
أمريكيا مضللا وعجلا، سارع
بتوجيه أول ضربة لمشروعه بنزع
مرتكز قوته في الانتخابات
التكميلية الأخيرة. حيث فقد
أوباما الديمقراطي قوة القرار. فحين
قدم أوباما من أموال دافع
الضرائب الأمريكي مليارات
الدولارات كنقل دم لوحدات
الاقتصاد المنهارة، رأى
بالمتابعة العملية، أن مدراء
البنوك والشركات وجدوا في حقن
التقوية هذه جرعة داعمة
لطموحاتهم الشخصية فتسابقوا
لزيادة حجم عوائدهم ومكافآتهم.
مكافآتهم على ما تسببوا به
للاقتصاد العام من خسارة
وانهيار.. وحين
يضطر أوباما بعد مضي عام للتقدم
خطوة على طريق المواجهة مع
هؤلاء (السمان) يدرك بالتأكيد أن
ناراً موقدة ستفتح عليه من قبل
إعلام يملك زمامه ونواحيه هؤلاء..
(إحياء
الموات) ولا سيما في عالم
الاقتصاد ليس سهلاً وهذه هي
إحدى المواد الأساسية التي
سيمتحن عليها أوباما في
الولايات المتحدة خلال فترة
رئاسته أو فترتيه إن حصل على
فترتين وما نخاله يحصل . وملفنا
في عالمنا العربي والإسلامي هو
الملف الأكثر أهمية بالنسبة
إلينا. يفقد (أوباما) على وجه
الحقيقة الشركاء أو المساعدين
الناصحين الذين يقدمون له بصدق،
ولو على سبيل الامتحان لإرادته،
مفاتح الحلول الحقيقية
للمصالحة مع العقول والقلوب.
الصوت الذي يسمعه أوباما من هذه
المنطقة لا يختلف كثيراً عن صوت
مدراء البنوك والشركات
والهيئات المالية الذي يسمعه في
الولايات المتحدة.. فريق
من أصحاب القرار كلٌ يريد أن
يحصل على مكافأته على ما صنع
وعلى ما لم يصنع أيضاً. وهو
مستعد من أجل هذه المكافأة أن
يكون مريداً ملتزماً لايقول
لشيخه: لم؟! حين
زار أوباما المنطقة، وألقى
خطابه في القاهرة، وأرسل
مبعوثيه إلى دمشق. تكون لديه
انطباع صادق هو أن (الرهط)
العربي بشعبه المتفقة المختلفة ينتظرون
منه، ويتدارون به، ويرتعدون
أمامه، فأحب أن يحقن فيهم حقنة
حياة تساعده في مسعاه، تقوي
موقفه في إرادة التقدم ولو خطوة
على طريق الحل الذي يريد تسجيله
في سجل إنجازاته، التفت إليهم
وقال وبالصوت الملآن: اضغطوا
عليّ.. في
الولايات المتحدة الإيباك،
والإعلام، واللوبيات الصهيونية
والمحافظة المتعددة ودولة
إسرائيل المباشرة، كل أولئك
يضغطون على أوباما، و يريد
أوباما أن يوازن هذه الضغوط
بضغط عربي (ما) من قائد عربي أو
دولة عربية أو جامعة عربية وهذا
ما لم يحصل حتى الآن.. فما تزال سورية تدمن
طرق الباب الإسرائيلي وليس
الأمريكي فقط.. ومصر تتفنن في تلبية
أجنَّة الرغبات الإسرائيلية.. للحق
ينبغي أن نسجل أن عباسا وحده هو
الذي اقدم على خطوة إيجابية، لا
ندري لماذا لم يسجلها أحد له:
أعلن عن رفضه لاستئناف
المفاوضات، وأعلن رفضه للترشح
للرئاسة الفلسطينية من جديد.
الموقف في إطاره الدولي هو موقف
ضاغط ومحرج، وليس كما حاول
البعض أن يسقطه في إطار
الصراعات البينية على أنه
مناورة صغيرة.. في
إطار الضغط على أوباما ربما على
القادة العرب أن يدركوا أن ما
استقر عليه الوضع في المنطقة من
كافة نواحيه ليس مرضيا. وأن
سياسة الانتظار والصبر والأناة
التي يمارسونها ليست بديلاً
للفعل الإيجابي الذي تنتظره
الشعوب. فهل ستستطيع الجامعة
العربية أن تعطي الرئيس أوباما
ورقة يضعها أمام الضغوط
الإسرائيلية. هل تفكر الجامعة
العربية بسحب المبادرة العربية
مثلا؟ وهل يقدم القادة العرب
بالعودة خطوة إلى الوراء إلى
مثل ظل لاءات الخرطوم؟ رسالة
مثل هذه لن تكون إلى أوباما ولا
إلى نتنياهو فقط وإنما أيضاً
إلى الناخب الإسرائيلي الذي جاء
بنتنياهو وليبرمان إلى السلطة،
خطوة إلى الوراء، مجرد لعبة في
الوقت الضائع، أفضل من الملل
وراء بوابات الانتظار.. وأخيرا
فإن على أوباما لكي يسلك طريق
النجاح أن يصادر سياسات سلفه
المؤسِّسة للحرب الساخنة
والباردة على الجغرافيا
والثقافة الإسلامية. لقد
أخطأ الاستراتيجيون من
المحافظين الجدد عندما تصوروا
أن حربهم على الإسلام هي مثل
حربهم على الماركسية!! الفرق
الأساس الذي لم يدركوه هو أنه في
الحرب على الماركسية كان هناك
نظام ماركسي عسكري قوي ولكن لم
يكن هناك ماركسيون، وهنا لا
يوجد نظام إسلامي قوي ولكن يوجد
ملايين المسلمين. حربهم على
الإسلام لن تنفعهم فيها
الصواريخ العابرة ولا القنابل
النووية، فقد
يكتشف المحافظون الجدد أن من
الصعب في العالم المفتوح فصل
باراك عن حسين ليس في شخص رئيسهم
فقط بل دائما حيث لا يحتسبون.. --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
الثلاثاء
26/1/2010م
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |