ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
في
الموقف من العدو أما
آن لهذا القرار أن يستقر حين
نتحدث عن (العدو) الذي يجب أن
يبقى عدواً في القلب والعقل
والموقف، إنما نقصد هذا العدو
الذي احتل أرضنا، وشرد أهلنا،
ثم جثم على صدورنا يمارس علينا
ألوان الغطرسة والاضطهاد. خلال
ستين عاماً، هي عمر هذا الوجود
الطارئ والدخيل على جغرافيتنا
وعلى تاريخنا، وعلى ثقافتنا؛
تبدلت على أمتنا وعلى شعبنا في
سورية بشكل خاص، بقرار صاحب
القرار، استراتيجيات وسياسات
كان لها الدور المباشر، وليس
الوحيد بالتأكيد، إلى إيصالنا
إلى ما نحن فيه اليوم. لا
نريد أن نُعيد في البدايات
والتي كُتب فيه الكثير عما جرى
في الثامنة والأربعين،
والسابعة والستين، والثالثة
والسبعين، وعما جرى في اتفاقية
فصل القوات على الجبهة السورية
إلى أن أوصلت السياسات قطرنا
إلى حفر الباطن، وإلى مدريد،
وإلى خيار السلام الاستراتيجي
الوحيد الذي قيل لنا منذ أكثر من
عام إنه لن يبقى وحيداً. فإن
شئنا حسبنا من اتفاقية فصل
القوات، أو من قرار الذهاب إلى
مدريد سنجد أنفسنا أمام عقود من
تاريخ هذا الوطن،
والاستراتيجية الجادة القاصدة
في التعامل مع هذا العدو غائبة
أو عائمة. السياسة والثقافة
كلاهما يسألان بإلحاح: إلى أين؟! ويجد
شعبنا في سورية نفسه هذه الأيام
تحت مظلة التراشق بالتصريحات
والتصريحات المضادة، في
مناخ يشبه إلى حد كبير المناخ
الذي ساد في المنطقة قبيل معركة
السابعة والستين. حالة تبعث على
القلق مع ما يرافقها من
لامبالاة، وغياب كلي للجدية
والمصداقية. حتى حرب التصريحات
لها مقتضياتها، وقد ظنوها من
قبل مجرد لعبة!! وكان
أعداؤنا لا يلعبون. مناخنا
العام الذي يعلن عن شعارات (الصمود)
و(الممانعة) وأحياناً يطلق
الإنذار إثر الإنذار، كما كان
القادة يفعلون قبيل السابعة
والستين: هذر كثير في
الخطابات والتصريحات والأغنيات
أيضا، هذا
زعيم عربي يعلن من القاهرة أنه
قادر على تحرير فلسطين بثمان
وأربعين ساعة، وأننا غدونا نصنع
من الإبرة حتى الصاروخ، ويجيبه
آخر من دمشق، ولعله زاد الجرعة
رطلا أو رطلين، بأننا قادرون
على تحرير فلسطين بأربع وعشرين
ساعة، ويصرح وزير الدفاع يومها
بل بعده بأشهر إنه قد آن الأوان
لإلقاء الإسرائيليين في البحر
ونحن قادرون على ذلك ومستعدون
له وننتظر الإشارة من القيادة
السياسية، التي لم يكن لها وجود
بالأصل. أحاديث (القرايا) هذه لم
يكن لها، كما هو الشأن اليوم، أي
انعكاس عملي على قرار السرايا،
باعتماد ما يلزم من
الاستراتيجيات والخطط والآليات. هذه
التصريحات النارية الطيارة
اليوم ما هي مصداقيتها، وما هي
جديتها، وما هو الانعكاس العملي
لها على واقع الحياة العامة
سياسيا وتعبويا؟! العقيدة
العسكرية للجيش السوري في أي
واد هي؟! وهي التي هزتها بعنف
ثقافة السلام العادل!!! ومعادلة
الأرض مقابل السلام. أما زال هذا
العدو هو العدو الأول والوحيد
في المنطقة، أم أن الحديث عن
الرجعيين ثم عن الإرهابيين قد
زاحمه على هذه المكانة منذ زمن
بعيد؟! والعقيدة
السياسية للمجتمع السوري، في أي
اتجاه تسير، وقد بدأنا نسمع من
بعض أبنائنا أحاديث ملحونة عن
سلام بئيس، تلتقطها تقارير بعض
المراسلين على أرصفة الدروب
الجامعية، أو في عتمات سوق
الحميدية، أو في مآلات مقالات
تنشر على الورق الرسمي في هذه
الصحيفة أو تلك؟ بلغة لا تخلو من
لكنة عن (سلام ما)، عن أي سلام
يتحدثون لعلهم لا يدرون. الانعكاس
العملي الذي يشهد للمصداقية
وللجدية لما يقال في وسائل
الإعلام يجب أن يجد صداه في حياة
الجندي اليومي، تدريباً
والتزاماً وتفرغاً للمهمة
الأساسية من جميع (المهام
الإضافية!!) التي ألحقت بحياة
الجندي السوري والتي يتحدث عنها
الجميع جهرا، ولا فخر لكي
نأخذ ما قاله ليبرمان أو
نتنياهو، أو ما فعله أولمرت
وليفني، أو ما دعا إليه باراك،
ومن قبل شارون إلى إسحق شامير
يوم أشرنا إليه بيد وزير
الخارجية في مدريد على محمل
الجد. ينبغي أن يحسم القرار. وأن
يستقر على حال. إنه من الغرور أن
يظن البعض أنه أقدر على
المراوغة من عدو ماكر مثل العدو
الصهيوني. وإن الزمن في معادلة
الصراع، ليس دائماً لمصلحة
المراوغين. يوماً بعد يوم يصبح
الأمل في التحرير الحقيقي أبعد،
ويصبح اليأس الذي يُمِكّن للعدو
من قلوب الناس أقرب، فهل هذا هو
المقصود أو المطلوب؟! يمكن
أن يحسم هذا القرار بكلمة. ثم
يكون وراء هذه الكلمة مقتضياتها
من بناء الذات، ورص الصف،
وتوضيح الأهداف، وإعادة تثقيف
المجتمع كل المجتمع بلاءات
مؤتمر الخرطوم. ثم
ليكون من وراء ذلك امتلاك
الآليات التي تخدم الرؤية وتحقق
الأهداف. إن الصمود وراء الرؤية
الواضحة، والجهد الدائب إلى حيث
تشير بوصلتها هو سير حثيث نحو
الهدف مهما طال الزمان، أما
التشتت وراء الشعارات الجنوبية
والسياسات الشمالية سيضعنا في
دوامة اللافعل المقيت... --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
الثلاثاء
9/2/2010
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |