ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك

ابحث في الموقع الرئيسة English المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 10/03/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 

 رؤيـــــة

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


تحديات أمام فقه الاجتماع الإسلامي

في اليوم العالمي للمرأة

زهير سالم*

تبقى حقيقة (التجديد) في بنيان الفقه الإسلامي حقيقة شرعية نظرية. وفكرة جميلة مغرية يمكننا أن نتغزل بها عندما نحتاجها، نتدارى بها تارة، ونجمِّل بها موقفاً أخرى، ونفسر بها ما يحتاج إلى تفسير، أو نقمع بها من يمعن معنا في الجدال.

 

صلاحية القواعد الشرعية الإسلامية للزمان والمكان تعتمد أساساً على حقيقة أن أمة الإسلام تحتاج على رأس كل قرن إلى عالم مجدد (أو ربما مجمع علمي) يجدد أمر الدين في تجلياته الروحية المعنوية، وتنزيل نصوصه على واقع حياة المسلمين.

 

وحين يتخلف الفقيه المسلم عن القيام بدور المتابعة الزمنية للمواءمة بين الشريعة (النص الثابت) وبين واقع المسلمين ومصالحهم، على أساس أن النص هو المرجع وأنه أينما تكون المصلحة الشرعية المعتبرة فثم شرع الله؛ حين يتخلف الفقيه المسلم عن القيام بهذا الدور فهذا يعني أن تُهجر شريعة الإسلام، وأن تمضي حياة المسلمين، التي هي نهر دفاق لا يتوقف، بعيداً عنها، أو أن يشعر المسلم الملتزم بدينه بالإصر، فيدفع ثمن إلتزامه الشرعي بمعاناة الكثير من الحرج والعنت والله سبحانه وتعالى يقول: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) (وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ).

 

إن الأساسية الأولى التي ينبغي أن تكون حاضرة في سياق حديثنا عن تجديد فقه (الاجتماع الإسلامي) هي أن المرجعية الثابتة وحدها هي النص الشرعي الثابت (الكتاب والسنة) بآفاقه المفتوحة على الفهم المستنير. وأن اجتهادات الفقهاء الذين سبقوا هي بنت بيئتها، ومع احترامها وإجلال أصحابها، فهي ليست سوى مساعدات على الفهم، ومنيرات للنص، وليس يمكن لأهل عصر مضى أن يُلزموا بفقههم ورؤيتهم أهل العصور على تداول الأيام بين الناس..

 

في اليوم العالمي للمرأة نجدد الدعوة إلى إعادة بناء فقه الاجتماع الإسلامي، وندعو أكثر إلى الانتباه للمرأة المسلمة ونُصرة قضاياها والدفاع عنها: أماً وزوجاً وبنتاً وأختاً، وهي التي تعاني تحت ثقل التغيرات مشكلات أكثر تعقيداً من أن يحيط بها مقام أو مقال.

 

علينا أن نعترف أن قواعد (الاجتماع الإسلامي) تهتز بعنف تحت تأثير تطورات الواقع أو تغيرات الزمان والمكان والإنسان. كما تحت تأثير ريح الغزو العقيم الذي لا تخفى في جنباته إرادة السوء. إن الثمرات المرة للمدخلات الاجتماعية الهجينة بدأت تضرب بعنف الفرد المسلم، والأسرة المسلمة والمجتمع المسلم.

 

ودائماً تبقى (المرأة) هي الحلقة الأضعف في المعادلة الاجتماعية. مهما راوغ المراوغون. يناشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اتقوا الله في الضعيفين المرأة واليتيم). والمرأة هي الحلقة الأضعف في كل المجتمعات الإنسانية ضعف تتعدد أشكاله ومظاهره في عالم الشرق وعالم الغرب على السواء. و ضعف المرأة لا يجبره إلا خلق رفيع، وسلوك قويم، وتربية شفافة تعلم الزوج والأخ والولد قواعد السلوك العام وآدابه، أولاً..

 

وهو ضعف لا يجبره ثانيا إلا (تشريع) يعيد صياغة العلاقات المجتمعية الإسلامية. ويرسم آفاقاً للحياة الإسلامية الرشيدة..

 

يقول لك بعض المتنعمين بثمرات ما هو قائم: أين المشكلة؟! وتقول لك بعض النساء اللواتي أنعم الله عليهن: أين المشكلة؟! والمشكلة في تصورنا هي في عجز فريق من المتصدرين للفتوى والفقه في هذه الأمة عن إدراك المشكلة. المشكلة في فريق من هؤلاء يريد أن ينساق مع التيار التغريبي فتلفظه الأمة قبل أن يلفظ فتواه. وفريق آخر يريد أن يجمد على الماضي، يرى أن قطعة القماش التي خيطت حسب أزياء القرن الثالث والرابع يمكن أن تلبس في القرن الخامس عشر.. صاحب الشريعة يحملهم مسئولية: إعادة البناء على القواعد من جديد. ويفرض عليهم أن يلبسوا لكل عصر بما يليق به..

 

وعندما تتوقف أمام مشكلات الاجتماع الإسلامي، لا نريد أن ننشغل بالبطالة والعنوسة والفقر وعقود الزواج والطلاق والميراث والنفقة والقوامة وعمر الزوجين وزواج الصغير والصغيرة  فقط مع أن كل هذه القضايا تشكل مادة أكثر أهمية لعمل الفقيه المجدد الذي يضع نصب عينيه أنه حيثما تكون مصالح المسلمين العامة في ضوابطها الشرعية فثم شرع الله.

 

ما نريد للفقه الإسلامي أن يواجهه بروح أبي حنيفة بمجمعه العلمي يوم كانت تلتقي في مجلسه ثمانون عمامة يتداولون الرأي في فتوى، أو بروح الشافعي وهو يستشعر التغير المكاني بين العراق ومصر، نريد فقهاء يستحضرون هذه الروح ثم يقبلون على وضع الأسس للمجتمع المسلم المفتوح على العالم في عصر نشرت فيه العولمة جناحها على كل غرفة نوم. نريد فقها من فقيه يضع الأسس للمجتمع المسلم المتعدد حيث ذابت مفاهيم دار الحرب ودار الإسلام وأصبح العالم دارا واحدة يحكمها قانون واحد. على الفقيه المسلم أن يوظف التطور العلمي الذي طرأ على طرائق النفي والإثبات في قضايا كثيرة كانت تقوم على الظن والتربص والتخمين . أحكام الأجندة الفقهية المجتمعية تفرض نفسها بمعطيات عالم جديد إما أن نقول فيه أو نذهب مع الريح.

 

 (التجديد الإسلامي) واجب في كل مناحي حياتنا السياسية والاقتصادية ولكنها اليوم في علاقاتنا الاجتماعية أوجب..

 

في اليوم العالمي للمرأة.. نهمس في أذن الفقهاء المسلمين ما نواجهه لا يحتمل الريث والبطء، احذروا أن ينطلق القطار، ونبقى جميعاً على الرصيف..

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

الأربعاء 10/3/2010م


 

تعليقات القراء

 

ختام المقال باعتقادي لم يكن مناسبا للمقال واختصر فأقول هم لن يفعلوا ومحال أن يكون ربيعا في آذار على أيدي من قتل الربيع والازهار والبسمات في وطننا الحبيب

حسين احمد العلي

======================

نعم أخي الفاضل أعوام و أعوام تمضي بنا الى حيث لاندري !!!! ورجاؤنا الوحيد أن يحتسب الله لنا أيامنا وأعوامنا هذه لوجهه الكريم لعل الحق بقوته أن يقصر فيما بقي من هذه السنين العجاف التي تحصد أعمارنا و تقضي على حيواتنا ونسأله تعالى أن يطهر صفوفنا التي يخرج منها شوائب تقزز النفوس وأن يديم علينا تقواه و ورعه وخشيته لوجهه سبحانه وأن يرحم شهداءنا ويفك أسر أسرانا وأن يعيدنا الى سوريتنا فاتحين غير مخزيين انه سميع مجيب.

محمد دامس كيلاني

======================

مانريد أن يحدث في  فقه عالم المرأة ونطالب به الفقهاْء هو ذاته مانطلبه من الفقه السياسي لمن يشتغل به والفقه التنظيمي  لمن ينصب نفسه له وعلى الجميع أن يفقهوا نفسهم وعصرهم وغيرهم وعلى أي جانب هم  وأن المشكلة لدينا نحن الإسلاميين  أننا نرسم لغيرناويصعب علينا أن نرسم لأنفسنا لأننا نجدذلك مريحا لنا وعلى أقل درجات الراحة لايخرجنا إلى لهيب الميدان ولا إلى ضجيج السوق ولايحرمنا من نعيم نترهل به فهل من حركة فاعلة كل منافي ماهو مسند إليه وقائم عليه أم أن حلاوة النقد تستهوينا أكثر

مؤمن

======================

اقتباسات:

ودائماً تبقى (المرأة) هي الحلقة الأضعف-

ما نريد للفقه الإسلامي أن يواجهه بروح أبي حنيفة بمجمعه العلمي فقهاء يستحضرون هذه الروح ثم يقبلون على وضع الأسس للمجتمع المسلم المفتوح على العالم في عصر نشرت فيه العولمة جناحها على كل غرفة نوم.

على الفقيه المسلم أن يوظف التطور العلمي الذي طرأ على طرائق النفي والإثبات في قضايا كثيرة كانت تقوم على الظن والتربص والتخمين

أحكام الأجندة الفقهية المجتمعية تفرض نفسها بمعطيات عالم جديد إما أن نقول فيه أو نذهب مع الريح.

كما عاهدناك سيدي بافكارك القيمة المقنعة التى لا تشوبها حوائج النفس بل تغطيها المصالح العامة التى ياملها كل محب لاسلامه وعقيدته وكيانه

نعم سيدى هذا هو الفقه الذي يمكن له ان يوحد الصفوف ويجمع الشمل

نعم كل مسلم يحب عقيدته والعقيدة ماكثة في نصوصها لا تتغير وانما الذي يتغير هو الفهم والارتباط بهذه العقيدة حسب العصر والمعطيات الجديدة اما الجمود والرجوع فلا يخدم العقيدة ولا التراث بل يساهم في ابعاد المسلم(خاصة المسلمة) عن تراثه وعقيدته

شكرا شكرا على هذا الاجتهاد وهذا التفكير المثمر.

zoulikha  

 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ