ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
على
هامش بيان القمة العربية الكراسي
لا تصنع قادة!! لا
ينبغي التثريب على رجال النظام
العربي، فهذا مبلغهم من العلم
ومبلغهم من القدرة، ومبلغهم من
الهمة. ولا ينبغي التنديد
باللقاءات غير المثمرة للحكام
العرب فدوام اللقاء بحد ذاته
ثمرة. إنه تعبير اضطراري يقول من
خلاله المجتمعون للعالم: نحن
أبناء (جدة) واحدة.. بعض
أبناء الجدة العربية أصبحوا
يشعرون بالدونية من الانتماء
إليها، يتمنون إخفاء هذا
الانتماء، أو التمرد عليه، أو
تجاهله، أو ركنه في قرارة
المكنونات المحرجة حيث تعيش
الحقائق الشخصية المتوارية
للفرد والجماعة.. الغياب
المتكرر عن القمة، أو الصمت
السلبي أثناء الحضور، الصمت
اللامبالي الذي يفسره البعض
بالدبلوماسية، ويفسره آخرون
بالتهذيب ينبغي أن يكون ذا
دلالة في ذاكرة الشعوب المغيبة
التي تعودت ألا تذكر شيئاً،
والتي نسيت الكثير من قواعد
التقويم والتفسير والفهم (وَضَرَبَ
اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ
أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ
يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ
كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ
أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ
يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ
يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ
بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى
صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ). من
طُرف التاريخ أن الخليفة
المقتدر هدد فقيها من أعلام
الفقه الإسلامي بالعزل!!
سخر الفقيه من الخليفة: قال عن
أي شيء تعزلني؟! وأنا ليس لي
ولاية إلا على ورقة وقلم، وأنت
ولايتك على كرسي من خشب، أكتب
إلى الجند أحرضهم عليك فيسقطونك
في لحظات.. نعتقد
أن المشاركة في القمة هي قيام
بواجب ثقيل، وأداء لأمانة يدفع
المشارك بمجرد حضوره ضريبته،
وعلينا أن نقبل ذلك من رجال
النظام العربي، ونشكرهم عليهم،
فالحضور، مجرد الحضور، ليس كف
عدس كما نظن. علينا أن نعلم أن
الكثيرين يتمنون أن يأتي اليوم
الذي يجدون فيه (غزة وقد ابتلعها
البحر). وغزة
ليست فقط غزة هاشم النائمة برفق
على الشاطئ الشرقي للبحر
المتوسط. غزة هي كل مدننا بما
تنطوي عليه من مآذن ومدارس
ومستشفيات وأفران تحتاج إلى
دقيق يومي. كلهم يتمنى ملكاً
عريضاً ليس عليه فيه استحقاقات.
يتمنى أن تعقم أرحام النساء حتى
لا يفكر بإحصاء أو إعداد
المقاعد الدراسية لجيل من
الأطفال جديد بعد سبع سنوات. منذ
أيام صدر تقرير (يباركه معدوه)،
قالوا إن عدد الأطفال في سورية
سينخفض في العقد القادم بنسبة 25%
(وجاء أهل المدينة يستبشرون). أي
بشرى أن نرى عامنا بلا ربيع أو
مرجنا بلا زهور؟! الجنايني
عندنا بعد أن تعب
من مناغاة الزهور رأى أقصر
الطرق لحل مشكلاتها هو أن يعقم
بطن الأرض لتتوقف عن ممارسة
الدور الذي تغنى به أبو تمام من
قبل.. أمست تصوغ بطونها لظهورها
نَوْراً تكاد له القلـوب
تنوّر يريدون
ممالك بلا أطفال مستحقين، ولا
سواعد ترتفع للبحث عن القوت
(الشريف)، يريدون ممالك
برعية برؤوس بلا أدمغة تسأل
لماذا؟ وكيف؟ وإلى متى؟ ومن أين
لك هذا؟ وإلى أين أنت تسير؟ ولذا
نعتقد أننا ينبغي أن نشجعهم
دائماً على الاستمرار في اللقاء.. الفروق
الملحوظة في لقاء القمة العربي
الأخير أن (الزعيم) الذي كان
يتدرع ويتذرع بالحكمة وبعد
النظر أصبح يتكلم مثلنا.. مثل (الغلابى)
أو (المقهورين) أو مثل (الحطيئة)،
يوم نظر في المرآة. وأصبح
من أوراق الزعامة الحقة أن
يتكلم الزعيم على طريقة الخفير،
وأن يطالب بما يطالب به، وأن
يوجه الجالسون على مقاعد القمة
المطالبات لجهة مجهولة ينتظرون
منها أن تفعل.. والقمة
العربية في حقيقتها قمة
استحقاقات غفل أو تغافل عنها
معدو البيان في بيانهم عن القمة
العربية كان عليهم ألاّ يغفلوا
عن استحقاق التحرير هذا
الاستحقاق المحرج الذي يكشف
حرجه قوله تعالى (وَلَوْ
أَرَادُواْ الْخُرُوجَ
لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً..) وغفلوا
عن استحقاق قضايا التحرر..
التحرر من عقدة الخوف من
شعوبهم، هذه العقدة التي تُبنى
تحت وطأتها السجون، وتُشل
الإرادات، وتُكمم الأفواه،
وتُشرد الأحرار، وتُجفف منابع
الخير والصلاح. نعلم
أن استحقاق التحرير ليس في طوق
رجال النظام العربي، وأن
استحقاق التحرر يسبب لهم الأرق
أو يثير عليهم الكوابيس...ولكن
استحقاقات أخرى كثيرة يمكن
لرجال النظام العربي أن يُقدموا
عليها مما هو في طوقهم؛ فبإمكانهم
مثلا أن يشترطوا على حاشيتهم
ومقربيهم أن يستفّوا، كل واحد
منهم، سفة من تراب علها تملأ
جوفه فنضع حداً لنهمة الفساد.
قال (ولا يملأ جوف ابن آدم إلا
التراب..) والحرب
على الفقر والجوع كان استحقاقا
آخر.. الفقر الأسود، الذي يُضطر
المسلم في القرن الحادي
والعشرين أن يبدل دينه من أجل
رغيف. هذا الجوع الكافر هو
الوسام الممنوح للقمة العربية
بحق. الجوع العربي مع الوفرة
والكثرة هو المعضلة التي لن يجد
الحاكم العربي، ورجل الأعمال
العربي حرجا في إعلان الحرب
عليه. فالحرب على الجوع ليست
إرهابا في شرعة النظام العالمي
الجديد.. تساءل
أحدهم: كيف يجرؤ رجب طيب أردوغان
أن يقول على المنبر العربي
وبالبنط العريض: تجمعنا
العقيدة، ويجمعنا التاريخ. ونحن
أكثر من جيران. نحن أخوة وأشقاء
والقدس قرة عين المسلمين..؟! جرؤ
رجب طيب أردوغان على قول ذلك
لأنه يعطي الموقع الذي يمثله
ولا يأخذ منه. كثيرون يحتلون
المواقع ليأخذوا منها!! يظنون أن
الكراسي تصنع قادة،
نعتقد أن هذا الظن هو بواح
الإثم!! --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
الاثنين
29/3/2010
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |