ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
وليد جنبلاط في دمشق ليس الأول ولن يكون الأخير لا شك أنه كانت لدى الأستاذ
وليد جنبلاط الأسباب والدواعي
التي دفعته ليطرح نفسه على طريق
دمشق بالطريقة التي فعل. ولقد
تبارى المحللون والمستقرئون في
استكناه مغزى الإلحاح
الجنبلاطي على اللقاء بالرئيس
السوري. وكانوا بين محبذ ومنكر
ومؤيد ومعارض. كثيرون ظلوا حتى
اللحظات الأخيرة يعيدون بث أو
نشر تفوهات جنبلاط المتجاوزة،
التي آثر الرجل أن يعتذر عنها،
وقال بأنها حصلت في حالة من
حالات التخلي الخاصة. وهي نفس
الحالة التي يعتمدها الفقهاء
المسلمون لإسقاط الرشد
والمسئولية عن الإنسان،
فيسقطون في مثلها كل ما يصدر عن
الإنسان من
أفعال، ولاسيما في أيمان العتاق
والطلاق والهبة، يقولون في وصف
تلك الحالة: إن الإنسان إذا كان
في حال لا يعرف فيه يمينا من
شمال، ولا يميز بين الأرض
والسماء لا يقع طلاقه ولا عتاقه.. من طرفنا لا نريد أن ندخل في أمر
الأستاذ وليد جنبلاط، ولا نريد
أن نناقشه في قراره لأنه يظل من
قبلُ ومن بعدُ عاقلا راشدا
مسئولا عن أفعاله أمام حزبه
وأمام أمته وأمام مصداقيته
الشخصية التي صنعها لنفسه من
يوم خرّ كمال جنبلاط الذي كان
أكثر من زعيم لبناني صريعا.. الذي نريد أن نناقشه هو لغز
الأستاذ وليد جنبلاط في إصراره
على العودة إلى البرازق
الدمشقية، التي اشتد حنينه
إليها. نعتقد أن الأستاذ
وليد جنبلاط سبق له في أكثر
من مقابلة صحفية، مرة مع أحمد
منصور، وأخرى مع جيزيل خوري، أن
صرح بوضوح لا لبس ولا مواربة
فيه، أن رسالة العودة إلى
البرازق السوري قد تلقاها في
واشنطن ومنها. فعندما ذهب إلى
هناك في ظنه ليُجلب على سورية
فوجئ بالذي لم يكن يظن أن يكون.. دائما يذكر الأستاذ وليد
الواقعة هكذا، قالوا...، فقلت...،
فقالوا...، فقلت: وصلت الرسالة،
وصلت الرسالة ويرفع الأستاذ
وليد يده فوق رأسه علامة الرضا
أو استسلام.. ولما كان الأستاذ وليد، أو وليد
بيك ليس فردا يذوب أو يتوارى، بل
هو ممثل لوجود بشري سياسي
واجتماعي له مصالحه، ولا بد له
أن يحافظ عليها، ولما كانت
الصيرورة التي آل إليها الوضع
في لبنان أن كل قوة سياسية في
لبنان لا تجد مرتكزا لها في
سورية ستكون قوة عائمة بلا مركز
ثقل حقيقي يحفظ مصالحها، على
مأدبة يضيع عليها الأيتام، بل
أكثر من حفظ المصالح هناك أيضا
حماية الوجود الفردي والجماعي
في ساحة مكشوفة ومعروفة.. يبدو أن أحدا في لبنان لا يريد
– حسب هذه النظرية – أن يبقى
يتيما، فاليتم في مثل الوضع
اللبناني سيكون ثمنه غاليا على
من يعانيه، لذلك فإنه من
المنتظر أن تصحح جميع القوى
والشخصيات اللبنانية النية
لحجٍ إلى سورية أو عمرة، وإن
تعسر أو تعذر على البعض أن يكون
حجهم مباشرا فسيجدون رخصة بالحج
أو الاعتمار بالوكالة.. يتساءل الكثيرون: ولكن لماذا
تفعل الولايات المتحدة مثل هذا
بأوليائها ووكلائها في لبنان؟!
والذين يطرحون السؤال يعانون
أصلا من ضعف ذاكرة مروع، فهذا
السلوك الأمريكي سلوك أصيل
عايشناه رأي عين في منطقتنا في
أوضح صوره مع شاه إيران، الذي
بخلت عليه الولايات المتحدة حتى
بفرصة للعلاج أو الإقامة!!
الولايات المتحدة هي نفسها التي
انقلبت على صدام حسين بعدما
أغرته باحتلال الكويت لتنتهي به
إلى حبل المشنقة؛ الولايات
المتحدة هذه هي أكثر إيمانا من
أشقائنا الاثنا عشرية بنكاح
المتعة، بل هي أكثر إيمانا
بإشباع الرغبة والفوز بالمتعة
حتى بدون عقد أصلا فهي على مذهب
بشار القائل: وفاز باللذة
الجسور العقد الذي تم بموجبه التنازل
عن لبنان وقواه ورجالاته كان
هذه المرة نوعا من زواج
المقايضة، إذا كان لنا أن نبقى
في إطار الزواج والعقود، صفقة
السفير الأمريكي يعود إلى دمشق،
والأبخرة الأمريكية تسخن نوعا
ما شبكة التدفئة السورية قامت
في أساسها على صفقة: العراق لنا،
ولبنان لكم. وفي إطار هذه الصفقة
تمت أمور كثيرة على الساحة
السورية، لا نستطيع أن نجزم
موضوعيا بواقعة اغتيال الحاج
رضوان في قلب العاصمة السورية،
ولكن بكل تأكيد نستطيع أن نجزم
بتصفية ( أبو القعقاع) في مسجد في
قلب حلب، أو في حادث السكرية وما
رافقه أو ترتب عليه من ضجيج. ضمن
هذه الصفقة توقف سيل المقاتلين
العرب عن العراق، وبدأت حالة من
الترويض بين النظام في سورية
وبين المالكي وما زالت حبال
الحالة السورية العراقية قابلة
للاهتزاز، ما زال السوريون
يجدون، وهذا حقهم وواجبهم،
أوراقا عراقية يلوحون بها،
تتعلق أساسا بالاحتلال
والانسحاب، وإعادة التموضع
للقوى المجتمعية العراقية. ولعل
من الضروري الإشارة إلى
المفارقات السورية الإيرانية
على أرض العراق، هذه المفارقات
تفرض على أصحاب البعد الواحد أن
يعيدوا القراءة. فالمفارقة
السورية الإيرانية في العراق
أوضح منها في لبنان، وأبعد مدى،
يبقى من الدرس اللبناني
والشاهنشاهي أن يعتبروا منهم هم
أيضا، لن يكون لراعي البقر
الأمريكي زوجة رقمها الثالثة
عشرة..!! والسوريون ليبعدوا شبح الصفقة
التي تمنحهم الحق في العودة إلى
لبنان، والتي تقتضي منهم إن
يعودوا إلى الإمساك بخيوط مسرح
العرائس بشيء من التوازن
والاعتدال عللوا موقفهم في قبول
أوبة وليد جنبلاط، فأوضحوا أن
سبب استقباله وفتح صفحة جديدة
معه هو أنه قرر أخيرا أن ينحاز
إلى جانب المقاومة!!
بخٍ.. بخٍ كما تقول العرب؛
ولكن المعارضة السورية
العلمانية والإسلامية منها على
السواء تقف على يمين اليمين في
دعم المقاومة، وقد توافقت هذه
القوى في تاريخها المديد على
دعم كل قوى المقاومة متجاوزة
دائما الطائفي والمذهبي.
المعارضة السورية العلمانية
والإسلامية منها بشكل خاص تقبل
لا عن سذاجة سياسية أن تُصنّف
أنها البديل السوري الأسوأ،
وتترك للنظام وصف الأقل سوء،
وهي حالة يستثمرها النظام،
وتدعم وجوده إلى حد كبير؛ لأنها
ترفض على التأبيد أن تراهن على
الحقوق أو أن تخذل أي عمل مقاوم
بالفعل أو بالوعد أيضا.. ليستقيم المنطق السوري الذي
يقول: استقبلنا جنبلاط لأنه عاد
إلى حضن المقاومة الدافئ، وليجد
هذا القول مصداقيته فقد كان
سوريون كثيرون أولى بوطنهم وهم
لم ( يتخلوا قط)، ولم يشككوا
بالمقاومة قط، ولم يطالبوا
بترسيم الحدود اللبنانية
السورية قط لأنهم أصلا يرفضون
هذا الحدود، ولم يرحلوا إلى
الولايات المتحدة قط... المنطق السوري يحتاج إلى قليل
من المنطق ليفهم وإلا فهو
يلقينا في حضن قول حكيم المعرة. هذا كلام له خبء
معناه ليست لنا عقول --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
الأحد
4/4/2010
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |