ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
الجلاء تحت
غمامة التهديد بالإبادة
والإعادة للعصر الحجري كان الخبر الأبرز في احتفالات
ذكرى الجلاء لهذا العام التهديد
الإسرائيلي بإعادة سورية إلى
العصر الحجري. فنقلاً عن
الصنداي تايمز البريطانية أن
وزيرا إسرائيليا أكد أنه في حال
إطلاق صاروخ
بالستي واحد من قبل حزب الله على
إسرائيل، فإنها ستقوم بتدمير
البنية التحتية لسورية
وإعادتها إلى لعصر الحجري. ويؤكد الوزير الصهيوني أنه لن
يسلم في سورية أي هدف استراتيجي
من التدمير الذي سيطال المطارات
ومحطات الطاقة والمياه
والاتصالات والكهرباء وكذلك
الطرق وكافة المراكز الأساسية. الملفت أن هذا التهديد، على
خطورته، لم يلق أي رد مكافئ على
الصعيد الرسمي السوري. فسورية
التي ترفض دائما أن تُستجر إلى
المعارك التي يحدد الآخرون
زمانها ومكانها، كما يقول بعض
المحللين والمعلقين الرسميين،
تؤثر دائما أن تحتفظ بحق الرد
على الصعيدين النظري والعملي.
كل الذي استحقه هذا التهديد ما
جاء على لسان وزير الخارجية
وليد المعلم، وهو محاولة للتملص
والتشكيك والتهرب!! ولم يكن
تهديد الوزير الصهيوني المجهول
الهوية الذي حاول إيصال إنذاره
عن طريق شاهد دولي، إلا حلقة في
سياق من التهديدات والإنذرات.
الصيغة الأخيرة للإنذار
الإسرائيلي لا تقل غثاثة عن
إنذار ليبرمان،
قريب العهد، سيء الذكر؛
نتساءل فقط ألا يدخل السكوت على
هذا الاستفزاز الإسرائيلي
بالطريقة التي يتم بها تحت
جريرة توهين الشعور القومي ؟! نعتقد أن التشكيك في مصداقية
التهديدات الإسرائيلية وجديتها
هو أول الهروب من استحقاقاتها
ومقتضياتها، وهو باب من أبواب
التنصل الذرائعي من تحمل تبعات
الموقف القومي أو الوطني.
تعيدنا التهديدات الإسرائيلية
اليوم واللامبالاة
الرسمية بها إلى عشيات الخامس
من حزيران. حيث دفع شعبنا ووطننا
وحدهما ثمن الكارثة التي صنعها
المستهترون. نعجب حين يمتلك الحاكمون من
الرهافة ما يجعلهم يتحسسون
الأذى، ويتخوفون على المستقبل
الوطني من مداخلة إعلامية
للأستاذ هيثم المالح، أو من
كلمات مجنحة لصبية تدعى طل
الملوحي، أو ربما لبرقع يحمي
وجه ثالثة تدعى آيات أحمد.. ثم
ينظرون إلى التهديدات
الصهيونية الوقحة والمخيفة
والمدججة بترسانة نووية،
على أنها بلا مصداقية، أو
أنها غير جدية، وأن الجواب
عليها مطلوب من الضامن الأمريكي
أو الأوربي. العودة بسورية إلى العصر
الحجري تهديد يتطلب جوابا من
جنسه. يتطلب إعداد واستعددا
عمليين لصياغة الموقف الجواب،
الجواب الوطني وليس الجواب
الرسمي فقط،
وللجواب الوطني استحقاقاته
الداخلية والخارجية التي يجب أن
تعلن على رؤوس الأشهاد. الجواب الذي يرفض أن يكون
الأمريكي أو الأوربي أو الروسي
أو الصيني أو الصهيوني أقرب إلى
أي فريق وطني من شريك في
الجغرافيا وشريك في التاريخ
وشريك في المصير. إن التلطي الدائم تحت دعاوى
السلام البئيس، السلام مع الذين
يهددون بإعادتنا إلى العصر
الحجري يبعث في نفوس أبناء
شعبنا الحمية والغضب والرفض
لمبادي سياسات الاستسلام
مدخلاتها ومخرجاتها على السواء.
لقد حجبت البرقية الصهيونية
التي وصلت عن طريق الصنداي
التايمز كل برقيات التهنئة التي
وجهت إلى القطر في عيد استقلاله
وذكرت كل الغيارى والمخلصين
بإنذار غورو الشهير.. إنذار كهذا لا يمكن التصدي له
أو تحديد موقف منه بعقلية الفرد
أو الفئة أو الفرقاء المتشاكسين.
وتجاربنا منذ الستينات التي
غنّت لنا لننام ليلنا الطويل
هانئين وادعين قد جرت علينا من
الويلات الشيء الكثير. يتشكى
بعض الذين يحاولون إلقاء العبء
على الآخرين من الموقف العربي،
ويحلم آخرون بزيارة لمصر ربما
تمدنا ببعض القوام. لن يأخذ الجواب العملي على
تهديد الإبادة الذي يهددنا به
بنو صهيون مصداقيته إلا عندما
يُعهد للأستاذ هيثم المالح أن
يحدد الموقف، و يُترك لطل
الملوحي صوغ كلماته،
وأن تشرح آيات أحمد آيات
بطولات شعبنا للعالمين.. --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
الأربعاء
21/4/2010م
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |