ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
لا
تذهبوا بعيداً فماذا
لو قالت لكم أمريكا غدا: تفاهموا
مع إيران ما تزال الولايات المتحدة
تحاول مع إيران وما تزال إيران
تناور. قد لا يكون بعيدا اليوم
الذي تصل فيه المصاولة إلى نقطة
الحسم. ويتوصل طرفاه إلى قاعدة
مشتركة يلتقيان عليها، أو
يسويان على أساسها خلافاتهما أو
مشاكلهما، فلا تبقى إيران دولة
مارقة ولا تبقى الولايات
المتحدة الشيطان الأكبر. انطلاقا من استراتيجية الحفاظ
على الاستقرار في المنطقة،
واستراتيجية إعادة ترتيب
الأولويات، وفرز القوى على أسس
أكثر استراتيجية؛ ربما يصبح دعم
إيران مطلبا إقليميا ودوليا كما
حدث في إعادة تقويم الموقف من
سورية قبيل مؤتمر أنابوليس. تقول العرب السعيد من اتعظ
بغيره، وهكذا وجد العالم أجمع
العبرة في موقف جنبلاط وقوى
الرابع عشر من آذار وآخرين ممن
شقوا عصا الطاعة، وخلعوا
الربقة، كما يقولون، معولين على
روائح المطبخ الأمريكي أو دخانه
الأحمر أو الأسود باستمرار. كان
السيد وليد جنبلاط الأكثر جرأة
في إعلان التمرد، ولكنه لم يكن
الأكثر كلفة فقد كلف هذا الغرور
بالموقف الأمريكي البعض الكثير
الكثير، فجأة قالت الإدارة
الأمريكية لهؤلاء المعولين على
روائح مطبخها، ربما تكونون
مصابين بنوع من الزكام، راجعوا
موقفكم، أو تراجعوا وتفاهموا
ففي التفاهم خير كثير. دول وأحزاب وقوى وشخصيات
وسياسيون وإعلاميون دفعوا ثمن
التغير في الموقف الأمريكي؛ وقد
تبين لهم أن هذا الموقف لا يهمه
من أمور المنطقة إلا شيء واحد،
هو أمن دولة إسرائيل، وما عداه
فلكل شيء ثمن، حتى المبادئ
الأمريكية قابلة للبيع حسب
قانون السوق الذي يهيمن على كل
شيء. في تجلي هذه الحقيقة، على
سبيل المثال، عادت الولايات
المتحدة بالأمس لتقول لسورية:
إن كل الخيارات مفتوحة، تفتح كل
الخيارات فقط من أجل ألا تهدد
صواريخ سكود أمن إسرائيل!! نتمنى
أن يستوعب المروجون للمبادئ
الأمريكية في عالمنا العربي هذا
الدرس الذي يفيد من جهتنا رفضنا وما زلنا نرفض
كل أشكال التدخل الأمريكي
بعناوينه وذرائعه ومموهاته،
نرفض التدخل لزعزعة ( الاستقرار
في المنطقة ) أو هز الأنظمة
والعروش، كما نرفض التدخل
بالتغطية على المعاونين
والتستر على الفساد، وتقديم
المدد الظاهر والخفي لمنظومات
الاستبداد السياسي والمدني على
السواء... بعض بني قومنا في نصرة الحرب
الأمريكية المعلنة على إيران
يبرع في اشتقاق المواقف بل يذهب
بعيدا بعيدا أكثر من صاحب
القضية نفسها. ندرك أن بيننا
وبين إيران مفارقات غير قليلة،
ولكن لا ينبغي أن ننسى أن بيننا
وبين إيران أيضا توافقات كثيرة.
لا أحد ينكر علينا أن نعزز
الجوامع، وأن نؤطر المشكلات،
وأن ننتصر لقضايانا، وأن نشرح
تخوفاتنا، وأن نعلن رفضنا هنا
واستنكارنا هناك. نقول للذين
يذهبون على المدرج الأمريكي
أكثر: انتبهوا
فقد لا يكون بعيدا اليوم
الذي يفجؤكم فيه الموقف
الأمريكي قائلا تفاهموا مع
إيران. --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
السبت
24/4/2010
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |