ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
لحن
في التهديدات الإسرائيلية يتطلب
رداً رسمياً على إيحاءاته أن يقوم المحتلون المغتصبون
بتوجيه التهديدات لدول الجوار
ودول الإقليم ولكل الشرفاء
والأحرار في العالم فذلك أمر
طبيعي ومفهوم. وأن يتناول هؤلاء
قطرا عربيا بعينه في سياق
الصراع الذي لا يزال عالقا
فتنهال التهديدات على سورية
ولبنان كل صباح مساء فذلك منبهة
أيضا على أن العلاقة الظاهرة
بيننا وبين المحتل الغاصب ما
تزال في إطارها الذي لا يجوز أن
تخرج، قبلا ولا بعدا، عنه. وأن
يقف السوريون جميعا في خندق
واحد رغم كل خلافاتهم في مواجهة
العدوان، ورفض التهديدات،
والإعلان عن الاستعداد
للانخراط الجماعي في معركة
الدفاع عن الوطن ضد أي شكل من
أشكال التهديد أو التدخل
الخارجي؛ فذلك أيضا هو الموقف
التاريخي المشهود لهذا الشعب
ولقواه الوطنية الحية
بتوجهاتها الإسلامية والمدنية
أيضا. موقف لا تمن به فئة على
فئة، ولا جماعة على جماعة، ولا
حزب على حزب، ولا معارضة على
نظام؛ لأن النتائج الكارثية لأي
عدوان خارجي لن يصيب فريقا دون
فريق، بل هو يصيب الشرف قبل أن
يصيب الفريق. ومن هنا فقد ظلت القوى الوطنية
السورية، والمعارضة منها بشكل
خاص، ترد على التهديدات
الخارجية الصهيونية وغيرها بما
تستحق من الرفض والاستنكار.
وتسبق غير منتظرة جزاء من أحد
إلى الإعلان عن مواقفها في
الانحياز المطلق إلى الوطن
وقضاياه الكبرى، ومصالحه
العليا، متسامية دائما على
الجراح مع عمقها، محتملة دائما
أدنى الضرر في دفع أعظمه وهو
دائما العدو الخارجي مهما كان
اسمه أو لونه أو شعاره. والمعارضة السورية وهي تقرر كل
هذا وتتمسك به وتؤكد عليه تقدر
في الوقت نفسه الثمن الذي تدفعه
في سبيله. وتعلم أن موقفا مثل
هذا في وطنيته وسموه وتعاليه هو
الذي دفعها بكل أطيافها إلى
المربع المعتم،
الذي هي فيه. حيث يضرب
التعتيم الإعلامي العالمي
والعربي التابع، على مذاهب
التبعية المختلفة، سجفَه
السميكة على معاناة عشرات
الألوف من المفقودين والمشردين
وعلى الآلاف من المعتقلين من
عرب وكرد وإسلاميين وعلمانيين،
شيوخ في عمر الأستاذ هيثم
المالح أو صبايا صغيرات من مثل
طل الملوحي وآيات أحمد .. تعرف المعارضة السورية
الثمن وتقدره، وعلى بصيرة
مسئولة تتخذ قرارها بدفعه؛
وبإصرار بلال والصخرة
العظيمة على صدره، ورمضاء مكة
تشوي ظهره يردد: أحد... أحد.. هكذا
هي (لا) المعارضة السورية كبيرة
واضحة جازمة حاسمة غير مترددة
ولا متلجلجة ولا مستدركة... لا
للكيان الغاصب أصلا، ولا لكل
تهديد يوجهه عادٍ أو غاصبٌ إلى
أهلنا أو ديارنا... موقف لا تلتزمه المعارضة
السورية بقواها وشخصياتها
لصناعة فخر هي أكبر منه. وحين
يحاول بعض الخارجين على السياق
التاريخي لشعبنا أن يلفقوا ...في
محاولات حسيرة للنيل من هذه
المعارضة في توافقها وفي
اختلافها، فإن إفكهم سيبقى
شاهدا على صغارهم وعلى هشاشتهم
وعلى تقطع السبل بهم. وهم إن
قاموا وإن قعدوا محاصرون بقوله
تعالى: قل موتوا بغيظكم. ونعود إلى التهديدات
الصهيونية، نعود إلى تهديد
ليبرمان بشكل خاص، التهديد الذي
تساوقت كلماته مع لحن خفي خبيث
لم يكن من شأننا أن نتوقف عنده،
تركناه للمعنيين به يومه ليردوا
عليه بالطريقة المناسبة ولكنهم
تجاهلوه وتجاوزوه،
ولم يكن لذلك اللحن أن يطوى أو
ينسى.. إلى أن جاء الأمس وعدنا لنسمع
اللحن نفسه من جديد في صيغة مقال
نشر في ( هآرتس) العبرية يهدد
كاتبه ( وهو عميد متقاعد في
الجيش الصهيوني ) بإسقاط النظام
والطائفة العلوية الحاكمة
في سورية)، متحدثا بالثقة
نفسها، عازفا على لحن ليبرمان
نفسه. وإذا الحديث الذي كان لحنا يكاد
يصبح مباشرا وفصيحا يحتاج ليس
إلى بيان فقط ولكن إلى رد أيضا،
رد لائق يتقدم عليه. رد يجعل (الصهيو-
أمريكي) يعيد فرز القوى فيضم
منظومة الحكم في سورية إلى
منظومة الشعب الأبي . رد يسقط
التصنيف الصهيوني القديم:
المعارضة أشد سوء من النظام،
لنكون جميعا بالنسبة للعدو في
السوء سواء. فكرامة العدو تهمة،
وحسن تقديره تجريح. وكما امتلكت المعارضة السورية
بكل أطيافها الرؤية والعزيمة
لتدفع ثمن اختيارها وقرارها في
قولة ( لا )؛ سيكون من دواعي
الفخر الحقيقي للنظام أن يُصنف
– في ميزان الأعداء - مع شعب
سورية الأبي في السوء سواء. والشعب السوري، من جهته، لا
يعتبر تسليح المقاومة مما
يستحيا منه، بل يعتبر تسليح
المقاومة في فلسطين وفي لبنان
والعراق من حميد الفعال. نعترف
أن تسليح المقاومة ليس مادة
إعلامية ولكن
يبقى ما تفوه به ليبرمان في
لحنه الخفي، وما كتبه عوديد
طيرا في هآرتس وهما يزعمان أن
وراء الأكمة ما وراءها محتاجا
إلى من ينسفه بفعل حازم أن نراه
خير من أن نسمعه.. --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
الثلاثاء
27/4/2010
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |