ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
التهديدات
الصهيو–أمريكية ما
وراء الأكمة يتابع
الرأي العام حملة من التهديدات
ضد سورية ولبنان يقودها رجال
العصابات الصهيونية، ويتبارون،
كشأن فرسان الكلام، في التصعيد
والتسويغ والتفسير. أكثر من
تصريح يحاول أن يضرب على الوتر
الطائفي، وتصريح يهدد بإعادة
سورية إلى لعصر الحجري، ثم نسمع
من يهدد ويندد كما نسمع من يفسر
ويهدئ، ثم قد يفجؤك أن تجد في
السياسة الدولية ظلا للمقولة
الشعبية عن طبيعة العلاقة بين (
الجدي والتيس ) وأن عدوى
التهديدات قد امتدت إلى
الولايات المتحدة ليدخل على
خطها البيت الأبيض ووزير الدفاع
ووزيرة الخارجية والكونغرس،
ولتتناثر في الأجواء العامة
الأحاديث التي تندد بنظام (التمرد
والرفض والعقوق في سورية)،
وليعود الحديث عن التهديد
بالعقوبات، وبوقف إجراءات عودة
السفير ( رضوان الجنة الأمريكية
الموعود )، ولتتسرب اللهجة
ذاتها إلى بعض الأقلام
الأمريكية التي تكتب باللغة
العربية.. نحن
متأكدون تماما أن هذا الغبار
المثار حول النظام في سورية ليس
سببه ملف الحريات العامة وحقوق
الإنسان عندنا . وهؤلاء
المتظاهرون بالغضب لا يفعلون
ذلك من أجل المعتقلين من نساء
سورية ، فداء الحوراني وطل
الملوحي وآيات أحمد، أو من أجل
رجالها رياض سيف وأحمد طعمة
ومأمون البني وعلي العبد الله
أو مهند الحسني أو الشيخ
الإنسان هيثم المالح. الغرور
وحده هو الذي يجعل بعض المالكين
لأدوات القوة أو السيطرة على
العالم يعتقدون أن السنوات
الطوال من الاستئصال والإقصاء
والظلم والاضطهاد يمكن أن تكون
مدخلا للاستتباع!! (
العبوا غيرها ) هو الجواب الذي
يقتضيه المقام يلقي به الشعب
السوري في وجه هؤلاء الذين
يظنون أن جراح المضطهدين
وآلامهم ومعاناتهم يمكن أن تجعل
منهم سهاما في كنانة المعتدين
يستخدمونها عندما يشاءون. وحين
نعود إلى تفهم أبعاد هذه الحملة
الموقوتة للتهديدات الصهيو-
الأمريكية الموجهة ضد سورية
ندرك في الملمح الأول أن (المايسترو)
الأول في هذه الحملة هو مايسترو
صهيوني محض. وهي على العكس من
الحملة التي تبعت احتلال العراق
والتي كانت أمريكية في بواعثها
ومطالبها. ونعتقد أن هذا الملمح
يجعل هذه التهديدات أكثر خطورة.
يزعم الكثيرون أن العدوان على
العراق كان بقرار صهيوني،
وإخراج وتنفيذ أمريكي!! ومع
أن الرؤية التحليلية تستبعد أن
تلد هذه التهديدات حربا وشيكة،
أو أن تكون سببا لها، فإنه ليس
من الحزم إدارة الظهر لمثلها،
أو تجاهلها، ولاسيما حين تقترن
هذه التهديدات بقرب إصدار مجلس
الأمن قرارا لتشديد العقوبات
على إيران. وما يمكن أن يكون
وراء هذا القرار من تداعيات. وإذا
كانت صناعة القرارات السياسية
الكبرى فعلا تراكميا طويل
المدى، فإن عاقلا على الساحة
الدولية والإقليمية لا يستطيع
أن يصنف التهديدات الصهيونية
ومشتقاتها الأمريكية في
متوالية التأسيس لما يسمى مشروع
السلام الذي ما زال بعض بني
قومنا يتمسك عبثا به. ونعود
خطوة إلى الوراء لتفهم أبعاد
الحملة الساخنة وإدراك ما وراء
الأكمة بطريقة أفضل سنلحظ أن
اللعبة الصهيونية التي كانت قد
حوصرت تماما بعد زيارة نتنياهو
الخائبة إلى واشنطن، وبعد أن
دخلت العلاقة الصهيو- الأمريكية
حالتها الحرجة بإصرار دولة
العدوان على سياسات الاستيطان
وتوجيه مجموعة من اللطمات
الصهيونية على الجبهة
الأمريكية. وهكذا وجدت حالة
الاختناق هذه منفساً لها في
إثارة الغبار المشترك إيران
وسورية وحزب الله وصواريخ سكود
وبصيغة معدلة صواريخ ( بعيدة
المدى ).. هروب
إلى الأمام، ودفع بالمعركة إلى
ساحتنا، نرجو ألا تجر وطننا إلى
تنازل جديد. نحن نتابع قائمة
مطالب كولن باول يوم زار سورية
في عام 2003 أمامنا على الطاولة،
ونعلّم على المطالب بقلم حديد،
ونتخوف أننا لن نجد بعد ما نعلم
عليه من جديد.. --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
الاثنين
3/5/2010
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |