ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك

ابحث في الموقع الرئيسة English المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 11/05/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 

 رؤيـــــة

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الحكومة السورية

بين القمة الثلاثية والحاضن العربي

زهير سالم*

تصلني رسائل كثيرة تعتب عليّ انصرافي إلى الهم العام عن الهم الخاص. البعض يفسر ذلك بقرار تعليق الأنشطة الذي اتخذته جماعة الإخوان المسلمين. يتساءل هؤلاء: ما شأن المعارض المشرد المحكوم هو وإخوانه بالإعدام، والذي يحمل هموم عشرات الآلاف من المفقودين والمعتقلين والمشردين، بتهديد يصدر ضد سورية هنا، وبقمة تعقد هناك؟! ويعتقد بعض هؤلاء المنتقدين أن مهمة المعارض هي التنديد بخصمه والانتصار لقضاياه، وشرح المظالم التي تقع عليه وعلى أبناء شعبه فقط.

 

ومع وجاهة ما يطرحه هؤلاء في أفق الرؤية التبسيطية المباشرة يمكننا أن نتساءل أيضا : ماذا ينفع الإنسان مقعده الخاص في المركب العام يوم يغرق المركب أجمع في قرارة اللجة؟!

 

الربط التبسيطي المباشر بين قرار تعليق الأنشطة المعارضة الذي اتخذته جماعة الإخوان المسلمين في سورية، وبين السياق العملياتي أثناء الحرب على غزة من جهة، وبين إعطاء جماعة الإخوان المسلمين الفرصة للمصالحة الوطنية العامة والشاملة من جهة أخرى؛ هو ربط قاصر ومحدود إلى حد كبير.

 

القرار، المعذرة إلى ربنا، أتى في ذروة العدوان على غزة، هذا صحيح، ولكنه جاء أيضا في سياق دولي وإقليمي متضام إلى حد كبير يسعى إلى إعادة تشكيل المنطقة العربية والإسلامية على الصعد السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية. وفي سبيل تمرير هذا المخطط بأبعاده ومواقعه تتم عمليات ابتزاز مباشر وغير مباشر لحكومات المنطقة جميعا، هذه الحكومات التي تستجيب وتخضع طورا وتتبع سبل الاتقاء والالتواء طورا آخر.  ولكل أسبابه ودواعيه. وجاء قرار تعليق الأنشطة ليؤكد أن جماعة الإخوان المسلمين ستبقى خارج قوسي (الابتزاز – التنازل)، لن تكون سببا مساعدا ولاعاملا دافعا، وستوفر، قدر إمكانها، الأسباب للموقف الأمثل والأقوم لمن يتمسك به أو يسعى إليه،  معذرة إلى ربنا أولا، وإلى شعبنا ثانيا، وسطرا مضيئا آخر نضيفه إلى صفحات تاريخنا ثالثا.

 

أعلنا منذ التسعينات أننا سندعم جهود المفاوض السوري في مفاوضاته مع المحتل الصهيوني، ولم يكن يعني ذلك أننا مع هذا المشروع البئيس المسمى ظلما ( مشروع السلام )، كان هذا رأينا منذ شعار غسل آثار العدوان، ومنذ (يانغ)، و(روجرز)، و(كيسنجر)، و(كامب ديفيد)، التي شُردنا من ديارنا لأننا اتهمنا بها، كنا ضد الذهاب إلى مدريد، وضد ما جرى في أوسلو، وسخرنا طويلا من الحديث عن وديعة رابين، ومن قمة جنيف،  والرغبة في السباحة في بحيرة طبريا في قمة ( كلينتون – حافظ – باراك)، ما زلنا ننظر باستخفاف إلى شعار الخيار الاستراتيجي الوحيد، وإلى المفاوضات المباشرة وغير المباشرة في فنادق اسطنبول، وإلى الدور التركي والفرنسي والبيلاروسي  والأرمني في هذه المفاوضات، وإلى جميع المبادرات العجاف؛ ومع كل ذلك نؤكد أننا إذ يجدّ الجدّ، سنكون داعمين لموقف المفاوض السوري والمفاوض العربي، ليس بمعنى أننا سنكون جزءاً من المعادلة، ولا شركاء في تحمل مسئوليتها وتبعاتها، ولكن بمعنى أننا في أي مواجهة وطنية أو قومية نعرف مكاننا ودورنا. فلسنا أبدا معارضة عدمية، ولسنا أبدا قوة مهملة أو ملحقة لا تستطيع أن تميز موقفها، وأن تعبر عن أدق تفصيلاته عند كل منحنى ومنعطف.

 

طالت هذه المقدمة لأن المقام اقتضاها ونحن نتابع ما يُلقى على وطننا سورية من تهديدات، وما يتعرض له من عمليات ابتزاز، وما نشهده من مواقف مزهوة بنصر حالم، أو ما نتابعه من الإعلان عن الاستعداد لرد أي عدوان بأسلوب يثير القلق أكثر مما يبعث على الاطمئنان، لأن للجاهزية لرد العدوان مصداقية، ما زلنا نتابع برهانها  فيما حصل في السكرية، أو في دير الزور، أو في شخص محمد سلمان، أو عماد مغنية...

 

بقلق أيضا نتابع التردد في صنع السياسات على الصعيد الوطني والعربي حيث تتم المفاصلة والنبذ والقطع على صغائر لا يتوقف عندها صانع سياسة هادف. لا نقرر هذا هنا لنتحدث عن مصيب ومخطئ، ومعتدل وجانح، وإنما نقرر هذا لنتحدث عن صنع مواقف تاريخية بحجم التحديات المفروضة، وسياسات جامعة تكافئ الكيد الذي يبذله الصهاينة كلوبي عالمي، وحلفاؤهم كصناع قرار دولي.

 

القمة الثلاثية في اسطنبول ليس لأحد أن يعترض عليها. أو أن يقلل من شأنها، أو أن يشكك في نتائجها؛ ولكننا نعتقد أن الذي تحتاجه المنطقة أكثر، وتطمئن إليه أكثر، هو القمة الرباعية (السورية- السعودية- المصرية- الأردنية)؛ فهذه القمة هي الأقدر على صياغة الرد على التهديدات، وهذه القمة هي الأقرب إلى وضع خطة لاسترجاع الهوية العربية للعراق، وهذه القمة هي التي ستعيد صياغة (اللا) العربية من الألف واللام. لا أدري لماذا عندما كنا صغارا كانوا يعلموننا حرفا إضافيا للألفبائية في القاعدة البغدادية هي (لام ألف)، يبدو أنهم كانوا يعلموننا قول (لا)!!

 

نعم.. لعلاقة استراتيجية مع تركية ومع إيران أيضا، قوة داعمة وليست مخذلة أو دافعة للتهور، وقوة إضافية وليست بديلة. على أن يبقى الحاضن العربي بجغرافيته وشعوبه، بقواعده وآفاقه هو الحاضن الأساس لسورية التاريخ والجغرافيا والثقافة والإنسان. وخارج هذا الحاضن من حق الإنسان السوري أن يشعر بالبرد، ومن واجبه أن يعبر عن هذا الشعور.

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

الثلاثاء 11/5/2010م


 

تعليقات القراء

 

بارك الله في الكاتب ...

الاحظ ان هناك تناقض بين ما تقولونه ان سورية مهددة ومستهدفة وعندما تقولون ان النظام محمي ووجد ليبقى ... ارجوكم التوضيح ولا تردوني خائبا في كل مرة

عبد الستار

 

 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ