ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك

ابحث في الموقع الرئيسة English المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 29/05/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 

 رؤيـــــة

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الحرب الثقافية على الإسلام

(3من 4)  

الرئيس ترومان ولافتات النقطة الرابعة

زهير سالم*

الحرب الثقافية محطات أمريكية تاريخية:

ـ في أعقاب ضرب الأسطول الأمريكي في (بيرل هاربر) عام 1941 شعرت الحكومة الأمريكية بالخطر الذي يحدق بمصالحها الأساسية فبادرت بإنشاء (مكتب الخدمات الاستراتيجية)، الذي يضم عناصر ذات مهارات تدريبية عالية. تم اختيارها من أبناء الارستقراطية الأمريكية التي تمثل الصفوة الحاكمة.

ومهمتها: اكتشاف الخطر قبل وقوعه والتخلص من مصدره بأي وسيلة في إطار برغماتية الغاية تبرر الوسيلة.

 

كان أعضاء هذه المجموعة يحملون شنطة صغيرة فيها بندقية، وكاتم صوت، وعدد من القنابل، وقطع نقدية، وحبة دواء قاتل. كم يذكرنا هذا باستراتيجية الحروب الاستباقية لتي تأسست عليها النظرية الأمنية الأمريكية. والتي تم بحسب مقتضاها غزو أفغانستان والعراق، وإعلان الحرب على الإسلام وأهله. في هذه الأيام يعلن الرئيس أوباما استراتيجية جديدة للأمن القومي الأمريكي، يؤكد فيها تخليه عن نظرية الحرب الاستباقية هذه، بوصفها إرثا من مرحلة سلفه بوش. الحقيقة أن النظرية أعمق جذورا من مرحلة بوش، ألم تكن الحرب الاستباقية مؤسسة في قولهم منذ الحرب العالمية الثانية( اكتشاف الخطر قبل وقوعه والتخلص من مصدره بأي وسيلة). سيكون التخلي عن هذه الاستراتيجية، التي تحارب الناس على نياتهم، وعلى ما يمكن أن يفعلوا، قرارا رشيدا وصائبا لو اكتسب المصداقية والجدية. إن التخلي عن هذه الاستراتيجية يعني التوقف عن دعم سياسات الإقصاء ومصادرة حقوق الشعوب في اختياراتها، لأن هذه الشعوب قد تختار ما لا يخدم مصالح الولايات المتحدة. عملياً بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية حل الرئيس ترومان هذه المؤسسة قال: إنه لا يريد في بلاده (غستابو) نازي.

 

ـ وفي يناير 1949 أعلن ترومان برنامج النقطة الرابعة لتأييد السلام العالمي ـ لنلاحظ العنوان ـ وفق أربع نقاط، ووضع من خلال هذه النقاط الغطاء الأدبي لحرب الولايات المتحدة السياسية والثقافية على الشعوب غير المنقادة. ما تزال هذه النقاط الأربع حية في استراتيجية الأمن الأمريكية، ويمكننا أن نعيد إسقاطها على سياسات الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، كما يمكننا أن نتذكرها ونحن نستمع إلى السيدة كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية، وهي تمنينا أن بلادها تتطلع إلى عالم متعدد الشركاء وليس فقط متعدد الأقطاب!! إن أول مقتضيات العالم المتعدد الشركاء هو التنازل عن حق النقض في مجلس الأمن؛ لأن الشراكة الدولية الحقيقية تقتضي المساواة بين أفراد المجموعة الدولية المكونة من أمم وشعوب.

 

في برنامج النقطة الرابعة الذي تقدم به الرئيس ترومان نمسك بالغطاء الأدبي لكل أنشطة الولايات المتحدة ومعاركها المريبة وهذه هي عناوين تلك النقاط:

ـ التأييد المطلق للأمم المتحدة.

ـ وكسب الشعوب بالعمل على الإصلاح الاقتصادي.

ـ وتقوية الأمم التي تعادي الشيوعية.

ـ وتقديم المعونات لتحسين أحوال مختلف بلاد العالم.

 

أظننا بتعديل بسيط نستطيع أن نتذكر بنود مشروع الشرق الأوسط في نسختيه، الجديد والكبير. الديمقراطية والحكم الرشيد وتمكين المرأة!!

 

تحاول الولايات المتحدة أن تتجمل تحت عناوين عامة وبراقة يصعب الاختلاف عليها. ترفع لافتة الأمم المتحدة كغطاء للأنانية الذاتية التي تستر من خلالها جشعها وحبها للتسلط والاستئثار. وهي استراتيجية تعود الولايات المتحدة إليها اليوم بقوة، بعد أن أخذت قرارها في الحرب على العراق منفردة. تصبح الأمم المتحدة التي تمسك الولايات المتحدة بتلابيبها عصا لتأديب كل الخارجين على سلطتها، بل على توجهاتها. وهذا ما تواجه به الدول والمنظمات والأفراد، نستطيع أن نتابع كيف تدار المعركة في هذا الزمان مع إيران. 

 

ومن طرف آخر وضعت الولايات المتحدة استراتيجيتها التبشيرية على تقديم الخبز للعالم بيد، والثقافة بيد أخرى. ومفهوم الثقافة يشمل كل ما يتعلق بعالم القلب والعقل والجوارح؛ الحب والكره والإعجاب، والتفكير والتقدير والتدبير، والكسب والسعي وأنماط السلوك. وضعت الولايات المتحدة خططها للسيطرة في هذا العالم على العقائد والأفكار والفنون والآداب والعلوم وكل ما يتعلق بالكلمة المقروءة والمسموعة والمرئية. في محاولة متواصلة لتغيير ذهنية الشعوب ووضعها في مربع الإغواء أو الإغراء ببعديه الترغيبي والترهيبي كما أسلفنا.

 

وفي يوليو 1947 أنشأت الحكومة الأمريكية، جهاز المخابرات المعروف بـ(CIA) ليتولى في بعض أمره الجانب الثقافي من هذه الحرب..

 

ـ ومع مطلع التسعينات استسلم الاتحاد السوفييتي بفعل عوامل كثيرة. الأمريكيون يقدرون أنهم انتصروا لأنهم أصحاب العقيدة الأصلح!! فازدادوا ثقة بنجاعة أسلحتهم. وبأنهم قادرون بالطرق نفسها، وأحياناً مع بعض التطوير والتحوير أن ينتصروا على كل العقائد والحضارات والثقافات.

 

بعضهم ظن نصرهم على الاتحاد السوفييتي هو الانتصار المطلق فكتب نهاية التاريخ. وبعضهم أكد أن معركتهم بعد الخطر الأحمر ستكون مع (الخطر الأخضر).

 

في هذه السياقات تعرض أمتنا منذ عقود لعملية (غسيل دماغ) مبرمجة وممنهجة ويشرف عليها خبراء ومختصون مقتدرون ونافذون على صعيد الإغواء والإغراء. ولهذه الحرب مداخلها المتعددة في حياة المسلمين.

يتبع

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

السبت 29/5/2010م


 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ