ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
متى
ينزع حزيران وشاحه الكئيب؟! وكيف
تشكل مبادرتهم للسلام عائقاً؟! القرصنة
الصهيونية الهمجية على نشطاء
أسطول الحرية تجد لنفسها سياقا
في متتالية العدوان الصهيوني
الكريه على أمتنا في تاريخنا
الحديث. جثامين
الضحايا الأبرياء هي نكسة
للضمير الإنساني في كل مكان. وقد
لا يكون الخامس من حزيران في
السابعة والستين الأقرب إلى
الجريمة الأخيرة في العهد أو في
الحجم؛ ولكنه الأقرب إليها من
حيث الغطرسة، والاستهتار
بالقانون الدولي، وبمنظومة
حقوق الإنسان. يتحدى
نائب وزير الخارجية الإسرائيلي:
إن إسرائيل إذا أرادت أمراً
لا تبالي بأحد ولا بشيء، يقصد لا
بقانون دولي، ولا برأي عام
إنساني. (التصريحات مسجلة
في مؤتمر صحفي بثتها قناة
الجزيرة يوم 31/5/2010. ). ومع هذا
يترك المجتمع الدولي قتلة
متوحشين ومتغطرسين مثل هؤلاء
ليتحكموا بترسانة من الأسلحة
التدميرية الكيمائية
والبيولوجية والنووية. للحقيقة
نقول إن أخلاقهم أخطر علينا من
أسلحتهم. ويريدنا العالم أن
نأمن وأطفالنا وحوشا مثل هؤلاء.
وتأتي إرادة العالم هذه مشفوعة
أو معززة بإرادة اليائسين أو
البائسين من قادة دولنا، الذين
لا يعرفون وهم (يحوقلون) أن
يستمدوا الحول والقوة من الله،
والعزيمة وحب التضحية والفداء
من شعوبهم التي يشاركون في
تكبيلها، وتذليل أعناق بنيها
أمام مقصلة الجلاد. بين
نكسة الخامس من حزيران والمجزرة
البشعة التي تمت على ظهر أسطول
الحرية قرابةٌ ونسبٌ وشيج. وإنه
لأملٌ لأمتنا، مع تغير
المعطيات، أن
تجعل من هذه المذبحة الأليمة
قنطرة لنزع وشاح الخزي والعار
عن وجه حزيران الكئيب. إنه لأمل
أن تكون الجريمة على ظهر أسطول
الحرية قنطرة لننفض عن وجه
حزيران، غبار الذلة والانكسار
والهزيمة والنكسة؛ لعلنا ننشد
في حزيراننا القادم.. كم لنا من ميسلون نفضت عن جناحيها غبار التعب.. بمقدور
الذي صنعوا حزيران الهزيمة ، لو
أرادوا، أن يجعلوا من الجريمة
الأخيرة، بجرحها الساخن والذي
أعاد إلى الميدان بعض الدم
التركي الزكي بكل دلالاته ؛
معبرا حقيقيا لتجاوز وجه حزيران
الكالح، بذكراه الأليمة،
حزيران الدرك إلى البؤس الذليل
الذي دُفع وطننا إليه. وهذا
العبور هو الذي نتحدث عنه يقترحه
نظريا الأستاذ وليد المعلم على
نظرائه العرب. نقول يقترحه
نظريا ونحن نريده حقيقة واقعة
وبرنامج عمل وطني. أقتبس من قوله
أمام مجلس الجامعة العربية (إن
الصراع، يقصد بعد العدوان على
أسطول الحرية، يقف عند مفصل
تاريخي، فإما أن نجعله يتحول
لمصلحتنا وإما أن تستمر إسرائيل
في فرض منهجها وسياساتها
العدوانية علينا..) إن
هذا التصريح الاستراتيجي الضخم
والبارز ليس كلاما يعبر على
أكتاف تسجيل المواقف الإعلامية.. لا
تحسبن المجـد تمـراً أنت آكله لن
تدرك المجد حتى تلعق الصبرا.. وهذا
الكلام الضخم الفخم، لا يُقصر
فقط على
التضامن مع تركية الرسمية
والشعبية، مع تأييدنا للدعوة
إلى التضامن مع تركية الرسمية
والشعبية، ومع الشهداء وذويهم
والضحايا وأهليهم.. وهذا
الكلام – الاستراتيجية - لا
يتحقق بكسر الحصار عن غزة فقط..
فليست غزة وحدها هي المحاصرة، فشعوب
أمتنا كلها محاصرة، وابدأ بمن
تعول. ذلك
الكلام الضخم الفخم الذي تقدم،
لن يحقق أهدافه بتشكيل لجنة
تحقيق دولية، مع تأييدنا لتشكيل
لجنة تحقيق دولية حول الجريمة
النكراء. ولن يتم أيضا بوقف
المفاوضات /الفلسطينية/ فقط
المباشرة وغير المباشرة. وفقط
هي مناط الحديث. لنجعل
من الحدث الجريمة مفصلا تاريخيا
كما يدعو السيد الوزير هناك
أجندة فردية وأجندة جماعية،
هناك أجندة وطنية ينبغي الوقوف
عندها للصادقين قبل الأجندة
القومية. وأهم وأخطر ما في الأمر
الجواب على السؤال هل يمكن
لمبادرة السلام أن تكون عائقا؟ في
ذكرى الخامس من حزيران، ومع شلال
الدم الذي لم يجف من شرايين
الأبرياء على ظهر أسطول الحرية،
يرى وزير الخارجية وليد المعلم:
تعليقاً على سؤال عن إمكانية
سحب مبادرة السلام العربية كرد
على الجريمة: إن المبادرة
ليست العائق أمام السلام في
المنطقة. بل سلوك إسرائيل
العدواني والدموي هو العائق.. السيد
الوزير في هذا الكلام يلتف على
كلامه الأول الذي أفاض فيه
ويتهرب منه. لأن بقاء خيار ما
يسمونه السلام، يعني أن نعيش
حزيرانات عديدة ودهورا مديدة،
يقول أحدنا للآخر كل عام وبلدتك
أو قريتك بخير. وإن أبسط ما
يعنيه سحب مبادرة السلام أن
تتحول استراتيجية: تطويع جسمنا
الحي لقبول المندس الغريب إلى
استراتيجية تحريض هذا الجسم على
رفض المندس الغريب الكريه.. إن
سحب خيار السلام الحزيراني يا
سيادة الوزير ليس موقفا إعلاميا
في لعبة تقاذف الكرة، ولا هو
بالون سياسي يطلق في الفراغ. إنه
استراتيجية
تنعكس في حياتنا العامة
والخاصة على كل شيء. تنعكس على
جدول العمل اليومي في كافة
وزارات القطر، ومناهج هذه
الوزارات: وزارة الدفاع ووزارة
الإعلام، وزارة التربية ووزارة
الأشغال كما تنعكس على أخلاقيات
وسلوكيات الأفراد. هناك عنوان
تربوي اسمه الأخلاق المحاربة،
لا تصنعها المسلسلات الهابطة،
ولا برامج الشقلبة.
أتذكر
يا سيادة الوزير ، وأنت وأنا
أبناء جيل واحد، صورة كانت في
كتابنا المدرسي في الصف الأول
الابتدائي: صورة الشرير المجرم
الذي قتل بالأمس بدم بارد ستة من
الناشطين على ظهر أسطول الحرية،
كان كتابنا المدرسي منذ الصف
الأول قد سبق إلى تصويره وطبع
صورته للتحذير منه في عقولنا
الغضة، كانت صورته في وسط
الصفحة اليسرى من الكتاب، وكتب
منهاجنا المدرسي تحتها: ...أشرار
مجرمون احتلوا
فلسطين. وطردوا أهلها منها.. ونحن
أطفال العرب سندافع
عن فلسطين.. عاشت
بلادي.. عاشت فلسطين.. أتذكر
هذه العبارة التي حذفها ـ خيار
السلام الاستراتيجي ـ من المنهج
المدرسي، حتى قبل سقوط الجولان.
وكان حذفها مقدمة حزيرانية
كوهينية بكل نتائجها الكارثية.
إسقاط الخيار البئيس يعني أن
تعود الصورة والعبارة إلى
موضعها من ذلك الكتاب. بلى
إن خياركم أو خيارهم للسلام
عائق وأي عائق في وجه مشروع
انعتاقنا ونهوضنا وتحررنا
وتقدمنا. إنه عائق نفسي وعائق
عقلي وعائق نظري وعائق عملي. وإن
مجرد توقفكم عن التفكير في
البحث عن المخرج عند الأتراك أو
عند الفرنسيين أو عند
الأمريكيين سيدفعكم إلى البحث
عن البديل المجدي بدلا من
التعلق بحبال القمر ووشوشته
وشوشة العاشقين. إن
التوقف عن التعلق بمبادرة الوهم
سينعكس مباشرة في وطننا على
حالة الطوارئ وقانون
الأحزاب، وقانون المطبوعات،
وحرية الصحافة، وسيعيد
الاعتبار لقيمة الإنسان. سينعكس
قرار سحب خيار الوهم الذي
تتخوضون فيه منذ أربعين عاما
أيضاً وهذا مهم على علاقتكم
بالشيخ المهيب هيثم المالح، و
بالصبية المواطنة طل الملوحي
وبرياض سيف وفداء الحوراني وبكل
نبتة عشب أخضر نبتت على أرض
الوطن.. --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
السبت
5/6/2010م
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |