ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك

ابحث في الموقع الرئيسة English المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 06/06/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 

 رؤيـــــة

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ما فعله أردوغان ليس كافياً!!!

ألهذا يرفض ربعُنا الديمقراطية؟!

زهير سالم*

 

رد الفعل التركي الرسمي على العدوان الصهيوني ليس كافياً. هذا ما يسود الشارع التركي حتى الآن.

 

العدوان الصهيوني على سفينة تركية في عرض البحر، وقتل أتراك أبرياء هو بمثابة العدوان على الأرض التركية. هذا هو التوصيف القانوني لما حصل. يقول مواطن تركي في أعماق الأناضول معنى السكوت على هذا العدوان أنني أعيش بمكرمة صهيونية. و معناه أنه باستطاعة أي حكومة صهيونية ،عندما تريد، أن ترسل جنودها ليقتحموا عليّ بيتي؛ ربما لأنني أشعلت الضوء أو أوقدت النار يوم السبت. وبإمكانهم من ثم أن يفعلوا بي كما فعلوا بركاب سفينة تركية ترفع العلم التركي، وتعبر في أعالي البحار!!

 

إن الاجتراء الصهيوني الذي حصل على هيبة الدولة التركية لم تتسبب به حماقة كما يرى هؤلاء، إن القائلين بالحماقة إنما يعتذرون للقتلة المجرمين. لقد صدرت جريمة القتل عن قرار مع سبق الإصرار. صدرت الجريمة عن قرار كما صدر عن قوة. وعلى أردوغان أن يثبت للصهاينة أنه ليس بإمكانهم أن يفعلوا ذلك، وأن ينجوا من العقاب.

 

يحاول أردوغان وفريقه، وليس حزبه؛ لأن الكثير من أعضاء حزبه يرددون ما يردده الشارع التركي، يحاول أن يقنع أبناء الشعب التركي بأنه قد فعل الكثير، وأنه مايزال في طريق متابعة الجريمة والمجرمين.

 

ولكن المعارضين الأتراك ومحركي الرأي العام في تركية يصرون على أن القضية لم تعد فلسطين وغزة والحصار، بل هي اليوم تركية. تركية نفسها أصبحت في قوس العدوان والتهديد الصهيوني. والعلم التركي والأرض التركية والإنسان التركي؛ كل أولئك باتوا بعد هذا العدوان يعيشون تحت قوس التهديد الصهيوني، وفي مرمى نار الصهاينة الأوغاد. إسرائيل هي التي تمنح الأتراك الأمن وهي التي تعطيهم فرصتهم في البقاء، وليس دولتهم: جيشهم وقوات أمنهم وحكومتهم.

 

ويتفحص الأتراك ردود الفعل العملية التي صدرت عن حكومتهم حتى الآن، ويتساءلون: ماذا غير الشجب والإدانة والتصريحات اللفظية الساخنة، واللجوء، فعل العاجزين، إلى مجلس الأمن؟! ويشدد الرأي العام هناك بحزم بأنه كان على أحمد داوود أوغلو أن يغادر مجلس الأمن، وأن يرفض بيان هذا المجلس الواهن، الذي أدان ركاب السفينة على السواء مع القوات الإسرائيلية. أدان على السواء القاتل والمقتول والضحية والجلاد. لأن (إدانة أفعال أدت إلى سقوط ضحايا) تعني إدانة ركاب السفينة الذين تسببوا بفعلهم بمقتلهم. ويرى رجال المجتمع التركي، أن حكومتهم قد عجزت عن انتزاع إدانة مباشرة أو غير مباشرة، من حليفتهم الأولى (الولايات المتحدة).

 

الموقف الشعبي في تركية من أردوغان لا يسر. لم يستقبل أردوغان جماهيرياً عندما قطع زيارته لدول أمريكا اللاتينية، وعاد إلى تركية كما استقبل بعد وقفته في وجه (بيريز) تحت عنوان (ون مينيت) المشهورة. أردوغان هناك كان مهاجماً وهو هنا مجرد مدافع ضعيف. أحفاد محمد الفاتح لا تعجبهم ريح الواهنين. والأتراك الشعب الذي مايزال يحتفظ بحيويته، لا يمكن أن يسكر بحفنة زبيب كما تفعل الجماهير والنخب العربية المأزومة حتى النخاع.

 

وحين ننقل مكبر الصوت إلى الشارع العربي، نتابع وجدا وهياماً بلا حدود بمجد أردوغان، وبمواقف الحكومة التركية، فكأن القسطنطينية تفتح من جديد، أو كأن القدس تحرر، أو كأن المعتصم  قد عاد ، وأبو تمام ينشده بعد فتح عمورية:

 

فتح الفتوح تعالى أن يحيـط بـه

نظم من الشعر أو نثر من الخطب

 

ولسنا على ما نعانيه في وارد محاكمة أردوغان أو تقويم الموقف التركي. فنحن نقرُّ أن الدولة التركية حكومة وشعباً، موالاة ومعارضة، قادرة بالآليات الديمقراطية التي توافقت عليها أن تعيد تقويم موقفها، وتسديد سياساتها وفعل ما تراه مناسباً وفق قدراتها وظروفها.

 

وإنما هي دعوة للتفكر والتبصر نتوجه بها لجماهير أمتنا ونخبها على السواء. دعوة للتبصر والتفكر والاستفادة من موقف (تركية). والاستفادة من الموقف التركي تخص فينا الحاكم والمواطن على السواء.

 

الديمقراطية التركية تفسر لنا لماذا يتوافق النظام العالمي والنظام المحلي في بلادنا على حرمان شعبنا من خياره الديمقراطي ومنذ نصف قرن.

 

يعلم القائمون على النظام العالمي القديم والجديد أن أي ديمقراطية حقيقية في سورية أو في مصر؛ لم تكن لتسمح أبداً بتمرير المبادرات العبثية الواهنة المزوقة بعمليات تجميل فاشلة تحت عنوان (السلام). انهارت في العالم كل الأنظمة الشمولية مع جدار برلين، وصمدت زنازيننا وقيودنا والقيمون على قماقم كبت إرادتنا.

 

ويعلم القائمون على النظام العالمي القديم والجديد ومَن عن أيمانهم وعن شمائلهم؛ أنه لو كان في سورية ديمقراطية حقيقية كالتي في تركية مثلا، ولو كان الشعب السوري هو صاحب السيادة في وطنه أو صاحب القرار؛ لما بقي الجولان أسيراً بيد العدو أكثر من ثلث قرن وحتى الآن..

 

إنهم يعلمون بأنه لو كان للشعب السوري صوت مسموع كما للشعب التركي، لما مرّ العدوان على دير الزور، وعلى السكرية، أو على قصر رئيس الجمهورية على الساحل السوري، أو على عين الصاحب من قبل؛ كما مرّ هادئاً وادعاً وكأن الطعنة في الصدر أو في الظهر هي طعنة في (كيس تبن) كما يقول العامة في بلدنا.

 

حين يتوافق النظام العالمي والنظام المحلي على حرماننا من حقوقنا الإنسانية، وحقوقنا السياسية، وحقنا حتى في الإقامة في وطننا،  حين يصرون على تحويلنا إلى بقايا لاجئين، فعلينا أن نعلم أن لكلٍ من العالمي والمحلي مخاوفه من الديمقراطية، أو مخاوفه منا، نحن أصحاب الأرض والقضية. نقدر أن مخاوف البعض البعيد مشروعة ومفهومة، ولكننا نؤكد أن مخاوف بعض البعض جعلت من وطننا طُعمة للذيب.

 

على أردوغان أن يجد الطريقة الأمثل للحفاظ على هيبة تركية بالطريقة التي ترضي الرأي العام التركي. وعلى شعوبنا أن تعمل لتوسد أمرها لرجال يهمهم رضاها.

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

الأحد 6/6/2010م


 

تعليقات القراء

 

جميل ما قرأنا مشكورة جهودكم

فياض

==========================

بارك الله في الكاتب .. فعلا ماكان لهذه المواقف التركية الرسمية التاريخية الرائعة ما كان لها ان تكون لولا هذا الحرية التي مكنت الشعب التركي من ان يختار اردوجان النظيف الصادق الملتزم الشجاع انها الحرية نفسها التي اوصلت هنية وحماس والمقاومة لتواجه الصهاينة سياسيا الحرية والحرية فقط

قاسم

 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ