ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
القيم دستورنا
الجماعي غير المكتوب طل
الملوحي وآيات أحمد وهيثم
المالح ولأننا أمة
تعتز بقيمها.. ولأن أبا
الحكم عمرو بن هشام ( أبو جهل )
أجاب، عندما قيل له ليلة حصار
الدار: هلا تسوّرتم الجدار على
محمد؛ وكيف إذا تسامعت العرب
أننا تسورنا الجدار على بنات
العم؟!!! ولأن أبا
سفيان، صخر بن حرب، رأس الشرك،
وقت الرواية، لأنه حين انجر إلى
نفث النقمة بعد معركة أحد، فوقف
على رأس سيد الشهداء حمزة،
يطعنه وهو ميت بالرمح في فمه،
ويقول له ذق ياعُقق، ورآه سيد
الأحابيش فنادى: يا معشر قريش
انظروا ما يفعله أبو سفيان بابن
عمه لحما، يعني ميتا!! بادر
صاحبه بقوله : ويحك اكتمها
عني فإنها زلة. نعم زلة وأي
زلة؟! زلة لا تليق بالسيادة ولا
بالرئاسة ولا بالشرف.ولا بأمة
القيم ولا بمن ينتمي إليها.
والالتزام بالقيمة في ثقافتنا
سياج الدين، ومعدن الأدب، ونسب
فوق النسب. والقيم في بنيويتنا
دستور جمعي غير مكتوب. كان
الراشدون يوصون أمراءهم
وجنودهم ( لا تقتلوا طفلا ولا
امرأة، ولا تقطعوا شجرا ولا
تحرقوه ، لا تذبحوا بعيرا إلا
لمأكلة، وستجدون أناسا قد فرغوا
أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما
فرغوا أنفسهم له ...) قيمنا أو
دستورنا الجمعي هذا لا يُفرض
علينا من الخارج بل ينبع من
أعماق ضميرنا ويثوي في قرارة
عقلنا الباطن. وهي التي يجب أن
تجمعنا مهما اختلفنا، ومهما
تمادت خصومتنا أوعلا ضجيجنا.
والوفاء لها، والقيام بحقها هو
تعبير مباشر عن عمق الانتماء
لأمتنا؛ إنسانها وحضارتها
وتاريخها. واعتقال
طل الملوحي وآيات أحمد الفتاتين
أو أكاد أقول الطفلتين...
السوريتين يسحق في سورية ضميرنا
الوطني، وعقلنا الجمعي، وُيزري
بكل ما حفظناه وتعلمناه، وكل ما
نفخر به، كعرب سوريين، وكل ما
نعوّل عليه في صراع الحضارات
وفي مقام الاعتزاز بالهوية.. اعتقال
الطفلتين اليافعتين مهما كانت
أسبابه وذرائعه ودواعيه لا
يُعلل ولا يُسوغ ولا يُبرر ولا
يقبله عقل ولا ضمير. ولا أحد
يستطيع أن يدافع عنه، أو أن يزعم
أن طفلتين مثل (طل) و(آيات)
تشكلان تهديدا لنظام، وخطرا على
دولة، وإعاقة لمشروع ممانعة أو
مقاومة أو تحرير، وليس من
المقبول عقلا ولا عرفا ولا
قانونا أن تتحول طفلتان إلى
موضوع للانتقام أو الثأر أو إلى
أمثولة للتأديب أو التخويف أو
فرض الهيبة. ولقد
مكثت زمنا لا أحاول مقاربة
الموضوع، أقول لعلها سحابة صيف.
وأتوقى الحديث عنه كمن يتوقى
الحديث عن عاره. فماذا نحكي أمام
الناس وما نكتبه في دمشق أو عنها
يقرأ في واشنطن ولندن وباريس
وتل أبيب أيضا؟!! أنقول لهم إن
هواننا على أنفسنا بلغ بنا هذا
الذي لا يقال؟! أنقول
لهم أن طفلتين يافعتين تمكثان
في القيد وفي الزنزانة وبلا
محاكمة لأنهما... لا أريد أن اقول
لأنه من الصعب عليّ أن أقول.. ثم ماذا عن
اعتقال الشيخ ابن الثمانين هيثم
المالح؟! اعتقال يدخل في إطار
الفعل الأول نفسه. عندما
أعدم الإيطاليون عمر المختار
جسّد التاريخ جريمتهم في بعدين
،بعد في إعدام الإنسان، وبعد في
إعدام ابن السبعين، ونحن اليوم
نتحدث عن اعتقال ابن الثمانين،
ولماذا؟؟؟ لكلمة قالها!! في عاصمتنا
دمشق، عاصمة سياسي الشعرة التي
لا تنقطع ابن أبي سفيان: كان
معاوية ، رضي الله عن معاوية،
يطمئن معارضيه: وإن لم تكن
إلا كلمة يشتفي بها قائلها
جعلتها دبر أذني.. من نسخ
قانون معاوية هذا في الحفاظ على
حرية التعبير من واقعنا؟! ويحدثونني
عن العلمانية وعن حرية التعبير!!!
وهم لم يحتملوا في البيت الأبيض
كلمة من هيلين توماس نضّر الله
هيلين توماس ابنة التاسعة
والثمانين أيضا!!؟ والسُّبة
التي تلحقنا، والعار الذي
يجللنا، من انتهاكات مثل هذه في
وطننا لا تقتصر على شخص أو حزب
أو نظام.. إنها تضع سورية الوطن
والإنسان أمام إدانة من طراز: انظروا
ماذا يفعل السوريون ببعضهم
!! هؤلاء نحن أبناء السهل والجبل
والوادي، وليس هناك إدارة معتقل
أمريكية كما كان الأمر في
باغرام وأبي غريب أو غوانتنامو.
إنهم نحن كما قالها سيد
الأحابيش لأبي سفيان: انظروا
إلى ما يفعله أبو سفيان بابن عمه..!! والخصومة
لا تلغي العلاقة، ودستور القيم
غير المكتوب لا تسري عليه أحكام
قانون الطوارئ، بل هو في حالة
الطوارئ أظهر وأحضر. والمقصود
بهذا الكلام مباشرة، الرئيس
يشار الأسد، ليس تثريبا بل
تذكيرا أن تغرق ساحة الأمويين
بالفعل الذي ليس يَجمُل. وأنا هنا لا
أعظ .. وإنما أجمَّل الفضائل،
وأحبب ما يليق، وأدفع في طريق
المروءة. وأعين على الخير والبر
والفضل والمعروف. و قديما قالوا:
الطمع فيك خير من اليأس منك.. وأعلم
ويعلم من بيده الأمر أن ( آيات ) و(طل
) والأستاذ الكبير ابن الثمانين
(هيثم) لن تشفع لهم دولة، ولن
تضغط من أجلهم سفارة، ولن يتمعر
من أجلهم وجه زائر من زوار دمشق
الكثيرين، كما جلعاد شاليط، ولن
تُفرض لإطلاق سراحهم عقوبات؛
ولن تتوقف عند ملفهم قناة
الجزيرة ولا العربية ولا B.B.C. ولا الحرة ولا
المنار!! وسجنهم
إن كان بحق فالفضل دائما فوق
الحق، وإن كان بغيره فالعود
إليه أحق. أعلم أن
كثيرين سيعيدون الكتابة إليّ
محتجين عليّ: ألا تمل؟! صُغرَى
بناتي في عمر (آيات) و(طل) كلما
سمعت صوتها تناديني أسمعهما
تذكراني: ومن مشى في حاجة
أخيه مشى الله في حاجته،
فتدفعاني لأذّكر: من نفَّس عن
مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس
الله عنه كربة من كرب يوم
القيامة.. --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
السبت
12/6/2010م
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |