ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
هيلين
توماس والذهاب
إلى البيت.. مع التحية هيلين
توماس، سليلة طرابلس الشام،
وابنة التاسعة والثمانين
عاماً، والتي عملت مع عشرة
رؤساء أمريكيين منذ 1961، و شغلت
موقع عميدة الصحفيين و كبيرة
المراسلين الرئاسيين في البيت
الأبيض، وبعد عقود طويلة من
الخدمة هناك؛ تعود إلى البيت
بدون تحية!! وإذا كانت هذه هي
الأخلاق الأمريكية، أفلا تستحق
هيلين توماس منا نحن ـ بني قومها
ـ التحية؟! ألا تستحق هيلين
تكريماً يليق بها من الأمين
العام للجامعة العربية، ومن
قادة الدول العربية، والتحية من
رئيس الدولة الأم التي جاء منها
والدا هيلين؟! ألا تستحق هيلين
التحية من كل كاتب عربي، وكل
مدافع عن حرية الرأي وحرية
التعبير في العالم العربي.
وأظنها جديرة برسالة SMS
من كل حامل جوال عربي، وهي أولى
بذلك من كل أبطال (ستار أكاديمي)
الدون كيشوتيين.. هيلين توماس وقصة
العودة إلى البيت.. عادت
هيلين إلى بيتها بهذا الشكل غير
اللائق، وغير المهذب، والخالي
من كل معاني الديمقراطية
السياسية والوفاء الإنساني، لم
تظفر بحفلة وداع، ولا بكلمة
شكر، ولا ببسمة عرفان لأنها
اقترحت حلاً بسيطاً وسهلاً
وموضوعياً لأكبر وأعقد مشكلة
واجهت العالم منذ منتصف القرن
العشرين: ليعودوا، كل واحد إلى
بيته.. والحل
مع أنه سهل وبسيط وموضوعي هو
عادل أيضاً..!! كل الذرائع التي
بنيت عليها دولة بني صهيون قد
سقطت. النازية والفاشية قد
أفلتا، نحن الآن نعيش في ظل
حماية الديمقراطية ومنظومة
حقوق الإنسان. والنزوع اللاسامي
أصبح جريمة إنسانية يعاقب عليها
القانون الإنساني في كل مكان.
ودعماً منا لاقتراح السيدة
هيلين، نحن سنوافق على تشديد
العقوبة على كل من يقارب حمى
الساميين، أو من يرمي قبعاتهم
السود بسوء. وأصبح
في إمكان الإنسان اليهودي
المستضعف في الغرب أن يعيش الآن
في وطنه الأم أو الأب بولندا ـ
ألمانيا ـ النمسا ـ فرنسا ـ
بريطانيا ـ روسيا ـ العراق ـ
سوريا ـ لبنان محفوظ المكانة
عالي الجناب، لم يعد يحتاج إلى
وطن استثنائي أو احتياطي يحتمي
فيه، ويقاتل من أجله. (ليعودوا
إلى البيت..) الرأي
الذي اقترحته هيلين، والذي
أعادها بالطريقة التي عادت بها
إلى البيت، عرَّى من جهة أخرى (العلمانية)
و(الديمقراطية) و(حرية التعبير)
في عقر دار العلمانية
والديمقراطية وحرية التعبير.
فهؤلاء الذين يدندنون فوق
رؤوسنا ليل نهار لنبيح لهم كل
مقدس في عالمنا (الله وملائكته
وكتبه ورسله وشريعته..) بذريعة
حماية حرية التعبير، لم يحتملوا
أن يُمس عجلهم الذهبي ولو
بكلمة، من عيار (ليعودوا إلى
البيت..) تصدر عن امرأة مسنة تدق
أبواب التسعين. على أعتاب عجل
السامري مع ماله من خوار ينبغي
أن تستقيل كل العقول، وتخشع كل
الأصوات، وتطأطئ كل الرؤوس.. وفي
الحقيقة لقد صمتت هيلين كثيراً
حتى فلتت منها هذه العبارة
الحل، قالتها همساً، أسرت بها
إلى زميل ظنته موضع بوح أو نجوى،
فكشفت بهذا البوح وبهذه النجوى
بعداً آخر من أبعاد الأخلاق
الرأسمالية ، ألا يأتمن جليس
جليسه ولو كان أكيله و شريبه. لا
مكان هناك لمعنى العِشرة،
ولأحاديث الخبز والملح. حضارة
أخرى تلك التي ً (إذا حدثك أخوك
ثم التفت فهي أمانة)، فأين من
يرعى الأمانة في زمن البؤس
الأخلاقي في حضارة المتسلقين
على حطام الأخ والصديق والزميل..؟! لقد
صمتت هيلين كثيراً قبل أن تفلت
منها هذه العبارة الذهبية، عجبي
كم هو عدد الصامتين في البيت
الأبيض، وما حول البيت الأبيض،
وما يطوف بالبيت الأبيض؛ عن
الحقيقة نفسها، هل الجميع هناك
يخاف التعبير في عاصمة حرية
التعبير..؟!! هيلين
قالت كلمتها فعادت إلى البيت،
بالطريقة التي عادت بها!! وأنا
بعيد عن بيتي منذ ثلاثين عاماً
لأنني ما زلت أردد الكلمة نفسها!!
ساومني عليها كثيراً فلم أقبل
المساومة. وعندما يعود من عنتهم
هيلين إلى بيوتهم. ويعود
الفلسطينيون المشردون من
مخيماتهم إلى بيوتهم. سيعود
زهير وإخوانه المشردون تحت كل
نجم إلى بيوتهم أيضاً. هذه كلمة
سر ليست صعبة على التحليل كما
أظن !! --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
الاثنين
14/6/2010م
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |