ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
إعلان
دمشق وصيرورة التاريخ تحية
إلى المناضلين العائدين حين
يسقط المنطق التاريخي، والمنطق
العقلي، والمنطق الوطني أيضا؛
تواجه الأوطان والشعوب مثل هذا
الذي يواجهه شعبنا في سورية،
وقياداته الوطنية، من سجن وقيد
وتشريد.. نعلم
ويعلمون أن السجن لا ينال من
عقيدة، ولا يلوي إرادة، ولا
يغير قناعة، كل الذي يفعله
السجن أنه يمنح السجين فرصة
للتأمل، ووقتا لإعادة ترتيب
الذات، ويمنح صاحبه جرعة من
الصفاء والمضاء للمضي بثبات
أكبر على طريق المناضلين. السجن
والقيد والعذاب والتشريد
لأصحاب العقائد ولرجال الرأي هو
مهرب المأزومين، وملاذ
اليائسين، وأسلوب العاجزين،
يحاصر التاريخ هؤلاء في زوايا
عجزهم ليسألهم: وماذا بعد؟
فليسألوا منطق التاريخ: هل كسر
السجن إرادة حر؟ أو هل ذل لحم
على الرمضاء؟! في
تقديرنا أن ( إعلان دمشق ) لم يكن
منظومة لعدد رجال أو نساء
يكثرون أو يقلون، يحضرون أو
يغيبون، لم يكن ( إعلان دمشق )
أشخاصا يعتقلون، وقيادات
تطارد؛ بقدر ما كان تعبيرا عن
إرادة وطنية جامعة تتجسد في :
تغيير إصلاحي ديمقراطي سلمي
يقوم على قاعدة السواء الوطني،
ويعيد بناء سورية الحديثة دولة
لجميع أبنائها، ينتفي فيها
الاستبداد بكل دوائره ويكافح
فيها الفساد بكل أشكاله. وبهذا
المفهوم فإن ميثاق إعلان دمشق،
وقواعده وآفاقه سيظل دائما ممثل
صدق للإرادة الوطنية الجامعة،
التي تعرف بوصلتها دائما، وتظل
في كل حركة، وعند كل مفترق
مشدودة إلى الهدف الوطني
الجامع، المعرض عن بُنيَّات
الطريق التي تَفرَّقُ بأصحابها
عن السبيل، أو تلك التي تقودهم
إلى الظلمة والتيه. ولم
نكن يوم وقعنا على ميثاق إعلان
دمشق منغلقين على أفق حزبي، أو
متطلعين لمكسب فئوي، بل كنا وما
زلنا منخرطين في رؤية وطنية
جامعة، وشراكة تسعى لخير
الجميع، وترى مصلحة الجزء في
مصلحة الكل، وفلاحه من فلاحه. وكان
التوافق على ميثاق إعلان دمشق
تأكيدا على أن فقه الأولويات
يفرض على جميع العاملين في
الحقل الوطني أن يقدموا الكلي
على الجزئي، والعام على الخاص،
والمشترك على الفئوي. فللطروحات
البرامجية الخاصة مكانها من
صندوق الاقتراع الحر الذي اعتبر
الإعلان إنجازه هدف أولي متقدم. ومع
الترحيب الوطني الجامع بعودة
المناضلين من قيادات الإعلان
إلى الساحة الوطنية، ومع التحية
لصمود الصامدين في زنازينهم
وخلف قضبانهم (شموع حرية وطنهم)،
تبقى مسيرة إعلان دمشق بميثاقه
الوطني الجامع صيرورة تاريخية
لا بد أن تبلغ يوما مداها (وَيَقُولُونَ
مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن
يَكُونَ قَرِيبًا.). --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
الخميس
17/6/2010م
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |