ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
بعد ثلاثين عاماً على مجزرة تدمر رسائل
قصيرة!! ارفعوا
الحصار عن الأموات أم كتبت إليّ... من أم ميتة لقد متُّ منذ انتزعوه من بين
يدي، قالوا يومها نصف ساعة فقط،
وهاهي ثلاثون عاما تمر أعيش
ميتة لأعد أنصاف الساعات فقط!! يعقوب، وهو النبي، ابيضت عيناه
من الحزن وهو ينادي: يا أسفا على
يوسف، وأنا منذ ثلاثين عاما
انتظر قميص يوسف، أتحسس خبره،
أتشمم ريحه، ولا أبالي أن
يفندون.. ثلاثون عاماً. عشتها دقائق
وساعات، أحلم في كل نصف ساعة أن
يطرق الباب، ومع كل نصف ساعة
أقول: وهذا نصف ساعة آخر قد مر.
ستقولون إنني في ضلالي القديم !!
ألم تقولوا هذا ليعقوب من قبل.
سأظل أنتظر لابد أن يأتي البشير
ليلقي علي قميص يوسف... أم أحمد تكتب فتقول حلمت
به دائما يدخل عليّ، انتظرته
بعد صلاة العشاء ونمت على توجس
أن يقرع الباب فلا أسمع، فجعلت
فراشي خلف باب الدار. أوصيهم
دائما أن يتركوا درج البيت
مضاء، أحذر إن جاء أن يتعثر
بالظلمة. أحلم به يطرق الباب
فجرا فأبكر على أمل. أتخيله
بقربي على المائدة فأناوله من
كل وجبة أطيبها. ما زلت أؤجل طبخ
الأكلات التي يفضلها، اقول
لإخوته حتى يأتي يوسف.. ما زلت مذ
غاب أقاسمه اللقمة والجرعة،
أشعر أحيانا أن يدي تخطئ الطريق
بين فمه وفمي، ويكون فمه دائما
هو الأقرب. ما أكثر ما مددت يدي
بالكأس أقول له: اشرب يا بني
لعلك عطشان. في الصيف أقدم له
الماء باردا، في الشتاء أتذكره
مع كأس الزيزفون الذي يحب. وما
أكثر ما فتحت ذراعي أتلقاه،
أحتضنه، أتحسس رأسه وجبينه وخده:
أساله: ماذا فعلوا بك يا بني؟
بأي ذنب أخذوك، وبأي جريمة
غيبوك وأنت الأطهر و الأنقى و
الأتقى. ثم أصحو وقد عقدت ذراعي
على الفراغ والوهم.. كتبت ثالثة.. ثلاثون عاما وثلاثون شتاء أنهض
في جوف الليل أتلمس مضجعه،
أتحسس برودة المرقد، ألقي عليه
دثارا إضافيا، أقول له لعلك
تدفأ يا بني: أحنو عليه، وهو
البعيد عني، مخافة البرد. وكتبت رابعة.. أكتب إليك اليوم لتهنئهم
بالنصر . انتصروا على ابنة
الثمانين، لعله نصرهم الوحيد،
إني راحلة وهم قد انتصروا، حُق
لهم الفخر، وعند الله الموعد.. رجتني خامسة قالت أرجوك.. أعد على قابيل درس الغراب.. اشرح له كيف بحث الغراب في
التراب ليعلم قابيل ما لم
يتعلموه.. وكتبت خامسة تسألني: طالبوا برفع الحصار عن الأموات.. وسادسة تقول: هل حرم اليهود قتلاهم من
الفلسطينيين من قبر؟! أحلم أن أضمه إلى قبر. اجعلوا في مواثيق حقوق الإنسان
حق الإنسان في قبر.. سابعة كتبت تسأل: أنسيتم؟!!!! فأجبت : لا والذي اصطفاهم ما
نسيناهم... ومن بسمة الرضوان على شفاههم
نقطف العزيمة ونجدد العهد ونمضي
على إثرهم وهم الذين وفوا وقضوا
ومضوا،فنجح سعيهم، وربح بيعهم
فكانوا الأحياء عند ربهم.. أقول لإخوة الوفاء في يوم
الذكرى والألم.. هذا يوم بر ووفاء، العهد عهدنا،
والعقد عقدنا، ننتظر على الطريق
حتى يلحق آخرنا بأولنا لا نقيل
ولا نستقيل.. ((مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ
صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا
اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم
مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم
مَّن يَنتَظِرُ وَمَا
بَدَّلُوا تَبْدِيلا)).. --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
الاثنين
28/6/2010م
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |