ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
على
هامش تعليق الأنشطة المعارضة عود
على بدء أكد
فضيلة المراقب العام لجماعة
الإخوان المسلمين في سورية
المهندس رياض الشقفة أن مجلس
شورى الجماعة في دورته الأخيرة
قد تمسك بقرار تعليق الأنشطة
المعارضة. وقال الأخ المراقب
العام لوكالة قدس برس ( إن قرار
تعليق الأنشطة ما زال قائما وأن
الجماعة ما تزال متمسكة به) وكان
قرار تعليق الأنشطة قد أثار،
وربما لا يزال يثير، بعض
الانتقاد في صفوف المعارضة
السورية بشكل عام، وبين بعض
أبناء الجماعة بشكل خاص. والذي
أود أن أشير إليه في هذا السياق
أن وجهات النظر التي ساقها
ويسوقها المعارضون للقرار ليست
دائما غير حقيقية ولا قليلة
الأهمية، وأنه ربما تتعزز أهمية
وجهات النظر هذه أو تتضاءل مع
تطورات الأحداث والمواقف
وتلاحقها.. وأنه
عندما يتخذ صاحب أي قرار قراره
لا يعني أنه يضرب بعرض الحائط
وجهات نظر معارضي هذا القرار،
أو يتبع هوى نفسه في الاندفاع في
اتجاه ما؛ ولاسيما حين يكون
صاحب القرار مؤسسة قائمة على
الشورى، متآلفة مع جميع
التوجهات العامة للرأي والفكر
في إطار ما، بعيدة كل البعد عن
الاستئثار والتهميش وفرض الرأي
على المخالفين. ثمة
قرارات يمكن أن نسميها قرارات
الحافة، أي التي يكون الفروق
بين مرجحات قبولها أو رفضها
ضيقة أو محدودة. دائما ينبغي أن
نتذكر عندما نتابع قرارا ما أن
الاعتراضات التي نستحضرها
غالبا ما تكون قد مرت في أذهان
متخذي القرار، وأنها نوقشت
ووزنت ، وأن متخذ القرار قد وجد
من المرجحات ما دفعه إلى
تجاوزها. وربما وهذا شديد
الأهمية أن متخذ القرار لديه من
المعطيات الخصوصية ما لا يمكن
أحيانا الإفصاح عنه. لا
أزعم أن قرار تعليق الأنشطة يوم
اقترح ويوم نوقش ويوم أقر كان
قرارا سهلا، وربما الذي زاد من
صعوبته هو عمق الجرح الذي تعيشه
الجماعة وأبناؤها. وكذلك هي
عملية التسامي شاقة وصعبة. في
الفيزياء يقدرون أن رفع جسم عن
مستوى الأرض يحتاج إلى طاقة
يكتسبها الجسم في حال ارتفاعه.
يمتلك الحجر في رأس الجبل من
الطاقة ما لا يمتلكه الحجر في
قرارة الوادي. ولكي تحافظ على
مكانك السامي عليك أن تكون
مالكا للطاقة المذخورة التي
تحدد مركز ثقلك الفيزيائي. هذه
في الماديات وهو في المعنويات
أصعب وأشق. إن
تمسك مجلس شورى الجماعة لدورته
الثانية، وبتركيبته المتجددة
بقرار تعليق الأنشطة يؤكد أن
هذا القرار يوم اقترح ويوم نوقش
ويوم أقر لم يكن تعبيرا عن رؤية
أو رغبة فردية، لشخص أو لقائد أو
لفريق محدود. و هذا الموقف يؤكد
أيضا أن العقلاء الذين ناقشوا
القرار ببواعثه وحيثياته
وجدوا، على درجات متفاوتة
بالطبع، من المقنعات والمرجحات
ما يجعلهم يميلون إلى تأييده من
منظور أو ربما مناظير متفاوتة،
تلتقي على تقدير المصلحة العامة
في أطرها الثلاث: القومية
والوطنية والذاتية. مرة
أخرى أؤكد أن
التمسك بالقرار والتأكيد عليه
لا يستخف أبدا بحجج وعقول
معارضيه. (فَعَسَى أَن
تَكْرَهُواْ شَيْئًا
وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ
خَيْرًا كَثِيرًا). ثم أليست هذه
روحية الشورى وبركتها. في
أفق القرار إن
القرار الذي اتخذ إبان الأحداث
على غزة وردا على وحشيتها لم
يتأسس على أن أحداث غزة وقعة
عابرة من وقائع الحروب، وإنما
تأسس على أن هذا العدوان هو
سياق، مستمر متتابع كموج البحر
كما يقول امرؤ القيس. ومن
المفيد هنا أن أؤكد أن ما أقرره
هنا هو رؤية شخصية فردية خاصة. وإذا
كانت الكتلة الوطنية في سورية
قد تشكلت بعد سايكس – بيكو وما
نشأ عنها ؛ فإن منطقتنا اليوم
وبإجماع العقلاء تشهد محاولة
تدخل لإعادة تشكيلها من جديد. أي
أننا أمام ( سايكس – بيكو ) جديد.هذا
الكلام لا يخصنا وحدنا، هذا
الكلام يخص الجميع وهو أولا يخص
النظام صاحب القرار والمسئول
الأول عن مدخلات الموقف السياسي
العام ومخرجاته. إن تجاهل
النظام لهذه الحقيقة، ومغامرته
أو مقامرته عليها مسئوليته وحده.
(قَالَ رَبِّ إِنِّي لا
أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي
وَأَخِي). وقرار تعليق الأنشطة
كان قرارا تاريخيا على
المستويين القومي والوطني على
السواء. وقد قدمت فيه جماعتنا
معذرتها إلى الله ثم الناس. إن
الأبعاد الاستراتيجية لمثل هذا
القرار تتجاوز كثيرا العلاقة
المباشرة بين (معارضة ونظام).
تتجاوزها ولا تلغيها.
والذين حاولوا أن يقرؤوا القرار
أو أن يحصروه في بعد العلاقة تلك
كانوا أكثر الناس ضيقا به أو
إنكارا له. أعتقد
أحيانا أن غرور القوة يحول بين
المستمتع بها وبين رؤية الواقع.
كما هو. وأحيانا تغلب مكبوتات
النفوس على مقتضيات العقول.
وإنه لمما يثير العجب أن يهتم
الأبعدون بالقرار موضع الحديث،
ويثير تساؤلاتهم وأحيانا
حفائظهم؛ بينما تواريه العوالم
النفسية كما قلنا عن موقعه الحق
من البصر والبصيرة. ويسألوننا
ماذا علقتم؟ وبينما
احتج الكثير من فصائل المعارضة
السورية ورموزها على الإخوان
لأنهم علقوا أنشطتهم المعارضة،
واتهموهم بأنهم خذلوا الموقف
الوطني، وأنهم فتوا من عضد
المعارضة الوطنية، وأنهم..
وأنهم.. تساءل آخرون على سبيل
التثريب: وماذا علقتم من
أنشطتكم؟! ويتناسى
هؤلاء أن الموقف ببعده الحق هو
موقف استراتيجي رمزي مستعل.
أعلن الإخوان من خلاله، وبلسان
الحال، أنهم لن يكونوا جزء من أي
مشروع لتفتيت المنطقة، أو لضرب
أبنائها بعضهم ببعض. ورمزية
الموقف لا تقلل من شأنه، ولا من
شأن الذين اتخذوه. ولا تعني
عبثية استراتيجية أو سياسية. إن
النفوس السوية هي التي تصنع
السياسات السوية؛
التي تشكل المدخل الطبيعي
لكل العلاقات الإنسانية
والوطنية البناءة. وحين
يدعو فضيلة المراقب العام
المهندس محمد رياض الشقفة،
بفريق عمله الجديد الرئيس بشار
الأسد ليستغل أجواء رمضان
الروحية ( وليقابل يد
الإخوان الممدودة بيد مماثلة
) يكون قد خطا خطوة متقدمة جدا
على الطريق الذي مهد له قرار
تعليق الأنشطة. إن تصريح
فضيلة المراقب العام المهم لقدس
برس يشطب كل التخرصات التي كانت
تزعم أن في الإخوان المسلمين (
حمائم وصقورا )، والتي كانت تقسم
أبناء الجماعة الواحدة الموحدة
إلى مفرطين وعلى العهد ثابتين
. يشكل
التصريح الذي قدمه فضيلة
المراقب العام عبر وكالة قدس
برس – وأنا أتحدث من موقع
المتابع ليس إلا – بادرة
حسنة تسقط في الوقت نفسه كل
دواعي التربص، التي كانت تحتج
بوجود فريقين في صف الجماعة
بالنسبة للرغبة في طي ملفات
الماضي والتقدم على طريق الوحدة
الوطنية الحقيقية التي تصون
الجميع. لقد
أكد تصريح فضيلة المراقب العام
الأخير ومن قبله قرار مجلس
الشورى الذي تمسك بقرار تعليق
الأنشطة أن هناك إرادة شبه
جماعية لدى السابق واللاحق من
مؤسسات الإخوان على صعيدي مجلس
الشورى والمراقب العام لفتح
صفحة جديدة في إطار وحدة وطنية
حقيقية تقوم على الأسس التي
اقترحتها يد الإخوان الممدودة
كما تحدث عنها فضيلة المراقب
العام ( إلغاء القوانين
الاستثنائية، والإفراج عن
المعتقلين السياسيين، وإطلاق
الحريات العامة، وإلغاء
القانون 49/ 1980 الذي يقضي بإعدام
المنتمين لجماعة الإخوان
المسلمين. ولقد
أكد فضيلة المراقب العام أن
الإخوان المسلمين (طلاب حرية
لا أكثر ولا أقل..وأن خروج أصحاب
الرأي من السجون وعودة المهجرين
قوة للبلاد وليس مصدر ضعف.) وإنه
لكذلك مصدر قوة أن يخرج معتقلو
الرأي من سجونهم، ويعود
المهجرون من منافيهم ليشاركوا
في بناء وطنهم، وفي الدفاع عنه
ساعة يجد الجد. تحت
كل مظلة وطنية يوجد إخوان
مسلمون سيكون شعارهم ودثارهم (إنْ
أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا
اسْتَطَعْتُ). وإرادة الإصلاح
الخيرة النيرة وجهد المصلحين
البناء هو كل ما تحتاجه أوطاننا
في عصر العواصف تضرب أركانها من
كل اتجاه. ---------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
السبت
21/8/2010م --------------------- الرؤية
المنشورة تعبر عن رأي كاتبها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |