ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
تنويه قالت: في رمضان.. أين هي قصة الإسلام
والمسلمين ؟! قلتُ: هي في الشام رمضان
كريم.. وليس
من الإنصاف في شيء أن يماري
الإنسانُ الإنسانَ في صدقية
طرحه. أو في نبل مشاعره. ولعل
هذا، إن كان ، يدخل في ( غمط
الناس) كما سماه رسول الله صلى
الله عليه وسلم في وصف الكبر،
قال (الكبر: بطرُ الحقِّ وغمط
الناس ). كما أعتقد أنه ليس من
الواقعية في شيء أن يتصور
إنسانٌ إنساناً مجردا من إحساس
فطري بالعدل، أو من أي شعور
بالنبل، لمجرد أنه يختلف معه أو
يأخذ عليه.. المقال
الذي كتبته السيدة بثينة شعبان
مستشارة رئيس الجمهورية
العربية السورية، في جريدة
الشرق الأوسط الاثنين 23/ 8 ليس
جديدا على عالم الفكر أو
الثقافة أو السياسة، فقد بُحت
أصوات المثقفين العرب وجفت
أقلامهم، وهم يتساءلون كما
تساءلت، ويضربون الأمثال كما
مثّلت، ويستشهدون بأكثر مما
استشهدت على حقيقة الحرب
الثقافية بأدواتها المعرفية
الحديثة، التي تُشن على هذه
الأمة مدعومة بكل الوسائل (
القذرة )، التي لا تتوقى زعامات
الإعلانات العالمية لحقوق
الإنسان عن ممارستها في حق
ثقافة هذه الأمة وشعوبها. نعلم
وتعلم السيدة بثينة أن الجزء
الظاهر من جبل الجليد هو الأقل.. والمهم
فيما تكتبه السيدة بثينة وما
كتبته في هذا المقام أيضا هو
الموقع السياسي الذي تشغله
الكاتبة. الكاتبة التي تنقلت من
مترجمة الرئيس، إلى وزيرة
للمغتربين، ثم إلى مستشارة خاصة
لرئيس الجمهورية. ومن هذا
الموقع بالذات تكتسب مقالات
السيدة بثينة أهميتها الخاصة،
وتستحق أيضا متابعة خاصة. ولا
أظن أنه من السهل أن نفصل المثقف
عن السياسي في موقع المسئولية
في شخص الإنسان.. المثقف
يتساءل، يطرح، يدعو، يحذر؛
والسياسي المسئول يتخذ قرارا،
ويحدد موقفا، ويبادر إلى سد
ثغرة، أو إصلاح خلل؛ وحين يتحول
السياسي المسئول إلى مجرد مثقف
يشرح الأفكار ويطرح التساؤلات،
ويرفع صوته بحقيقة أن ( الصلاة
خير من النوم )؛ يكون قد فقد دوره
السياسي بل شكك في أهليته له.. رمضان
كريم.. ينتظر
مني الكثيرون في ثنايا هذا
التنويه أن أتوقف عند الصور
المقابلة لما أوردته السيدة
بثينة بين ما جرى ويجري في سجون
مثل أبي غريب وباغرام وسجون
الاحتلال في فلسطين وأفغانستان
والعراق وبين ما يجري في سجون
الشام...!! عملت
منذ سنوات على تتبع خطوات
السيدة بثينة في جهد مقابل في
أكثر من موقع. عليّ أن أعترف
أنها تترك ظلال مصداقية حيثما
تحل. قال : لي مسئول إعلامي بارز
في بلد جار لسورية : كانت تشرح
لنا حديث الجولان على أطلال
القنيطرة المحررة وهي تبكي... لم
أشأ في متناوبة التيار، وأنا
أشرح مظلوميتنا التاريخية، أن
أجحد دموع سيدة سورية، فقلت له
إن احتلال الجولان يثقل في
سورية ضمير الجميع. قال لي مسئول
آخر في مؤسسة ضخمة من مؤسسات
المجتمع المدني ذات المسحة
الإسلامية: يا أستاذ زهير إن
السيدة بثينة تصلي وتصوم... وأنا
لا أرى أحدا أكبر من أن يصلي
ويصوم، ولا يخطر في بالي أن
أحاصر الناس في هوية سياسية أو
حزبية أو ثقافية؛ أورد هذا
لأبني عليه في قولنا: (رمضان
كريم) فأدعو السيدة بثينة إلى
زيارة الأستاذ هيثم المالح ابن
الثمانين زيارة إنسانية محضة ،
أدعوها أن تقف أمام زنزانته
ساعة الغروب ولو من وراء حجاب،
أدعوها لزيارة الطالبة آيات
أحمد... والصبية طل الملوحي.. وكل
العرب والكرد والإسلاميين
والعلمانيين المعتقلين أو
المسجونين على خلفية معتقداتهم
أو آرائهم في رمضان.. أدعوها
لتفعل ذلك، وتدع عنها وعنا حديث
المجندة الصهيونية ( إيدن
ابيرغيل ) فكل حديث بعد حديث ابن
الثمانين وبنت الثامنة عشر جلل
بسيط. أقول
للسيدة بثينة عندما كنا فتيانا
في مدرسة الإخوان المسلمين، كان
عريف الأسرة أو الحلقة، كما
تسمونها، يصطحبنا مرارا إلى
المقابر لنتذكر الموت، وإلى
المستشفيات، فيتوقف بنا عند
مرضى من أعمارنا لنواجه ضعفنا
الإنساني، يقول لنا همسا: ماذا
لو كنت مكانه، وحاول أكثر من مرة
أن يخترق بنا أسوار السجون
لنطلع على حياة نزلائها، ولكنه
لم يوفق؛ تعلمنا في تلك
المدرسة أن قلوب الذين يصلون
ويصومون رقيقة شفافة وصلبة أيضا.
هؤلاء هم الإخوان المسلمون
الذين أحببناهم وواليناهم
وحاربتموهم. من
هذا المنطلق الإنساني النبيل،
وليس من أي منطلق سياسي، فرمضان
الكريم ذو أجنحة مثنى ،لمن شاء،
وثلاث ورباع، لمن شاء، ويزيد
مولانا في العطايا ما يشاء، (
قال إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي
به )؛ من هذا المنطلق فقط أدعو
السيدة بثينة ومن تشير عليه
أيضا إلى زيارة زنازين، أبناء
الوطن والقوم والدين والعشيرة
من السجناء الأبرياء، في رمضان،
زيارة إنسان يبحث عن إنسان... سيدة
بثينة دعينا
مما يفعل الآخرون بنا، دعينا
مما تفعلها بنا (ايدن ابيرغيل)
وهو قاس وبشع وكريه. ونحن مجمعون
على ضرورة فضحه ومقاومته
والتصدي له تماما كما تدعيْن.
وعودي بنا إلى ما يفعله بعضنا
بنا. أو بلغة أكثر مباشرة وأقل
دبلوماسية إلى ما يفعله شركاء
بثينة بنا!! توقفي معي عند ما
يجري علينا على أيدي بني قومنا،
أجد أحيانا من يحتج علي من الألم
لاستعمالي هذه النسبة ( بني
قومنا )!! هل تأخذين مرآة إيدن
التي تدينين؟ دعيني أقرب الصورة
أكثر (أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن
يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ.. ) هناك
خلف قضبان الزنازين لحم آدمي حي
مسلم وعربي ينتهك يؤكل بل يداس
بأقدام يقول أصحابها إنهم عرب
ومسلمون، اقبلي التحدي وقومي،
إن سمح لك، بالزيارة. قلت
في مقالك وأنت مصيبة بل أنت على
صواب: (إن
الوجه الإيجابي للثورة
الإعلامية الرقمية اليوم هو أنه
أصبح من الصعب جدا على الحكومات
إخفاء الحقائق عن حروبها
الوحشية وعن جرائم التعذيب مهما
كانت سرية) كلام
ذو مصداقية عالية على المستوى
العالمي المدني، ولكن كيف لنا
أن نفسر أن مصير آلاف المعتقلين
السوريين ( العرب والمسلمين ) ما
زال خلف سور حديدي منذ أكثر من
ثلاثين عاما؟! كيف لنا أن نفسر
أن أحداث سجن صيدنايا ما زالت
قادرة على التمرد على الثورة
الإعلامية الرقمية، فلا أحد
يدري ما جرى هناك رغم مضي سنين؟
خبريني وأنت في موقع المسئول عن
شباب سوريين قضوا بين أيدي أو
أرجل أجهزة الأمن في مخالفات
مدنية لا تتجاوز عقوبتها ( فركة
الأذن ) كما يقال. لماذا لم تستطع
كل وسائل الاتصال الحديثة،
بما فيها أقمار التجسس
الأمريكية والإسرائيلية التي
صورت مبنى متنحيا في قلب
الصحراء السورية، اختراقَ
عوالم هذه الأسوار، والتقاط صور
ما جرى ؟! وإن كانت قد فعلت
فلماذا لا تزال تتستر حتى الآن
على ما التقطت، ولا تورد الصور
الحية عما دار هناك كما وردته من
هنا وهناك في هذا العالم؟ إن
استحضار المسئولية، مع الصور
المقابلة لما نستنكره من
الآخرين، ونندد بهم على أساسه
ليس هو هدف هذا التنويه. وإنما
هي كلمات عابرة لا بد منها على
أجنحة الشهر الكريم الذي آثرتِ
أن تكتبي عليها متسائلة: أين هي
قصة الإسلام والمسلمين. ويبقى
الأصل الأهم الذي أعتبر كل ما
ورد من قبل فرعا عنه في الجواب
على أصل السؤال : أين؟ كنت
معجبا بتقريرك كمثقفة وأنتِ
تتحدثين عن التحول الكبير في
عالم المعلوماتية وتطالبين مثل
كل مثقف- خليّ – العربَ
والمسلمين بأن ينضموا إلى مسيرة
إحداث التغيير ليكون أسرع وأكثر
كفاءة.. أقتبس
من أجمل ما قلت ( ولكن هذا
التحول يمكن أن يكون أسرع وأكثر
كفاءة لو أن الجانب ( العربي
والمسلم )( القوسان من عندي ) دخل
هذا المجال، أي خوض الحرب
المعرفية بتخطيط وتصميم
واقتدار. فالحرب
الدائرة اليوم هي بين قوى القمع
والقتل والتعذيب والاستيطان
والصهيونية وحلفائها في الغرب
وبين أصحاب الضمائر الحرة في
الغرب نفسه الذين يحاولون إلقاء
أضواء على حقائق ما يجري من
جرائم باسمهم في فلسطين والعراق
وأفغانستان وغيرها من بلاد
الإسلام) وأعذب
القول قولك (وغيرها من بلاد
الإسلام.).
دائما أقرؤك تريدين من العرب
والمسلمين أن يفعلوا أن يتحركوا
أن يبادروا!! ولا أظنك تعتبرين
أبناء الشام خارج إطار العرب
والمسلمين!!. و في الشام، حيث أنت
مستشارة صاحب القرار، محجور على
أهل الشام أن يفكروا أن يقرؤوا،
أن يعلموا، أن يكتبوا، أن
يتحدثو؛ا فزنزانة القاضي
والمحامي ابن الثمانين دائما
فاغرة فاها بالانتظار. حتى هذا
الكلام الذي يؤيد ما تدعين
إليه، ويدفع في اتجاهه محجوب في
الشام. مضنون به على أهله. منذ
أوائل الستينات أُفرج عن خزائن
الكتب الممنوعة أو الموضوعة على
القائمة السوداء في مقر
الفاتيكان. وحيث تحكمين أو
تشيرين ما تزال قائمة هذه الكتب
تطول بعناوينها ومؤلفيها
وقرائها أيضا.. وانضم إلى قوائم
الكتب السود قوائم للمواقع
السود وللكتّاب السود مع
الاعتذار لكل السود في العالم
فنحن أبناء حضارة قامت على
قواعد من أسنان المشط في تأكيد
إخوة الإنسان للإنسان. تنادين
على العرب والمسلمين لماذا ؟!
ألتسجيل موقف ؟! ما لجرح بميت
إيلام ! تنادين للتباهي بجمال
الصوت؟! يحق لك ذلك فأنا واحد من
الذين يشهدون أنك من القلائل
الذين يملكون ناصية سحر البيان!!
تنادين نداء البعيد!! والناس من
حولك على أرض الشام طيور مقصوصة
الجناح. ذكرتني في رمضان بخيل
الشام: خيل صيام وخيل غير صائمة تحت
العجاجة وخيل تعلك اللجما تسألين
أين؟!! وأجيبك مأثورا عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم: قالوا
أين هم يا رسول الله؟ قال كما
روى البخاري عن معاوية سيد
الشام عن مالك بن يخامر عن معاذ
بن جبل: هم في الشام.. الصدق
ينادي : خلوا عن أهل الشام. قال
عنترة : العبد لا يعرف الكر إنما
يعرف الحلب والصر.!! والحرية
بآفاقها شرط لازم للإنجاز
والمبادرة والإبداع.. تسألين:
أين ؟ وأسألك وأين مبدعو الحرف
من أهل الشام؟! ولمصلحة مَن؟
أخرجوا من المضمار ؟ ومنذ
البداية قال الصادق الأمين
للعرب وللمسلمين إذا فسد
الشام فلا خير لكم وفي رواية فلا
خير فيكم . هذه
هي كلمة السر التي عنها يبحثون
أو عنها يراوغون.. للاطلاع على مقال د. بثينة شعبان في رمضان.. أين هي قصة الإسلام والمسلمين؟ ---------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
الأربعاء
25/8/2010 --------------------- الرؤية
المنشورة تعبر عن رأي كاتبها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |