ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
شامنا
عشر في عشر وفراته
لا يحمل الخبث زهير
سالم* والخير
في الشام طارف وتليد، تليد
ورثته عن عشرة آلاف عين دخلته
رأت رسول الله صلى الله عليه
وسلم. وما يزال أريجها فيه. وحين
نباشر الجد ونترك الهزل فإن
الخصوصية في الأزمنة والأمكنة
والأشخاص لا تُحتسب بما يكون من
أمرها ساعةً من نهار. وإنما
الخيرية خصوصية ربانية، ووسطية
في العقل والقلب والنفس،
واعتدال في المزاج؛ تجعل الوطن
عشرا في عشر فلا يغلب على طهره
خبث، ولا يتغير فراته بطعم أو
لون أو ريح. وإن
بعُدنا عن الشام لظلم طارئ، أو
استبداد عارض، أو فساد مضاف ؛
فإن هذا لا يعني أن نريق كلَّ ما
في كأس الشام الدهاق من خير وبر
وبركة ومعروف، فنجحد أو نغمط أو
نبطر.. والفضل حين يُذكر لأهله
أو في مكانه أو زمانه فإنه لا
تعود عائدته على متغلب تغلب ، أو
على مدع ادعى، كما يظن ذلك بعض
العدميين الذين يندفعون إلى نفي
الفضل أجمع لئلا يصيب رشاشه،
بزعمهم، من به ينددون أو منه
ينفرون. وعلى
الرغم من كل ما مر في الشام
وعليه فإن الوردة الدمشقية ما
تزال تعطر سحر جواء دمشق. وما
يزال أهل الشهباء يأتدمون الخبز
بالورد الجوري في صباحات الربيع.
وما تزال منارات الفجر تؤذن
الله أكبر على رجع الصبا أو
الحجاز.. وتمتد
مجالي الخير في الأرض المباركة
على جغرافية الشام من أقصى
الشمال من ديار ربيعة وبكر في
الجزيرة العليا إلى العريش
جنوبا على حدود مصر. و تبقى دمشق
قصبة الشام ، ومعقد بركتها
المسجد المبارك حوله أولى
القبلتين وثالث الحرمين، حيث
صلى نبينا إماما بالرسل ليكون
لنا الفضل ليس بما نرث فقط بل
بما نعمل ونقدم ونجهد ونجاهد
أيضا. ومن
مجالي الخير في أرض الشام أنها
أرض الملحمة والرباط، فما يزال
أهلها في جهاد، رغم أنها توسطت
ديار المسلمين، تاريخ يذكرك
بالصليبين وحطين، و بالتتار
وعين جالوت، وبونابرت وأسوار
عكا، وبألنبي وفلسطين وبغورو
وميسلون:و.. كم لنا من ميسلون نفضت
عن جناحيها غبار التعب وبفلسطين
اليوم وما يدور فيها وحولها،
وبأهل الشام كل الشام قابضين
على الجمر، أوفياء للحق، يعيشون
في قلب الفتنة ولا يزيغون، ووسط
اللهب لا يحترقون.. والخير
في الشام طريف فلا يزال أهلها
كلما أُغلق عليهم للخير بابٌ
فتحوا بما أوتوا من حكمة وفضل
وحسن تأت له أبوابا فظلوا فيها
يجيئون ويروحون ومنها إلى سدة
الصلاح والخير يعرجون..( لا
يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر
الله وهم ظاهرون ). وما
تزال عملية التقويم بين الناس
مرتبطة بعيني الرضا والسخط.
واحدة تعمى عن العيب وأخرى لا
تظهر لصاحبها إلا السوء. وكما
يتجاوز الناس في تقويم الأفراد
فيغلون أو يغرقون؛ فإنهم يعسر
عليهم، لأنه بطبيعته عسير،
تقويم المجتمعات ورصد السلبي
والإيجابي فيها، وإدراك حقيقة
الظاهر والمذخور من طاقاتها
وقدراتها.. وما
يزال الرأي العام العالمي
يطالعنا سبرا يجريه ساسة العالم
المقتدرون بخبرائهم ومناهجهم
وأدواتهم ثم يخرجون بنتيجة، من
حقك أن تقبلها كلها أو أن تفرضها
كلها، تقول إن المتربصين بالشام
في أمرهم فيها بين خيارين سيء
وأسوأ، وفي الخيار الأسوأ يكمن
سر المحنة التي نعيش. وفي
رأينا أنه لا يحتاج العامل
الجاد إلى أكثر من موطئ قدم
ليباشر عمله في مسيرة الحياة
اللاحبة، يعلّم كلمة من الخير،
ويوجه بفكرة من المعروف. ويبني
لبنة في جدار يتيم، ويميط أذى عن
طريق، يقطع من شجرة الشر غصنا،
يسد من خلل الفساد ثغرة. العامل
الجاد يرى سم الخياط ميدانا،
ويتنفس إن اقتضاه الأمر من منخر
واحد، ويستضيء بأقل من سراج؛
لأن النور الذي في قلبه وبصيرته
يعينه على اختراق سجف الظلام.
وعلى
مقعد الرفض يجلس العدميُّ يندد
بالعاملين، ويشهّر بهم، يسخر من
إنجازهم، يحتقر جهودهم، وإذا
قلت له هلاّ .. أجابك حتى يَفْرُغ
الطريق، ويُفرَش البساط
الأحمر، ويُزين بالزيتون
الأخضر .. حساب
ما في اليد والاستيثاق منه هو
شرط ضروري لتحديد نقطة البداية
للعاملين الجادين. وهدر ما في
الكأس، وترديد أناشيد الظلام
واليأس هو فعل الذين (يُخْرِبُونَ
بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ..).
ومقولة (هلك الناس) لا تصدر إلا
عن هالك لا يدري ما يقول، أو عن (قُدار)*
لا يقدر ما يصنع. حين
أقوّم جهد ثلاثين عاما مضت لا
أملك إلا أن أقول لكل من أعان
على الخير بشطر كلمة أو بشق تمرة
على أرض الشام: جزاكم الله خيراً.
وأعزي النفس بقول صاحب الألفية:
ورغبة في الخير خير... ـــــــــ *قُدار
هو أشقى ثمود الذي عقر الناقة. ---------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
الأحد
19/9/2010م --------------------- الرؤية
المنشورة تعبر عن رأي كاتبها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |