ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
أحمدي
نجاد في بيروت عابرا
فوق دمشق زهير سالم* اعتبرت زيارة الرئيس الإيراني
أحمدي نجاد إلى لبنان مثيرة
للجدل على أكثر من مستوى. لقد
ألقت خصوصية لبنان وخصوصية
الضيف، وخصوصية الظرف بظلالها
على الزيارة. فظهرت وكأنها دعم
لطرف في لبنان على حساب طرف. دعم
لطرف مدجج بالعدة والعتاد في
مواجهة طرف أعزل مستضعف؛ لا
يعرف أن يقول: حسبنا الله. كثيرون الذين توقفوا عند زيارة
أحمدي نجاد إلى لبنان استحضروا
موقف الرئيس عبد الناصر سنة 1958
حين امتنع عن اختراق الجسم
اللبناني لئلا تحتسب زيارته
لمصلحة فريق لبناني ضد فريق.
وقالوا كان الرئيس عبد الناصر
يعلم أنه لن يستطيع مهما حاول أن
يجرد زيارته، وهو الزعيم
القومي، من بعدها الطائفي، ولذا
فقد اكتفى بلقاء مع الرئيس فؤاد
شهاب في خيمة عند الحدود
السورية - اللبنانية.. استحضر آخرون زيارة الرئيس
الإيراني محمد خاتمي إلى لبنان،
وقارنوا بين شخصيتي الرئيسين،
وتذكروا أن الأول هو محمد خاتمي
الرئيس الإصلاحي، صاحب الدعوة
المفتوحة إلى حوار الحضارات،
والذي اعترف بخصوصية لبنان،
والذي اشتمل برنامج زيارته على
زيارة البطرك اللبناني، كما
ذكروا تجاوبه مع دعوة بابا
الفاتيكان حول حوار الحضارات،
ودعوته للسلام العالمي
والإقليمي كأساس للعلاقات. كما
تذكروا أن الدعوة قدمت لخاتمي
رسميا من ( إميل لحود ) بينما
توقفوا عند نقائض عديدة في
شخصية نجاد، وفي الظرف الذي تتم
زيارته فيه.. أصر البعض على نفي الصفة
الدولية عن زيارة أحمدي نجاد،
قالوا إنها ليست زيارة دولة،
وأكدوا أنها بمثابة زيارة راع
لرعيته!! فيجيبهم المعاندون
وماذا عن زيارة البابا يوحنا
للبنان، ولماذا يجوز للأول ما
لا يجوز للثاني، مع اعتبار
للفروق بين موقعي الشخصيتين...؟!
أحمدي نجاد وصي الولي الفقيه
على الشعب الإيراني يمد وصايته
إلى الامتداد البشري الحيوي في
لبنان.. يستحضر المتابعون لموضوع
الزيارة الوضع الداخلي المتأزم
بين الفرقاء على الساحة
اللبنانية. ومن يتابع لفظ (
الفتنة ) أو عبارة ( خوف الفتنة )
يجدها الأكثر دورانا على ألسنة
السياسيين والمحللين
اللبنانيين. السيد وليد جنبلاط
يعلنها بصراحة: إذا خيرنا بين
درأ الفتنة وبين العدالة،
فعلينا أن نختار درأ الفتنة،
ونضحي بالعدالة. وعلى سعد أن
ينسى رفيقا كما نسي وليد كمالا،
ولا ينسى دائما أن يؤكد أن هذه
هي إرادة الأمريكيين. وقد سبق الرئيس نجاد ليخفف من
هواجس الرأي العام ( داخل لبنان
وخارجه ) إلى التواصل مع
العاهلين العربيين السعودي
والأردني على سبيل التطمين قبل
وصوله إلى لبنان. كان يحاول أن
يقول: الزيارة ليست ضد أحد، وأنه
لا يسعى إلى زعزعة الاستقرار في
لبنان، ولا يستهدف سعد الحريري
ولا فريقه، ولكن هذا الاتصال لم
يكن ليلغي تلك الهواجس ولاسيما
لمن أحس بالبرود الجماهيري في
الضاحية الجنوبية حين ألقى نجاد
التحية على اسم سعد الحريري. لا
بد أن يشعرك ذلك البرود
بالقشعريرة نتيجة الانتقال من
الموجة الحارة التي هبت بعد ذكر
السيد نبيه بري!! الرسائل
التي تحملها زيارة نجاد إلى
لبنان متعددة الأبعاد
والاتجاهات، لعل منها رسالة
نجاد إلى الولايات المتحدة أن
حزب الله اللبناني هو رعاية
وخصوصية إيرانية بالدرجة
الأولى. وأن التفكير في إدخال
الضيم على هذا الحزب عن أي طريق
آخر هو مجرد سراب .. أحمدي نجاد في بيروت، ووصل
إليها بعد اتصالين مع ملكين
عربيين ربما ليؤكد أن إيران لم
تعد مضطرة إلى عرّاب لعلاقاتها
مع العالم العربي، ولا إلى جسر
عبور تمر من خلاله إلى لبنان،
فوجودها في لبنان واقع حي،
وطريقها إليه متعدد الأبواب.. منذ أيام كان الرئيس الأسد في
طهران، فهل نجح في تهدئة خواطر
الإيرانيين؟ وهل كثرة الزيارات
دليل على استقرار العلاقات، ألا
يمكن أن تكون دليلا على قلقها
أيضا..؟ يستطيع الدبلوماسيون أن
يغلفوا مواقفهم بالعديد من
الابتسامات. ولكن زيارة نجاد
إلى لبنان تحمل رسائل كثيرة،
والعديد منها يخص الذين ما
زالوا يتحدثون عن خيارهم
الاستراتيجي للسلام. عندما وصل
نجاد إلى بيروت كان المالكي
مضطرا لزيارة دمشق بتعليمات من
نجاد ربما. المعادلة أكثر
تعقيدا، واستقبال دمشق للمالكي
ولعلاوي معا يذكرك بحصان امرئ
القيس: مقبل مدبر معا... ستبقى إيران جزء من الجغرافيا
ومن التاريخ أيضا، من حقنا أن
نغضب من إيران، وعليها أيضا،
ولكن من واجبنا أن نجد الطريقة
الأفضل للتعامل معها.. ---------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
الخميس
14/10/2010م --------------------- الرؤية
المنشورة تعبر عن رأي كاتبها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |