ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك

ابحث في الموقع الرئيسة English المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 17/10/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 

 رؤيـــــة

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

حديث الكبسولة التشيلية

زهير سالم*

 

تسمرت أعين الملايين من البشر، أمام شاشات الفضاء، تتابع أخبار الثلة من ( عمال المناجم ) المستضعفين في الأرض، الذين حوصروا حيث يعملون. تعاطفتْ معهم ومع أسرهم القلوب، تمتمت حناجر المؤمنين بالدعاء إلى الله بلغات شتى، تسأل لهم السلامة من الكرب الذي هم فيه.

 

كانت الكبسولة التي تم إعدادها لاستنقاذ هذه المجموعة من البشر نافذة أمل، توقف أمامها الكثيرون، يشرفون على المشهد، ويلتقطون الجزئيات، يتابعون وجيب القلوب، ونظرات الأمل، ويقرؤون في الوقت نفسه تناذرات ضعف الإنسان، ويقفون عند مفاصل قوته. لقد تحدث المشهد بحشده وثغرته وكبسولته بالكثير..

 

كان مقعد رئيس الدولة التشيلية على فوهة النفق ينتظر ثلاثة وثلاثين عاملا من مواطنيه حديثا متعدد الأبعاد....؛ من التقط صورةَ وجهِ ذلك الرئيس يختلط فيها العزم بالشفقة، والتصميم بالحزن؟! كان مقعده على فم الثغرة ينتظر أولئك البسطاء من مواطنيه درسا يذكرك بعمر وحكاية الدابة تعثر على شط الفرات !! هل تذكرت؟!

 

تخلط صورة الرئيس التشيلي تلك في عقلك الباطن حكايةَ العمال المحاصرين في منجمهم بحكايات المحاصرين في عالمنا في مطامير حكام لا يقلقون على مواطنيهم ولا يحزنون. وتختلط صور عمال المناجم المحاصرين في نفقهم بصور عشرات الألوف من أبناء وطنك تغلق المطامير أفواهها عليهم، يتوزعون على شرائح بشرية تمتد بين طل الملوحي الصبية في الثامنة عشرة وهيثم المالح الشيخ في الثمانين، ويجلس عليها قعيدٌ همه الأول أن يستديم حبسهم، وأن يزيد من عذابهم وعذاب أهليهم الذين يتقلبون على الجمر قلقا عليهم.

 

تتساءل أي خيط سري يربط بين الحالة والحالة، بين وجه رئيس دولة تشيلي على فوّهة المنجم وبين مثيله القعيد على أفواه المطامير في عالمنا حيث يسجن بإرادة مريد ، عشرات الألوف من المواطنين. وستلمح إلى جانب القعيد ذاك رقيبا آخر على أفواه المواطنين، ووثالثا على نوافذ الوطن نحو العالم؛ يعيد اغتيال الداخلين والخارجين.. ثلاثة وثلاثون مواطنا تستنفر دولة برئيسها وحكومتها ومهندسيها وشعبها؛ وفي المقابل تهون عشرات الآلاف من البشر على من تجب عليه رعايتهم، ورحم الله زمانا قالت فيه أعرابية لعمر : يتولى أمرنا ثم يغفل عنا..!!

 

تحكي عليك الكبسولة، التي صُنعت بإرادة إنسانية، لإنقاذ أرواح إنسانية، حكايةَ العزيمةَ المنجزة التي تقرر فتصمم فتنفذ؛ وتؤكد لك أن الإرادة لا تنقص شعبا تُفتح أمامه الآفاق. درس تحتاجه أمتنا التي لم تهنأ منذ عقود طويلة بإنجاز ، أي إنجاز..!!

 

تحدثك الكبسولة التي ظلت صاعدة هابطة تنقل الغارقين في الضيق والظلمة والخفض عن حاجة أمتنا إلى مثلها، لتخرجها مما هي فيه من ضيق وظلمة وخفض. فتقول: ليت..، وهل تنفع شيئا ليتُ ، ليت أصحاب هذه الكبسولة صنعوا لنا مثلها!! ليتهم أعاروا مهندسي حياتنا بعضا من عزيمتهم وتصميهم وإنجازهم علنا ننهض ونرتقي، فإن أبينا انتُشلنا إلى يفاع النور والعلم والحب، وإلى ساحة الفعل المنجز والعطاء غير الممنون..

----------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

الأحد 17/10/2010م

---------------------

الرؤية المنشورة تعبر عن رأي كاتبها


 

 

تعليقات القراء

   

يا أستاذ أبا الطيب ما أطيبك هل نسيت كبسولة البعث الطائفية فهي تعمل بجد منذ أكثر من ثلث قرن بأمر القعيد . لكن الفرق بين كبسولة البعث الطائفية والكبسولة التشيلية بسيط.فالأولى تسير عكس الثانية حيث تنقل الكبسولة الشرفاء إلى التهلكة أما الثانية فتنقل من هم مظنة التهلكة إلى عالم الحياه. ألست معي أن الفرق بسيط للغاية؟؟؟؟

ابن الناعورة

================

شكرا أبا الطيب وألف شكر

سداد

=================

كم من كبسولة نحتاجها معاشر العرب؟؟ هل نحتاج وفقا لأعداد الزعماء العرب؟؟؟؟ أم وفقا لأعداد شعوبنا العربية المقهورية؟؟؟؟؟

د محمد دامس كيلاني

=================

الأستاذ زهير/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

في بعض الأحيان حين يثير إعجابك عمل ما(كبيرًا كان أم صغيرًا ) أراك تنتقل إلى المقارنة؛ وانتقالك هذا يكون غريبا أحيانًا...فمعلوم أنه عند المقارنة بين شيئين يلزم وجود وجه للمقارنة أيا كان هذا الوجه.. فلا تستطيع أن تقول: إن هذه الصخرة أذكى من ذاك الثعلب، ولا حتى العكس.. فليس من جبِلة الصخرة أن تكون ذكية، ولا تستطيع أن تطالبها بذلك،  ومن العبث مطالبتهابأن تكون ذكية وهذه ملحوظة جدًا هامة... إلا إذا حصلت معجزة خاصة بتلك الصخرة وأودع الله فيها صفة الذكاء... وهذا ممكن بالنسبة لله فيما لو أراد.. ولكن لله سنناً لا تتغير ولا تتبدل...ففاقد الشيء لا يُطلب منه أن يعطيه، ولا حتى يُنتظر منه ذلك... وتوجد كثير من الأمثلة العامية في مجتمعاتنا العربية توضح هذه الفكرة... فمن ( إيش جاب لجاب) إلى (يا طالب الدبس من ... النمس) إلى إلى قول أحدهم"

إنـي لأعجبُ منكمُ يا إِخْوتـي    تَرْجون شهْدًا من نبات العلْقَم

هذا لعَمْري في القياس محـرم    هيّا اسـألوا ذا خبـرة وتفهّم

مَن لمْ يكُن في طَبْعِهِ حبُّ العُلا    سيظلُّ دَوْمًا في جُحُورِ الأِرْقَم

حتى ولـو أصحابـه قد زوقو    ه،فإنّـهُ في ذلّـةِ الْمُسْتسْـلِم

فلا يُرجى شيء ممن ليس هو أصلاً يمتلك هذا الشيء، وإني أذكر قصة كنا قد قرأناها في الصف الرابع الابتدائي تقول أن صيادًا اصطاد قُبّرة، فقالت له: ما تصنع بي ؟ قال لها: أذبحكِ وآكلُك.. فقالت له: ما رأيك في أن أعلمك ثلاث خصال هي خير لك من أكلي؟ فقال: ما هذه الخصال؟ قالت أما الأولى فأعلمك إياها وأنا في يدك، وأما الثانية أعلمكها حين أصبح على الشجرة وأما الثالثة أعلمكها وأنا على قمة الجبل.. فقال : رضيت، هات الأولى، فقالت له:لا تُصدّق ما لا يُمكن أن يكون أن يكون. فأطلقها وحين صارت على الشجرة قالت له: لا تأسف على ما فات ثم طارت إلى الجبل وقالت: يا مسكيين لو أنك ذبحتني لوجدت في حوصلتي درتين وزن كل واحدة ثلاثون مثقالاً.. فعض على شفتيه أسفًا وندمًا على إطلاقها، وقال: هات الثالثة، فقالت: لقد نسيت الاثنتين فما تصنع بالثالثة.. فأنا ولحمي وعطمي وريشي لا نزن عشرين مثقالاً فكيف صدقت أن في حوصلتي درتين وزن كل واحدة منهما ثلاثون مثقالاً؟ ولم تعمل بنصيحتي الثانية فقد أسفت وندمت.. ثم طارت... والسلام عليكم

مع تحيات محمد درسة

رد من زهير سالم : جزاك الله خيرا، قال سعيد بن زيد لزوجه فاطمة بنت الخطاب وقد حدثته أنها رأت لينا في موقف عمر..

أطمعت فيه، والله لا يؤمن حتى يؤمن حمار الخطاب؟! ولكنه آمن وكان عمر..

وفي سياق آخر سألوا لم تعظون قوما.. فقالوا: معذرة إلى ربكم

وهذا منهج وذاك منهج وكل يعمل على شاكلته

==================

شكرا لك يا ابا الطيب وشكرا ايضا للكبسولة  ولا شكر ولاسلام لمن يقتل شعبه بكل ادوات القتل ولا شكر لمن يشرد احفادا ليس لهم ذنب ويقول لي ولدي ياليتني كنت تشيليا من الهنود الحمر فهم اكثر شفقة ورحمة وا كبسولاتاه وا كبسولاتاها

أبو السعيد

 


 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ