ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
التكفير
والتخوين عبد
المجيد السعدون أنموذجا زهير
سالم* إذا
كانت وثائق الويكيليكس لم تفجأ
أحدا على الساحة العراقية ولا
على الجغرافيا الإسلامية
والعربية، فمن باب أولى ألا
يكون شريط مقطع الفيديو الذي
عُرض عن رئيس الجامعة السورية
الدولية قد أثار دهشة أو عجب أي
من المتابعين.
الدقائق القصيرة لرئيس
جامعة تحت أقدام المؤدبين ( بكسر
الباء ) هو حالة فردية من ملايين
الحالات تقتاتها شعوبنا خبزا
يوميا، ولا تحتاج إلى تصوير
وتوثيق.. تؤكد
هذه الحالة في سياقها العام
نظرية المؤامرة العالمية على
شعوب هذه الأمة، مؤامرة التفويض
بقطع الرأس مرفوع ، وإسكات
الصوت المسموع، و في طيات هذا
التفويض يتم تدليس الكثير من
قضايا تصفية الحسابات على نحو
ما نظن في قضية السيد السعدون.
في يوم مضى بينما كانت تعرض في
مجلس لاتحاد الأوربي قضية
اعتقال الناشط السوري ( أنور
البني ) علق ممثل إحدى الدول
المتحضرة: لا بأس إنه من
الأصوليين الإسلاميين!! ولمن لا
يعلم فأنور البني مواطن سوري
مسيحي. إنسانيا
ليس لنا إلا أن ننضم إلى الذين
نظروا نُكْرا لما تعرض له
السعدون، وأن نطالب له بمحاكمة
عادلة أمام قضاء نزيه.. وكانت
قضية السعدون قد فرضت نفسها على
البريد الالكتروني من خلال مقطع
فيديو، رجل تدوسه الأقدام
وتنهال عليه الشتائم واللعنات
والتهديدات. و بالاطلاع على بعض
أطراف القضية سيهولك كما هالني
حجم الاتهامات الجنائية التي
قفزت فجأة إلى السطح في حق شخص
كان منذ وقت قريب رئيسَ جامعة
محترماً، ومستثمراً معتبراً، وشريكاً
اقتصادياً وثقافياً، وصاحب دور يدور
على الملايين من الليرات أو
الدولارات..!! لا
أريد التعليق على الألفاظ
والشتائم التي صدرت عن مجموعة
المؤدِبِِِِين المؤدَبين (الأولى
بكسر الباء والثانية بفتحها).
لأن ما يصدر عن أمثال هؤلاء في
مثل هذه المواطن لا يكون عادة
قابلا للقياس، ولا خاضعا
للقانون، فهؤلاء إنما كانوا
أصلا ليسيروا على القانون.. ولكن
حجم التهم التي وجهت قضائيا
للشخص المعني كانت هي موضع
النظر فيما يفيد. تذكرت فورا،
وأنا أتابع لائحة الاتهامات،
ليلةَ القبض على الأستاذ خدام،
عفوا أقصد ليلة التداعي للنيل
من الأستاذ خدام نائب رئيس
الجمهورية، وحجم الاتهامات
التي وجهت إليه!!
فجأة تحول شخص ما إلى شيطان
يحمل كل كوابيس الماضي والحاضر
على كتفيه، وما أكثر الشهود
الذين يتبرعون بأداء الأمانات..!! وتتذكر
أيضا تهمة العمالة (لكامب ديفيد)
التي ألصقت يوما بفريق من
المواطنين السوريين أصابهم
البغي لاعتراضهم المبدئي على
كامب ديفيد وما اشتُق منها،
وانسل عنها.. وهكذا
كان في لائحة اتهام السيد
السعدون: جناية تقديم رشاوى –
وجناية سرقة المال العام –
وجناية غش الدولة أثناء التعامل
معها – وجناية التزوير
والتعامل به – وتهريب الأموال
خارج القطر – والنيل من مكانة
الدولة – وجنحة الصلات غير
المشروعة – وانتهت هذه التهمة
تصاعديا في توضيح صدر عن جهة
رسمية تبريرية بإقامة علاقات مع
إسرائيل..!! وأعود
فأذكرك بالطفلة طل الملوحي
عندما اتُهمت بالتخابر لحساب
السفارة الأمريكية في القاهرة،
مما أدى إلى محاولة اغتيال ضابط
سوري في مصر!! بالطبع كان شاهد
النفي في تلك القضية قريبا فجاء
الجواب من مصر أنه لم تكن هناك
أي محاولة اغتيال على الأرض
المصرية، ولم يصب أي ضابط من
السفارة السورية.. وإنها
لإساءة لقضايا الأمة ما بعدها
إساءة أن تصبح راية الأمة
الكبرى دريئة يختبئ وراءها
الصغار. وأن يصبح الخلاف على
مباراة كرة يستدعي مصطلحات
التكفير والتخوين واتهامات
العمالة لأمريكا أو لإسرائيل. يعمل
مشروع التنوير العام في هذه
الأمة على استبعاد لغة التكفير
والتخوين من معجم المحتقنين
المظلومين. ونقول لهؤلاء دائما
إن لغة التكفير والتخوين هي لغة
الضعفاء والعاجزين الذين لا
يجدون سبيلا إلى الحوار المبين.
فماذا يسعنا أن نقول للمؤدِبين
المؤدَبين. ---------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
الاثنين
1/11/2010م --------------------- الرؤية
المنشورة تعبر عن رأي كاتبها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |