ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك

ابحث في الموقع الرئيسة English المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 20/11/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 

 رؤيـــــة

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

الهم الوطني

ومبادرة التيار الإسلامي الديمقراطي

زهير سالم*

 

بالأمس كانت الخارجية المصرية تحتج، بحق، على التدخل الأمريكي في الشأن المصري الداخلي. وذلك لاستقبال الساسة الأمريكيين مجموعة من أصحاب المطالب المصريين..!!

 

لا يوجد مواطن حر شريف يتملكه الإحساس بسيادة وطنه يمكن أن يفكر أن ينشر غسيله الخاص على حبال الآخرين. والوفاء لوصف (مواطن حر شريف) يجب أن يكون متبادلا بين كل الشركاء في الوطن الواحد. حتى على المستوى القومي ، لا يسهل على المرء أن يجلس إلى أبناء عمومته ليحدثهم، لولا الظلم البالغ، عما يقع عليه من تجاوز وعدوان، ولا أن يبسط يده ليسأل وساطة من هنا ومساعدة من هناك. تقول العامة عندنا السؤال ذل ولو في ( دلني على الطريق ). ولا تكاد تخلو أسرة مهما تكن طبيعة تركيبها من مشكلات اجتماعية واقتصادية، والأسرة الناجحة هي التي تكون قادرة على احتواء مشكلاتها..

 

وحين يعلو صراخ الزوجة أو الولد أو البنت ليصل إلى الجيران أو الأهل أو الأصدقاء أو الأقرباء والبعداء فإن هذا يؤشر بشكل ما على خلل في الإدارة أو في الواقع. هناك طرف ما في المعادلة الوطنية يرى أنه لا مشكلة..!!، أو أنه ليس هناك أحد جدير بأن يُستمع له..!! وأن على الجميع بحق شرف المواطنة أن يتلقى ما ينزل به بصمت..!!

 

أكتب هذا الكلام في ظلال عيد الأضحى المبارك، وأكتبه في ذكرى مرور أربعين عاما على التصحيح، وأكتبه في سياق مبادرة كريمة تقدم بها التيار الديمقراطي الإسلامي بين يدي العيد؛ لا أذكر أنني خلال الأربعين عاما من تاريخ سورية الحديث شهدتُ دعوة رسمية لحوار وطني، يطرح فيها الممسكُ بالسلطة مبادرة لتبادل الأفكار، أو ربما مجرد جلسة للاستماع. حين يطرح الإنسان الحوار فإنه يحاور مخالفيه الحقيقيين بكل طبقاتهم وانتماءاتهم وتوجهاتهم. الحوار مع الذات أو مع رجع الصدى ليس حوارا، والحوار مع المؤمّنين على قول الأول هو نوع من الهروب من الاستحقاق..

 

وفي وطننا سورية همٌ وطني، ومحتقِنون كثر، منهم رجال رأي وفكر، ومنهم أصحاب هموم ومظالم وأحزان. وفي سورية أصحاب مشروع أو مشروعات مخالفة، فهل يمكن اكتشاف تقاطعات مفيدة بينها، هل يفكر أحد في تجسير فجوة، أو ردمها؟! وفي سورية أيضا أصحاب اعتراضات كثيرة هل يمكن تَفَهمُ هذه الاعتراضات أو الإجابة عليها؟! وفي سورية ثالثاً مظالمُ تسد الأفق على المظلومين، مظالم يمكن معالجة بعضها بمسحة يد، ما الذي يمنع من هذا؟! إسلاميون وعلمانيون عرب وكرد جماهير غفيرة يشكون وهم يستحقون أن تُسمع شكواهم وأن تُعالج أسبابها..

 

ما يفعله التجاهل والإصرار عليه، وما يولده الكبت والقهر ليس في مصلحة سورية الوطن والإنسان، ولا سورية الحاضر والمستقبل. وقديما قالت العرب:

لا تحقرنّ صغيرا في مخاصمة     إنّ البعوضة تدمي مقلةَ الأسد

والمخاصمون في سورية ليسوا صغارا ولا هم قليلين، وإن تم استضعافهم حتى حين؛ فهم أقوياء بقوة الحق وقوة الغد، وكل العقلاء في هذا الوطن يتمنون أن تتحول هذه القوة إلى قوة بناء وعطاء، ولن يكون ذلك إلا على قاعدة التعاون على البر والتقوى، وليس على الإثم والعدوان..

 

ولعل المبادرة التي تقدم بها التيار الديمقراطي الإسلامي تصب في هذا الإطار. وهذه المبادرة مع جرأتها وسابقتها تستحق التحية والتقدير والتوسيع، لتكون مبادرة لبساط للحوار الوطني، بساط سوري، وبمبادرة سورية، وفي فضاء سوري، يلتقي عليه كل السوريين بلا استثناء؛ مرة أخرى نقول: إسلاميون وعلمانيون وعرب وكرد، ليقول كلٌ ما عنده، وليُطوى ما يمكن طيّه من صفحات الآلام..

 

وسيجد القائمون على التيار الديمقراطي الإسلامي وكل الدعاة إلى الخير من الإخوان المسلمين يد ممدودة بالحق والصدق إلى الحق والصدق. (لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ..)

 

وكل عام وسورية ورجالها ونساؤها وأبناؤها وبناتها بألف خير وطنا عزيزا قادرا على حل مشكلاته، ومداواة جراحه، وصنع حاضره والتأسيس لمستقبله.

----------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

السبت 20/11/2010م

---------------------

الرؤية المنشورة تعبر عن رأي كاتبها


 

 

 

تعليقات القراء

   

 

هذا والله مانتمناه أن نعيش في وطن يسوده الأمن والإستقرار في ظل مصالحة وطنية ينعم فيها الجميع بالخير ويبذل كل منا كل غال في سبيل خير الوطن وتقدمه يعطي كل ما عنده من امكانات ليعم الوئام والأمن في بلدنا الحبيبة سوريا الشام التي بارك الله سبحانه أرضها وأهلها وفق الله كل من يسعى لذلك ونبارك هذه الخطوة الرائدة وفقكم الله

ام

=================

والله ياأخ ابو الطيب

أسمعت لوناديت حيا

ابو كرمو

=================

المقالة رائعة حبذا لو وجدت صدى مناسبا ليعيش الشعب بامان وحرية

عبد العويو

================

الاستاذ ابو الطيب

كل عام وانت بخير

وجزاك الله  الخير وانت تبصرنا وتوصلنا إلى الحقيقة وانت تلتصق بمبدئيتك ،وتمضي دائما باتجاه الهدف الأول والمقصد الأساس من أي موقع كنت وتكون

مهند  

================

اشكرك على هذا الطرح الوطني الحقيقي ((لقد اسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة  لمن تنادي    ولو ان نارا نفخت بها اضاءت  ولكن انت تنفخ في رماد

ولاتجني من الشوك العنب

وطرحك جداً رائع وجزاك الله خيراً

عماد  الدين

=================

ليس من قبيل التيئيس لكن لا اعتقد ان هذا النظام ولانه امتداد لسابقه مستعد لفتح اي حوار الا في حالة واحدة ان يضع هو مفردات الحوار وسياقاته ونتائجه بما يضمن بقاءه واستمراره وهيمنته وتهميش باقي فصائل واطياف المجتمع السوري

المشكلة ليست في المبادرة ومن أين تأتي فقد طرح الاخوان اكثر من مرة وطالبوا بفتح حوارات وطنية تدعو لها السلطة وتكون في بلدنا وقام بمبادرات من التهدئة والصبر لتساعد النظام من اجل القيام بخطوات تجاه اطياف المعارضة لكن لاحياة لمن تنادي

احمد حسان الحيدري

================

 


 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ