ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
إذا
كنت جاداً ... فالعبء ثقيل زهير
سالم* هذا عود على بدء، وهو تجسيد
لحالة يمكن تعميمها على أكثر من
مستوى. عندما يستطيع الطفل
الصغير إمساك الملعقة يضرب بها
بعنف على الطاولة، وقبل أن
تستوي مخارج الحروف في فمه يصرخ
بك في عصبية ( وحدي...)، يعني أنه
يريد أن يأكل مستقلا بنفسه. بعد
سنة أخرى يكرر الموقف نفسه وهو
يحاول أن يلبس سرواله، إنه يحس
بذاته اليوم، ويريد أن يلبس (وحده)..!!
إلى كل الكبار بعقول الأطفال أو
نفسياتهم نقول: إن مشروع الحياة
الجماعي أكبر من إيصال ملعقة
نصف فارغة أو ربع مملوءة إلى
الفم، وأن الخطأ في شعابها أشد
كارثية من حشر الرجلين في ساق
واحدة للسروال ثم البكاء بعد
سقوط.. وحين عرضتُ بالأمس دعوة للحوار
الوطني قلت إنني منذ أربعين
عاما لم أسمع بسابقة لها؛
وأردت أن أقول: إن إرادة الفعل
الرشيد مقترنة عند الجادين في
مشروع الجذب لا النبذ، في الحرص
على من يعين، ولا أحد قل أن
يعين، لا في الرغبة في الانفراد.
كثيرا ما يصدمني المعنى اللغوي
مفهوم ( الاستقلال )، وأحب دائما
أن أصادره في إطار وطني بمفهوم (الاستكثار)..
حين يكون الحديث عن ( مشروع
تحرير ) أو (مشروع نهوض) في حجم
المشروع الذي تحتاجه أوطاننا؛
لا يمكن لإنسان جاد أن يصمم على (الاستقلال
بالعبء) الذي ينوء بالأمم
والشعوب. إن الإصرار على (الاستقلال)
بأي عبء عام هو وليد حالة طفولية
تسابق مبكرا
إلى إثبات الذات، أو وليد جهل
طاغ بحقيقة العبء ينبي عن كثير
من الغرور، أو هو ثالثا محاولة
من محاولات الإعاقة والتعطيل
والتبديد.. برميثيوس الذي يرتقي بالصخرة
إلى أعلى الجبل، أو شمشمون
الجبار الذي يدمر المعبد
والقصر، أو الحزب الواحد الذي
يقود، أو القائد الفذ الذي ينجز
كل شيء، هذه المعطيات، مع
غربتها عن ثقافتنا وحضارتنا،
وكذلك عن تطور الفكر الإنساني
السياسي، تنتظم جميعها في سياق
الخرافات والأساطير. مصداقية صاحب أي مشروع عام رهن
بحرصه على الجذب ورفضه للنبذ.
وفي دأبه على اكتشاف المشتركات،
وتوظيف الطاقات والاستفادة من
القدرات. وكلمة اذهبوا فأنتم
الطلقاء لم تكن قيمة جلال وجمال
فقط ؛ بل هي أمدت الإسلام بقادة
عظام كان منهم مهدور الدم عكرمة
بن أبي جهل أحد صناع نصر اليرموك. قريبا من نصف قرن والجولان عالق
تحت نير الاحتلال!! إذا صدقت
الإرادة في التحرير فكم من (
سلمان ) في الشعب السوري يمكن أن
يشير بفكرة (خندق تحرير ) جديد؟!
اليأس من الناس دليل كبر،
والاعتقاد أنه ليس بالإمكان
أبدع مما كان
دليل غرور؟ إن المشروع الذي يعجز عنه
العشرة سيكون الخمسة بلا شك عنه
أعجز. ولا أحد فوق أن يستعين. كان
عمر بن الخطاب رضي الله عنه
يستوقف الأطفال في أزقة المدينة
يستشيرهم؛ يقول أراهم أحدُّ
عقولا.. مشروع الكل لا يقدر عليه البعض،
وفي عشرين سنة حول الرسول
الكريم رعاء الشاة إلى خير أمة
أخرجت للناس، خرّج جيلا من
القادة حملة المشروع، مرة أخرى
أذكر أننا في الذكرى الأربعين
للتصحيح واسأل عن الحصاد؟! ---------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
الأربعاء
24/11/2010م --------------------- الرؤية
المنشورة تعبر عن رأي كاتبها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |