ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك

ابحث في الموقع الرئيسة English المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 16/12/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 

 رؤيـــــة

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

المستشرفون

صناع المستقبل

زهير سالم*

 

يُطرح الاستشراف منذ أكثر من عقد كعلم له قواعده ومناهجه وميادينه، وله مدارسه ورواده أيضا. يؤكد هؤلاء الرواد أن الاستشراف الذي يتحدثون عنه مفارق كليا للشعوذة والكهانة والتنجيم، ومفارق كذلك للفراسة والحدس كبعض طرائق معترف بها للمعرفة. وهو مفارق في الوقت نفسه للتجارب الروحية الإشراقية والمعجزات الربانية والمبشرات والكرامات الدينية. إنه علم يرسم ملامح المستقبل من معطيات الحاضر، ويحاول من ثم التدخل في التأثير فيه بقطع الطريق على المولدات أو المدخلات السلبية، وتمكين كل ما يعزز المخرجات الإيجابية كما ونوعا، هذا من وجهة نظر المتدخلين بكل تأكيد..

 

يمعن السائق في أفق الطريق ليتجنب المفاجآت. يطلب إلينا قائد الطائرة أن نشد الأحزمة لأن الخارطة الجوية أمامه تحذره بأنه يستقبل عددا من المطبات الهوائية. يتحرى التاجر سلفا معطيات السوق ليجنب نفسه خسارة أو ليحقق المزيد من الربح. نتدثر بمعطف إضافي أو نحمل المظلة بنظرة إلى الأفق، وإن لم نتابع الراصد الجوي..

 

بعد أن توجه هرقل ملك الروم في دمشق، إلى أبي سفيان ببضعة أسئلة عن محمد ( صلى الله وسلم عليه ) وأصحابه؛ قال عن النبي: ليملكنّ موضع قدمي.

 

على الصعيد الفردي كما على الصعيد الجماعي هناك قوانين للتاريخ حاكمة، هناك مدخلات الحاضر التي تصنع المستقبل وهذه المدخلات هي التي يُعنى بها علم الاستشراف وهي التي تشكل موضوعه وتشغل رواده.

 

الاستشراف كما قلنا ليس كهانة، ولا هو محاولة على طريقة ( البصارة ) لإشباع فضول الإنسان في استعجاله لإبعاد القلق على مستقبله. إنه لا يبحث عجلا عن مواصفات الحبيب المقبل، ولا عن نتيجة مباراة كرة قدم كما كان يفعل الأخطبوط ( بول ). بل هو مهارة تقوم على القدرة على التقاط رؤوس الخيوط من بداياتها في الحاضر والسير بها ومعها  إلى نهاياتها في المستقبل.

 

هو عملية استقراء علمي يعتمد سنن التاريخ وقوانينه من ناحية، ويتابع مدخلات الفعل الإنساني في العلاقة بين الكينونة والصيرورة من ناحية أخرى. وهو بالتالي محاولة للسيطرة على عرائس المسرح في المشهد القادم بإحكام السيطرة على الخيوط الفاعلة.

 

يشكل هذا العلم مدخلا صالحا لقراءة المستقبل في الواقع ، وكل آت قريب ، فيشكل بذلك دعوة مفتوحة لإعادة فرز القوى على أسس علمية محضة، وليس على أسس عاطفية فقط.

 

لم يكن لنا يد في صنع الأمس الذي مضى، وهاهم يحولون بكل ثقلهم بيننا وبين صنع اليوم الذي نعيش، ولن يعجزنا عن صنع غدنا الأجمل إلا عجز أو كسل...

 

يوم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحفر حول مدينته خندقا تحصنا من خوف، ويشد وأصحابه على بطونهم حجرا من الجوع؛ فتت الصخرة الكأداء بضربة معول وقال: الله أكبر.. إنني أرى كنوز كسرى وقيصر..

 

فهل فينا من يرى ما رأى في وجوه المحرومين والمضطهدين والمعتقلين والمشردين..؟! إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا.

 

 اكذبوا أنفسكم، عطلوا عقولكم، أغمضوا أعينكم، زيدوا جرعات الماراغونا السلطوية ما شئتم فكل ما تزرعونه تحصدونه..

قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى

----------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

الخميس 16/12/2010م

---------------------

الرؤية المنشورة تعبر عن رأي كاتبها


 

 

 

تعليقات القراء

   

 

هكذا دائما المؤمن ينشر الأمل ولا يستسلم

جزاك الله خيرا على إشراقاتك واستشرافك

أبو رامز

===================

حسن وحسن جدا ذاك التفاؤل وذلك الاستشراف ولكنه ينقلب إلى تشاؤم واستخذال إن لم نحسن الموقف ونتقن التصرف وندرك اللفظة وما أتي العاملون إلا من قبل ألسنتهم وقصور عملهم فهلا عقلنا ذلك نحن الذين ملأنا الدنيا صراخا حتى قيل فينا:العرب قوة صوتية هائلة فإلى متى أيها الغيورون؟

مؤمن


 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ