ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
هل
يكون الاستفتاء على جنوب
السودان مثل
الاستفتاءات العربية ؟! زهير
سالم* لا ينال مشروع تقسيم السودان
الاهتمام العربي الذي يستحق.
ولا يقدّر أحد في المنطقة
العربية الخطر حق قدره. انتقال
الشرارة من جنوب السودان بسرعة
البرق إلى شمال العراق لم تساعد
الزيهامر العربي على الربط بين
التداعيات. حتى على الصعيد السوداني يبدو
أن القوم هناك حائرون بائرون
مستسلمون للقدر الأمريكي. في
حساب الموازنات والمصالح
والمفاسد يترجح أن مغادرة
المركب ولو إلى مقعد بين يدي
مدعي عام المحكمة الدولية (
أوكامبو ) أقل سوء من أن يرتبط
اسم الفرد أو الحزب بواقعة مثل
سقوط بغداد. أو استنساخ مستعصم
جديد يقنعه مقعد في الخرطوم عن
سائر السودان. العذر المحل تحت عنوان ( القضية
أو المؤامرة أكبر منا ) معاذير
ضعفاء. يوم ذي قار خطب العربي
قومه قائلا: ما للمنايا من بد.
وحين يتأمل المرء سيناريو
التنازل عن الأرض، عجزا عن تحمل
عبئها، يعجب أين طاشت العقول
يوم كان أصحابها يبتسمون
ويصافحون ويلتقطون الصور
التذكارية ثم يوقعون. أي ثقة
بلهاء كانت بشركاء السوء هؤلاء
أوصلت السودان إلى ما هو فيه؟
وهل المراهنة على مصير الأرض
والإنسان هي ببساطة مغامرة
فردية وكأن الإنسان يغامر بشأنه
الخاص..!! أين كان العقل السوداني
الجمعي؟ أين كانت الشورى
الإسلامية؟ أين كانت
الديمقراطية الشعبية قبل أن
نوقع على هذه الاتفاقات؟ باختصار شديد وموجز وبقراءة
مكثفة لسيناريو الكارثة
القادمة والتي يحاول البعض
تمييعها ، فإن تقرير مصير أرض
السودان قد أنيط فقط بربع سكان
إقليم الجنوب موضع النزاع، ثم
يقف سياسي ليقول القضية أكبر
منا؟ بل ذلكم ظنكم بأنفسكم
أرداكم!! فهل يمكن أن يكون
الاستفتاء على (الأرض) أي على
الوجود بمشاركة نصف السكان؟
ويتم التنازل عنها ا بموافقة
نصف النصف؟! هل يتم التنازل عن
السيادة الوطنية على الأرض
والإنسان بموافقة ربع السكان
وتهدر إرادة ثلاثة أرباع السكان
؟ الذين وافقوا على هذه
الاتفاقية هل يحق لهم أن
يعتذروا بأن القضية أكبر منهم
بينما الحقيقة الواضحة أنهم
كانوا أصغر منها. ومع أن سحاب الكارثة يغطي
السودان وما حوله وما وراءه ما
زال أهل السودان وأقطابه حتى
اليوم يتنازعون أطراف اللحاف
الممزق بكل ما فيه من عث
وبراغيث، منظرون وساسة مخضرمون
يشمت بعضهم ببعض، ويسخر بعضهم
من بعض، يراهنون على أرضهم
وديارهم ومستقبل أمتهم، وهم
بذلك يوطئون لقدم همجي لإعادة
فرض الحصار الاستراتيجي على أمة
الإسلام في قلب أفريقية السوداء.
تتطلع إلى وجوه هؤلاء الأعداء
الإخوة الذين أنستهم عداواتهم
الشخصية مبدأهم ومعادهم فتذهب
النفس حسرات. وتسأل مرة ثانية أو
ثالثة أين طاشت العقول؟! وكيف
قزّمت النقمة الشخصية القامات؟! وحين تجد الناس في السودان
مستسلمين لإرادة الشر، يصرحون
بلا مبالاة بأن التقسيم قادم،و
يلقي أحدهم العبء عن نفسه وكأنه
يتخلص من ثوب رث قد مله أو أعياه
. فتتساءل وهل الاستفتاء على
جنوب السودان إلا استفتاء من
الاستفتاءات العربية التي تجري
بالإشراف الأمريكي أو العلم
الأمريكي وتكون نتيجتها كما
نعلم من فئة الثلاث التسعات،
فهل عجز أهل السودان حتى عن هذا
الفعل العربي الرشيد؟! وحدة السودان واجب شرعي، وهم
قومي، ومطلب وطني، وما زال في
القوس منزع، فليخلع رجال الرأي
والحكمة والسياسة أسمال
خصوماتهم البالية، وليبادروا
موقفا وطنيا يسد الثغرة ويقي
العثرة ويرفع الراية التي رفعها
هانئ بن مسعود يوم ذي قار:
المنية ولا الدنية. ---------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
الأحد
19/12/2010م --------------------- الرؤية
المنشورة تعبر عن رأي كاتبها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |