ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
يريدون
من الأمريكي أن يغضب عنهم زهير
سالم* مع أن المأثور الشعبي العربي
فيمن استُغضب فلم يغضب قاس
ومهين ؛ فإن المتجلببين بجلابيب
الحكمة العرب قرروا أنهم إن
استُفزوا لا يُستفزون وإن
استُغضبوا لا يغضبون. الرئيس الأمريكي باراك أوباما،
ونائبه جوزيف بايدن، ووزيرة
خارجيته هيلاري كلينتون كلهم
يعلمون كم هو مكلف لأمريكي أن
يعلن غضبه على إسرائيل، وكلهم
مضطر ليتحاشى هذا الغضب مهما
تكن دواعيه ومقتضياته خوفا من
استحقاقاته في إطار شبكة
العلاقات والمؤثرات في مجريات
الواقع الأمريكي بالغ التعقيد.
ومع ذلك يحتاج السياسي الأمريكي
إلى بعض الزيت الحامي ليوظفه في
إنجاح مشروع (الاستقرار) في
منطقتنا الذي أصبح مشروعا
استراتيجيا بعد أن سقط مشروع
الشرق الأوسط الكبير.. الوسيط الأمريكي يحتاج إلى شيء
من الغضب العربي، الغضب
المفتعل، ليتذرع به أمام الداخل
والخارج، ليوظفه في مشروع
التحريك نحو حالة تحفظ بعض ماء
الوجه الأممي والأمريكي
والغربي، أمام التعنت الصهيوني
الذي تجاوز كل الحدود؛ ولكن
الحكماء العرب يديرون ظهورهم
للراعي الأمريكي، يتركونه
يواجه الموقف منفردا، يعتبرون
أنفسهم بعيدين عن التداعيات وعن
الاستحقاقات.. وحين يطفح الكيل كما يقال،
ويبلغ السيل الزبى، ويبدر بعض
الغضب على لسان مسئول أمريكي
يتسارع القائمون على الإعلام
العربي الرسمي والمعولم
ليضخموا صدى الغضب الأمريكي،
كما تفعل الصلعاء بشعر ابنة
خالتها.. في معركة لها أبعادها
الإنسانية والدولية والقومية
والإقليمية ينبغي على كل فريق
أن يبادر ذاتيا إلى تحمل
مسئولياته. وأن يدفع في الاتجاه
الصائب ولو قدر أنملة. كثيرا ما يفسر بعض القاصرين
الطروحات الشعبية الحادة على
أنها نوع من المزاودة تتم في
الفراغ، مع أنها تحاول على
طريقتها أن تصلّب الموقف الوطني
أو القومي، وتقدم أوراق
اعتذارية أو ذرائعية للنظام
العربي بأن في الساحة قوى
معارضة حادة يمكن أن يُلقى
عليها عبء الموقف البعيد. يحاول العرب استفزاز الأمريكي
بتكرار أن إسرائيل صفعت،
ومرّغت، ولطّخت، وأن الرئيس
الأمريكي قد فقد مصداقيته، وأنه
قد خسر الرهان، وأن على العرب أن
يبحثوا عن وسيط آخر!! ولكنهم لا
يحاولون أن يقدموا لأي وسيط
مادة لموقف منتج. عندما نتحدث عن غضب عربي ذاتي
فنحن نتحدث عن مدخل عملي لما
يريده أصحاب مشروع العجز والكسل.
بالطبع ستتغير النتيجة، ويتغير
الموقف الدولي والأمريكي لو أن
الجامعة العربية قد بادرت
مفتعلة الغضب كرد على سياسات
الاستيطان الصهيوني، فسحبت
المبادرة العربية، وأعادت
المكانة لقرارات المقاطعة ،
ولوحت بالعودة إلى اللاءات
المهجورة، وبدلا من أن تعلن
أنها ستلجأ إلى مجلس الأمن تعلن
أن بدائلها الاستراتيجية لخيار
السلام البئيس جاهزة من المحيط
إلى الخليج. ---------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
الثلاثاء
21/12/2010م --------------------- الرؤية
المنشورة تعبر عن رأي كاتبها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |