ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
من
كنيسة سيدة النجاة إلى كنيسة
القديسين لا...
ليسوا الحلقة الأضعف زهير
سالم* ما
كان للجريمة البشعة التي وقعت
على كنيسة القديسين في مدينة
الإسكندرية أن تمر مر السحاب.
وتأكيد الاستنكار مع كل جريمة
وفاجعة ليس تكرارا. وكون
الجريمة ترتكب، زورا، باسم
الإسلام أو باسم أهله يزيد من
بشاعتها ونكارتها، ويستدعينا
أكثر إلى تمزيق أقنعة الزور عن
وجهها... إن
تصنيفنا الأول للجرائم
المتتالية التي تقع على أبناء
مجتمعاتنا المستضعفة من دوائر
المستكبرين والمنفلتين هو أنها
جرائم ترتكب ضد الإنسانية،
وتنتهك أول ما تنتهك قيمة
الإنسان. وهؤلاء الذين يرتكبون
جرائم العدوان على الإنسان، دمه
وعرضه وعقله وحريته وماله ، هم
على الحقيقة الشرعية والمدنية؛
أعداء الحياة، وأعداء
الإنسانية، وأعداء الحضارة،
وأعداء الأديان وأعداء الإيمان
وأعداء الإسلام. وأن أي محاولة
لخلط الأوراق وتوظيف هذه
الجرائم بحسابها على أي صيغة من
صيغ العيش المشترك التي يظللها
الإسلام وتحميها مجتمعاته،
المتعددة أصلا، هي محاولة
مرفوضة ومستنكرة ومدانة. ما
زال العدوان مستمرا على إنسان
هذه الأمة منذ فقدت سلطانها على
ذاتها، وقدرتها على حماية
وجودها. وإنه لأبشع من الجريمة
نفسها ما يحاوله البعض من
التمييز بين إنسان وإنسان،
وتحريض إنسان على إنسان بسبب
لون أو عرق أو دين أو عقيدة لضرب
أبناء المجتمع الواحد،
والإنسانية الواحدة بعضهم ببعض.. وإن
أخطر ما في هذه الجرائم البشعة
ما فيها من عدوان على قدس الله
في الإنسان والبنيان؛ ويبقى
تشويه صورة الإسلام ومجتمعاته
أحد الأهداف الخفية للحرب
الحضارية المعلنة على الإسلام
وأهله هذه الحرب التي يديرها
عدو حاقد و منبوذ جاحد. وها
نحن بعد عقود من البغي والصبر..
البغي الذي مارسته دوائر
الاستبداد والفساد على
مجتمعاتنا قتلا واعتقالا
وتشريدا، والصبر الذي أبدته
القاعدة الصلبة من أبناء هذه
المجتمعات إباء واحتسابا
وتصميما على صون الهوية وحماية
الذات... ها نحن اليوم نواجه
المؤامرة الدنيئة الماكرة،
لتفتيت هذه المجتمعات، والنيل
منها، وتشويه صورتها بأسلوب
جديد، وعلى أيدي ثنائي المكر
والجهل. لقد انتقل مخطط القتل
والترويع سيء الإعداد والتنفيذ
لضرب أبناء مجتمعاتنا بعضهم
ببعض، وإظهارنا في صورة أبناء
الغابة يبغي بعضنا على بعض،
ويستضعف بعضنا بعضاً، وباسم
الإسلام الذي جاء ليحرر
الإنسان، ويعمم الكرامة على
الناس أجمعين. سيخيب
الفأل ويرتد القوس على راميه،
ومرة أخرى ستخرج أمتنا من
المعمعة أصلب عودا، وأشد
التحاما؛ وعندها سيكتشف
المتآمرون على وحدتنا ولحمتنا
وألفتنا أن صخرتنا أصلب ، وأن
قاعدتنا أمتن، وأن ليس في
دائرتنا حلقة أضعف، يراهن عليها
المراهنون ؛ بل إن أضعف حلقاتنا
هي أقواها، قوة ذاتية مستمدة من
جذور ضاربة في أعماق المكان
والزمان والحضارة، ،مستندة إلى
قوة من شريعة السماء التي
تظللنا، ومتكئة على وشائج الرحم
التي تربطنا، ومرتبطة بمواثيق
الألفة التي لن تزداد على مر
الزمان إلا مضاء.. وحين
نغضب للجريمة، وحين ندينها
ونستنكرها ونأباها نفعل كل ذلك
بوصفها وقعت علينا، على شريعتنا
بأحكامها الواضحة الجلية، وعلى
أمتنا النقية البهية . وقعت
علينا في العراق، ووقعت علينا
في مصر وندرك جميعا أنها بعض
الضريبة ندفعها مسلمين
ومسيحيين لغياب صوت العادل
يظللنا جميعا: متى استعبدتم
الناس...؟! هذه الجريمة وسوابقها
على كل الجبهات هي ثمن لتحررنا
وكرامتنا وعزتنا أجمعين.. نقول
للمجرمين قتلة الإنسان حيثما
كانوا، وبأي زي تزيوا، وتحت أي
عنوان عملوا، وبأي سلاح قتلوا:
شَلّت الأيدي، وشاهت الوجوه. و
لأمتنا أجمع وللمفجوعين
بأعزائهم أحر مشاعر العزاء.
وللمصابين أطيب أمنيات الشفاء.. ---------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
الثلاثاء
4/1/2011م --------------------- الرؤية
المنشورة تعبر عن رأي كاتبها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |