ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
خيار
سعد الحريري ليس صعباً زهير
سالم* هل حسم سعد الحريري خياره وقرر
المضي في طريق العدالة حتى آخره..؟
ومع التقدير لحجم الضغوط التي
مورست على سعد الحريري، والتي
يمكن أن تمارس عليه، ومع
التقدير أيضا للتكلفة التي يمكن
أن يدفعها سعد الحريري طلبا لدم
أبيه؛ فإن خيار سعد الحريري ليس
صعباً. حين يوضع سعد الحريري بين
خيارين: رئاسة الحكومة أو دم
أبيه، فإننا لا نعتقد أن سعد
الحريري يقوم بعملية مفاضلة
صعبة على أي مستوى من المستويات:
فالمروءة وحقوق الأبوة، وبر
البنوة، والفضل الكبير الذي
خلفه رفيق الحريري لأسرته
الصغيرة والكبيرة والأكبر كل
ذلك يؤشر إلى طرف الخيار الذي لا
يتردد فيه الأبرار من الأبناء،
وأصحاب المروءات من الرجال. ثم حين يكون خيار لبنان أن يعيش
تحت مظلة العدالة من أي جهة جاءت
هذه العدالة، وبين أن يعيش تحت
سطوة ( قاتل مأجور ) وطالب ( خوة )
سياسية أو أمنية أو طائفية
فإنه؛ لا مجال للمفاضلة
والمقارنة أصلا. وتبقى المواجهة
مع هذا القاتل واجب الوقت الذي
لا يتقدم عليه واجب. وتكون
مواجهته اليوم أسهل وأبقى من
مواجهته غدا، ومواجهته غدا أسهل
من مواجهته بعد غد. علينا أن
نتخيل الوضع إذا سمح لهذا
القاتل أن يستمر على قتل كل
المخالفين. متوالية الشر لن تتوقف
بالمصانعة، ولن تردعها
المهادنة، وإنما هي ستظل تتعاظم
نفسا ومطلبا.. ومع كل خطوة إلى
الوراء يخطوها أصحاب حق يلبّس
لهم البعض تنازلاتهم بلبوس
الحكمة والمصلحة وبعد النظر فإن
هذا القاتل سيتنمر على جيرانه
يوما بعد يوم.. هذا ليس ضد أحد في لبنان، وليس
مع القرار الظني للمحكمة
الدولية على المفتوح. يملك
العقلاء دائما مقياسا للتمييز.
ونعتقد أن الإصرار على مصادرة
قرار المحكمة الدولية قيل
صدوره، لا يؤشر إلى ريبة ويؤكد
تهمة فقط؛ ولكنه ينبي عن إصرار
القاتل على قتل من يشاء عندما
يشاء. ومن هنا تأتي أهمية خيار
الحريري في الإصرار على كشف
القاتل ، إن لم يكن للقصاص؛
فللأخذ على يده لوقف نزيف الدم.
سيكون دم رفيق الحريري، الذي
وقف حياته على خدمة شعبه ووطنه،
منارا يفضح وجوه القتلة
المستترين.. الإصرار على مصادرة قرار
المحكمة الدولية قبل صدوره خطوة
مدانة ومستنكرة. وكل الذين
سيشاركون في دعم هذا المطلب تحت
عناوين: الاستقرار والسلام
والحكمة فهم يدعمون القاتل
الإرهابي المريب بسياسات ما
تزال تدفع منطقتنا إلى المزيد
من التشرذم والاحتقان، ومدارة
السفهاء على حساب الأبرياء.. وحين ستكشف خيوط القضية كما
سيعرضها تقرير المحكمة الدولية
سنكون قادرين
على تتبع خيط الدم ينتظم
الحريري ورفاقه والحاوي
وتويني والقصير. ولن نكون
عاجزين أبدا عن تمييز الخيط
الصهيوني عبر منظومة الجواسيس
التي تكشفنا أخيرا أنها تخترق
العواصم والحكومات والمنظمات..
ليس على الشرفاء أن يخافوا من
تقرير المحكمة حتى لو حاول
تزييفه المزيفون. ويبقى
خيار سعد الحريري بسيطا وسهلا
ومباشرا: يكون أو لا يكون..
سيسهّل عليه الوسواس الخناس
الدنية والانسحاب وربما إذا
أخطأ واستجاب سيسمع صوت رفيق
الحريري ينادي عليه: قتلتني
مرتين.. ---------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
الخميس
13/1/2011م --------------------- الرؤية
المنشورة تعبر عن رأي كاتبها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |