ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك

ابحث في الموقع الرئيسة English المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 15/01/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 

 رؤيـــــة

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

نبرات الرئيس حافظ الأسد

في صوت زين العابدين بن علي

زهير سالم*

 

تابعت بالأمس خطاب الرجل التونسي (الذي أصبح رئيساً وأمسى طريداً ) زين العابدين بن علي، وتابعت الوعود والاعترافات التي أدلى بها، ردّني صوته ( الحنون !!) إلى شهر نيسان من 1980..

 

اكتشفتُ في نبرات صوته المشفقة نفس النبرات التي سمعتها منذ ثلاثين عاما في أقصى دار هجرتي، في اليمن، أمسك جهاز الترانزيستور وأمد رأسي من نافذة الغرفة الصغيرة لألتقط صوت الرئيس حافظ الأسد يذكّر أبناء الشعب بأنه ( مسلم .. يصلي ويصوم منذ عدد طويل من السنين )، ثم يتقدم أكثر ليعترف للإخوان المسلمين بأنهم فصيل وطني، وأنه لا مشكلة له معهم، وإنما المشكلة مع الذين يحملون السلاح ويقتلون الناس..

 

ذكرني الواقع التونسي باللجنة التي شكلها يومها رئيس الجمهورية برئاسة السيد ( محمود الأيوبي ). أظنه كان يومها رئيسا لمجلس الشعب. هذه اللجنة التي التقت مع أوساط كثيرة من طبقات المجتمع ومن المثقفين من كل أبناء الشعب السوري، واستمعتْ إلى الكثير من الكثير. أذكرُ إعلاميا قال يومها: إن الشعب لا يصدق الحكومة حتى في الإعلان عن درجات الحرارة. وحكى صحفي آخر عن كرامة المواطن في بلدنا وكيف ضربه موظف الجوازات بجواز سفره عن بعد وهو يقول: خذ يا...( كلام يمنعنا الحياء من إثباته..)

 

ما حدث في سورية سنة 1980 لم يكن أحداثا عنيفة فقط، تتدافع المسئولية عنها الأطراف المختلفة، ويلقي كل فريق عبئها على غيره من الأحزاب والجماعات والمجموعات. والخروج من الخطأ فيما أعتقد لا يكون بالالتفاف عليه، ولا التهرب من تحمل مسئوليته وإنما يكون بالاعتراف بالخطأ، وهو مطلوب من الجميع على السواء، ومن كان بلا خطيئة فليرجمها بحجر كما يقول السيد المسيح. ولست في سياق تسويغ ما جرى ولا حتى تفسيره، وإنما أحاول أن أعيد ما حدث في سورية في الثمانينات إلى سياقه التاريخي، حتى لا يختصره البعض بأنه كان حراكا عنيفا، أو أنه كان حراكا أصوليا مقتصرا على جماعة أو تنظيم. وهذه حقائق مهمة جدا لا بد لها من توضيح أمام أعين أجيال لا تعرف عن حقيقة ما جرى الكثير ..

 

لم يكن الحراك الذي غمر الشارع السوري في ذلك الوقت في جملته أو في عمومه حراكا عنيفا. فالمظاهرات والإضرابات والاحتجاجات كانت في جملتها أنشطة مدنية محضة قابلتها السلطة بأقسى أنواع القمع والبطش، وفتحت النار مرات ومرات على المتظاهرين العزل، وكسرت وسلبت المحال لمجرد المشاركة في الإضراب..

 

لم يحمل الأطباء والمهندسون والمحامون والعلماء والأدباء والطلاب والطالبات السلاح، ولم يرتكبوا في جملتهم أي عمل عنيف، ولم يدعوا إليه، وإنما كانت ثورة الشعب السوري في عمومها ثورة مدنية سلمية ضد الاستبداد والفساد.

 

كان تلوين ذلك الحراك كله بلون الدم جزء من اللعبة التي أراد بها البعض تسويغ عملية السحق والإبادة. والتمسك بكرسي البقاء. ولن أملّ مرة أخرى من إدانة العنف المجتمعي بكل مصادره وأشكاله؛ ولكنني أجدني مضطرا لإجراء مقارنة عددية بين ضحايا هذا العنف بين فكي الكماشة التي حاولت أن تطبق في سورية على أعناق الناس. فأمام ( بضع مئات ) من الضحايا الذين طالتهم يد العنف غير المسئول على يد بعض الشباب المنفعلين هناك عشرات الآلاف من الضحايا حصدهم العنف المسئول، فقتلَ بدم بارد، وقتلَ تحت التعذيب، وقتلَ باسم القانون!! ومع أن قدسية الحياة الإنسانية في قانوننا القرآني لا يخضع لقانون الكم، وأنه من واجب المنصفين أن يقفوا على مسافة إنسانية واحدة في التعاطف مع ضحايا أي شكل من أشكال العدوان؛ إلا أن هذه المفارقة العددية الهائلة تفرض نفسها على العقول والقلوب. كما أنه في المقابلة بين الجهة المسئولة و تلك اللامسئولة أيضا بيان وأي بيان.

 

لا تخرج أحداث العنف المدانة والتي شهدتها سورية في الثمانينات عن مثيلاتها التي شهدها العالم في الكثير من الأقطار الجيش الجمهوري الإيرلندي ومنظمة الإيتا و.. و.. ولكن رد الفعل على تلك الأحداث في سورية كان الأقسى أسلوبا والأوسع دائرة، والأبعد أثرا والأطول أمدا..!!

 

أذكر أنني سمعت في تلك الأيام أحد علماء سورية وعلى التلفزيون السوري نفسه يذكّر الرئيس حافظ الأسد بأنه رئيس للجمهورية، وليس أمينا عاما لحزب أو زعيما لطائفة. الأرقام التي أشرت إليها ، واستمرار عملية التصفية في السجون كما يعترف مصطفى طلاس حتى بعد هدوء العاصفة؛ لم يكن ليؤشر إلى سياق وطني سليم .الحقيقة التي يجب أن نعيد المجاهرة بها هي أن حراك الثمانينات لم يكن في جملته حراكا عنيفا, وأن صبغه بالدم إنما كان جسر عبور لما أراده البعض أن يكون..

والحقيقة الثانية التي يجب أن تتضح للذين لا يعلمون أن ذلك الحراك لم يكن حراكا أصوليا أو إسلاميا أو دينيا فقط..

 

ومرة أخرى لم يكن أعضاء مجالس نقابات الأطباء والمهندسين والمحامين والعلماء والأدباء كلهم لا من الإخوان المسلمين بل ولم يكونوا جميعا من المسلمين. كان فيهم عدد غير قليل من القوميين واليساريين والمسيحيين أيضا.

 

ومرة أخرى أذكر للتاريخ أن في جلسات محاكمة بعض شباب حركة الطليعة المقاتلة في حلب كان من المحامين الذين انتدبوا أنفسهم للدفاع عن هذه المجموعة أحد المحامين المسيحيين، وأنه بلغ به الانفعال وهو يترافع عن أحد المتهمين أن سقط مغشيا عليه. ومرة أخرى كان إلقاء ثوب الأصولية والمذهبية والطائفية على هذا الحراك المدني مدخلا للحصول على غطاء الإبادة الجماعية، الذي كان يريده الذين تقحموا السجون وفعلوا ما فعلوا..

 

والذي نريده من كل هذا وبعد كل هذا أن نستفيد نحن أبناء سورية من الدرسين السوري المبكر والتونسي المتأخر. والذي نريده أيضا أن يستفيد الآخرون من الدرس. كل دارسي حركة باطن الأرض يصعب عليهم التنبؤ بالزلازل. وما كان الرجل الذي ما زال يبحث عن بلد يؤويه وأنا أسطر هذا المقال ليلقي بالا لبائع خضار على عربة على قارعة طريق..

 

حين نكتب من موقع الثقة والأمل نتابع الاستغراب في عيون البعض، واللامبالاة في نفوس الآخرين. نعم نحن نملك أكثر من الكلمات؛ نملك الثقة بالله، والثقة بحقوقنا، والثقة بجدارة شعبنا الحر الأبي. وهي أكبر من كل سلاح، وهي قادرة ساعة الجد على أن تفعل ما فعله الفتى البوزيدي..

 

حقيقة أخرى نضيفها بهدوء نحن لا نحب أن يصاغ عقدنا الاجتماعي بمثل هذا، ولا على مثل هذا. هذا ليس كلام ضعفاء...

 

قرأ سياسي عربي في لندن مقالي عن نادي القمار والخمر على أبواب المدارس. قال لي هل تعلم: هذا إذا كان فهو لصالح قضيتكم إنهم يجمعون القش لإشعال النار.

أجبته أنا أردد في الصباح سبعا وفي المساء سبعا اللهم إني أعوذ بك من النار .

----------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

السبت 15/1/2011م

---------------------

الرؤية المنشورة تعبر عن رأي كاتبها


 

 

 

تعليقات القراء

   

رائع يا ابا الطيب

سلمت الانامل

وبارك الله في الانفاس

ويارب قنا النار يا الله

شكرا

سداد

========================

لعل حسنة تسجل للرئيس التونسي أنه رفض أن يبقى رئيسا على جماجم شعبه ، ثم ليخرج ويباهى أمام العالم بما ارتكب من جرائم ، ويطالب بأن يكافأ وبعلق له الوسام جزاء على سحقه لشعبه  .. فلا نامت أعين الجبناء!!ولك الله ياشعب سوريا

أبو جابر

========================

يعجبني كلامك كثير ايا أبا الطيب فهل تقبل مني أن أقول :ما أجمل مبضعك(قلمك)وأنا مؤمن بذلك وقد قرأت مقالك السابق وكنت أود أن أعلق كما هو شأني لولا انشغالي عن الواجب فأقول :جميل جدا أن نعرف أعداء الأمة في الداخل والخارج ممن يعتلي سدة الحكم أو ممن يلهث ليصلها ويتذرع حتى يصل بلبوس الإخلاص ويرتدي سروال الوطن والوطنية(طبعا سروال شورت) تعشى عنه أبصار البسطاء الطيبين أمثالنا.بالإضافة إلى التنسيق التام بين الأبالسة العالميين ووكلائهم(الوطنيين)وهذه إحدى المطبات التي وقعنا فيهاُ ولازلنا ثم إن الفرص التي تتاح لا تتكرر فهل المخلصون من أبناء تونس الشقيق يستفيدون من الفرصة الحاضرة وهل هم مؤهلون لها أم سيأتي عليهم يوم يكتب أحد مفكريهم مثلما كتب مفكرنا(أبو الطيب) ثم دعنا من الماضي هل نتقن اليوم كلمتنا وموقفنا أم لازلنا نحطب بليل وبياننا الأخير هل يرضي به صاحب فكر سليم فأين الداء وأين الدواء والعاقل يقول :داؤنا فينا ودواؤنا عندنا نصدر للآخرين ونتذرع بأن عدونا ليس كالأعداءولانسأل  أنفسنا هل نحن على مستوى الناجحين؟؟؟

مؤمن

========================

والله يا سيدي أصبت كبد الحقيقة ، أرجو الله الا يطول انتظارنا

لفتى بوزيد جديد لأننا حينها سنكون شعبا بوزيديا بكامله ينتظر عود الثقاب

الوطني

==================

والله يا ابا الطيب لو بتشعلوا اصابعكم العشرة للنظام شمع ما قبل بكم ولو تشلحوا ملابسكم ما قبل بكم انه نصيري بعثي حاقد او منتفع تابع له

دمشقي

 


 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ