ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
حسنا
نحن لسنا المشكلة إلى أنظمة
استدامة المشكلات وتوليدها زهير
سالم* الدروس من الحالة التونسية لا
تكاد تنتهي، وكيفما قلبت
أوراقها تقف على أعجوبة من
عجائب الزمان والإنسان. ( إِنَّ
فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن
كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى
السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ..) مشكلة ابن علي لم تكن مع حزب
النهضة الأصولي فقط، ولا مع
الشيخ راشد الغنوشي وإخوانه
فقط، ولم تكن مع الشباب من رواد
المساجد فقط، ولم تكن مع
المصابيح التي تضاء من وراء
النوافذ ساعة الفجر فقط، ولم
تكن مع الصبية تختار أن تصون
أنوثتها حسب إرشاد ربها فقط... يقول الدرس الذكرى في خبر عارض
أن مشكلة ابن علي، وهكذا ستكون
مشكلة كل من تهوي به قدمه، كانت
حتى مع وزرائه ومساعديه وحواشيه
حتى يدخل في هؤلاء الأمين العام
لحزب بن علي ( الدستوري
الديمقراطي ). الرجل الذي كان
ذراعا رئيسيا من أذرعة
الأخطبوط، الأمين العام للحزب
الحاكم الذي كان يدير جهاز
السيطرة الحزبية على أفكار
الناس وأرزاقهم من برج خاص
ارتفاعه سبعة عشر طابقا يصرح
بالأمس وبوداعة هر أليف: نحن كنا
ضحايا.. يقولها وتدمع عيناه، كنا
نرى ونسمع ولا نستطيع أن ننتقد
إلا بصمت.. هل يمكن لأحد أن يتعاطف مع
الجلاد ابن علي أمام خساسة هذه
الطبقة من الناس. هذه الطبقة
التي تشكل مستنقع الغرور برماله
المتحركة فتدفع الإنسان على
كرسي السلطة إلى المزيد والمزيد
من الطغيان.. نقلت الأنباء أن بعضهم شكل لجنة
لاستقصاء الأسباب، أو لقطع
الطريق على فتنة الفتى
البوعزيزي أن تحل عندهم بعد أن
حلت قريبا من دارهم إذن ذاكم هو
السبب الأول بطانة السوء،( كلاب
من غلب، وعبيد من أخصب) كما
وصفهم الشاعر يحيى الغزال،
ابحثوا عن مواصفاتهم في كتب
الأدب العربي تحدثكم عنهم
بالعجب العجاب.. ومرة أخرى مشكلة ابن علي لم تكن
مع حزب النهضة فقط، ومشكلتكم لم
تعد معنا فقط. ومع أن جرحنا ما
زال نازفا، ومع أن أصوات
شهدائنا ما زالت تدوي في فضاءات
الشام : الله أكبر.، ومع أن لون
الدم ما زال يصبغ جدران الأحياء
حيث ما تزال أوداجنا تشخب دما
عبيطا يراه كل من ينتمي إليه،
ومع أن الحنين إلى أوطاننا ما
زال حيا يتقد، ومع أن الوفاء
للأرض وللإنسان وللحب ما زال
موصول الحبل؛ مع كل أولئك نقول
لأنظمة استدامة الأزمات وأنظمة
توليدها أيضا إن مشكلتكم لم تعد
معنا فقط. ومرة أخرى نتلو عليكم
(( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى
لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ
أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ
شَهِيدٌ..)) كان عمر الفتى البوعزيزي ستة
وعشرين عاما، أي أن عمره يوم
استلم الحكم ابن علي: ثلاث سنوات
فقط. الفتى البوعزيزي هو ابن
نظام ابن علي، تعلم في مدارسه،
ودرس مناهجه، واحتوته منظماته،
وخطب فيه الجمعة، إن كان
يصليها، خطيب ملقن من خطبة
مرسومة. هذا الفتى البوعزيزي
استطاع أن يجعل ابن علي أن يفهم
شعبه التونسي بعد أن حكمه ثلاثة
وعشرين عاما عاجزا عن فهمه.. إن في ذلك لذكرى لمن يريد أن
يفهم الشعب السوري قبل أن ينتهض
البوعزيزي السوري فيعيد شرح
الدرس على طريقته... ---------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
السبت
22/1/2011م --------------------- الرؤية
المنشورة تعبر عن رأي كاتبها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |