ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك

ابحث في الموقع الرئيسة English المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 25/01/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 

 رؤيـــــة

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

لبنان وحكومة الحزب الواحد..

زهير سالم*

 

لا شك أن سياسات العجز والتواكل والتردد وضعف الثقة في الذات هي التي قادت لبنان إلى المأزق الذي هو فيه اليوم. ولا شك أيضا أن الذين اغتالوا رفيق الحريري إنما أرادوا أن يزيحوا من طريقهم رجلا قادرا على منافستهم أو مشاركتهم في صناعة الموقف أو القرار.

 

ولبنان اليوم في وضع لا يحسد عليه. حيث تتحول الديمقراطية العربية الوحيدة إلى ديمقراطية وئيدة. وتصادر هذه الديمقراطية بحزمة المتناقضات والمتوافقات بين قوسي الترغيب والترهيب. وتنجح وصفة ساركوزي المجربة في التفضل على المنطقة بالمزيد من الاستقرار، وقد يستغرب البعض أن نزعم أن سيناريو ساركوزي هو الذي نجح أخيرا في لبنان. تقول العرب ( اتبع الغراب يأخذك إلى الخراب ).

 

لا بأس لقد حُسم الصراع، وأصبح حزب الله، الحاكم بأمره في لبنان. وعلى الكل منذ اليوم أن يغترف من حوضه وان يشرب من كأسه. وأصبح الناس اليوم بين ذهب المعز وسيفه. أطل علينا السيد حسن نصر الله مدافعا عن اللعبة البرلمانية التي كان حزبه منذ عامين يحاصرها في سراي الحكومة، والتي كان يشترط ما بدا له من اشتراطات لمصادرتها ، أو تعطيلها، أو تفريغها.

 

 وكما أصبح ( شعار لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ) في بعض الأقطار ذريعة لإعلان حالة الطوارئ المستدامة، ومصادرة الحقوق الإنسانية والسياسية والثقافية لأبناء تلك الأقطار؛ فإن حماية ( المقاومة ) في لبنان أصبح هو الآخر الذريعة للتغطية على أعمال الاستئصال والإقصاء ومصادرة الحريات. وما زال السيد حسن نصر الله يؤكد في كل خطاب عصمة المقاومين صغارهم وكبارهم، وأنهم فوق الشبهة، وأعلى من الظنة، ولا يجوز أن يمروا في سياق التقاضي فرادى أو مجتمعين. لقد أصبحت (المقاومة) الذريعة في منطق حزب الله الإرادةَ التي تلغي الإرادات، والسلطة التي تحكم فلا معقب لحكمها.

 

 وحين لا يمتلك حزب الله وشركاه طبعا حاضنا ديمقراطيا أو دستوريا يساعدهم على التفرد والإقصاء فهم يملكون الجرأة على النزول إلى الشارع بسلاح أو بغير سلاح؛ ليفرضوا ما يريدون، أما حين يمتلكون هذا الحاضن فإنه يجعلونه سلما لاستنساخ نماذج الحزب الواحد أو القائد أو أنموذج الولي الفقيه!!

 

ولقد وعد السيد حسن نصر الله من موقع المنتصر بحكومة شراكة وطنية. وعد طيب يذكرنا بالحكومات الوطنية في ظل المقيم السامي الذي كان يحكم من قبل كلاً سورية ولبنان. وفي إطار الأزمة الراهنة لا يخفى على أحد أنه لن يصعب على حزب الله أن يجد بعض الطامحين الذين يتعهدون بالسير في ركابه، والتوقيع على مقرراته، والإذعان لإرادته..

 

يطالب السيد حسن بكل براعة ودماثة ودبلوماسية اللبنانيين جميعا أن يثقوا بورعه وتقواه وحفاظه على حقوقهم. وأن يوكلوه في أن يختار لهم قياداتهم فيقدم ويؤخر بمعايير مصالحه لا مصالحهم، وبخياره لا بخيارهم، وهل وصاية الولي الفقيه إلا هذا؟!

 

 السؤال الذي يصعب علينا الجواب عليه : كيف سيكون أي قادم إلى رئاسة الوزراء سميعا بصيرا حرا قادرا مريدا..وهو يعلم أن قياده في يد مثلث القوة (حسن وعون وجنبلاط)، وأن بقاءه في كرسي المصلحة رهن بطرف سبابة أحدهم؟!

 

وكيف سيشرح لنا فقهاء القانون الدستوري اللبناني الحق في أن تتواطأ بعض المكونات في لبنان على إلغاء مكون أساسي كبير، لماذا يكون من حق عون أن يصادر خيار الشيخ رشيد القباني؟ ولماذا يصادر وليد جنبلاط وفرقته خيارات ثلث سكان لبنان؟ ، ومصادرة حق هؤلاء في الاختيار والقرار؟!

 

الديمقراطية ليست عددا، وحكومة الشراكة الوطنية لا تكون بتلوين هويات المشاركين فيها. صحيح أن المواقع السيادية في الدولة إنما تمثل جميع المواطنين؛ إلا أنها في خصوصية لبنان تقتضي تمثيل قاعدتها الشعبية التي خصها الدستور بها. لا يمكن أن يستوي السيد بري على كرسيه في رئاسة مجلس النواب إن لم توافق أكثرية ممثلي كتلته الشعبية عليه. ولم يكن للسيد ميشيل سليمان أن يحتل موقعه في رئاسة الجمهورية لولا موافقة أكثرية ممثلي كتلته الشعبية عليه ..

 

لماذا على القاعدة الشعبية لرئيس الوزراء أن تقبل بمن يفرضه عليها تحالف : عون وجنبلاط ونصر الله؟! وكيف سيعمل رئيس حكومة يعيش على نقل الدم الذي يتفضل به عليه المتبرعون...

 

هذا الكلام لا يخص قادما بشخصه واسمه وإنما يخص كل المشاركين في تزوير إرادة قاعدته الشعبية، وتفريغ العملية الديمقراطية من معناها الحقيقي...

----------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

http://www.facebook.com/note.php?note_id=129743723759027

 

 

الثلاثاء 25/1/2011م

---------------------

الرؤية المنشورة تعبر عن رأي كاتبها


 

 

 

تعليقات القراء

   

مقال استثنائي لفهم مايجري اليوم في لبنان بكل البساطة والصدق اللازمين

فهذا بالضبط هو الواقع المرّ الذي تلبسنا به

وهذا هو الوقت المناسب لتمرير هذه الكارثة

أيام تونس المجيدة قضت عليها الجزيرة بكشف المكشوف الذي نعرفه جميعا لتلهي الرأي العام العربي عما يجري في تونس ، وكأن أحدا منا لم يكن يعرف بالضبط ماذا تفعل السلطة الفلسطينية 

والجزيرة كانت أحد الأسباب المباشرة إن لم تكن السبب الرئيس في صعود حزب الله بهذا الشكل الخطير باسم المقاومة وباسم الكفاح 

ولذلك فإن السّنة الآن يحطمون أدواتها في لبنان

بعدما قام جند الحمقى في حينه بحركاتهم الغبية فقضوا على آخر معاقل السنة وسلاحهم في لبنان وبقي السنة الآن ولا ناصر لهم إلا الله

بالضبط كأهل الأندلس الحمقى\كتبوا هذه العبارة على جدران قصورهم ولم يعدوا العدة لمثل هذا اليوم العصيب

رحم الله لبنان

رحم الله لبنان

جزاك الله كل الخير أستاذ زهير سالم

نوال السباعي  

===============

الغريب ان الطرف المناوئ لاهل السنة هو الذي ينوب عنهم بتعيين مرشحهم لرئاسة الوزراء ويعضد ذلك سلاح مايسمى بالمقامة والضغط السوري من وراء الكواليس فهذه هي ديمقراطية المعصومين افرادا وجماعات

محمد حسين


 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ