ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
الإعلام
العربي بين كشف
المستور .. وستر المكشوف زهير
سالم* لا
يملك المنصف إلا أن يسجل الشكر
لقنوات الإعلام العربي العاملة
تحت شعار الرأي والرأي الآخر،
على دورها المشهود في تغطية
الأحداث، وريادة الحوارات حتى
في المحرمات العربية، للارتقاء
بالوعي العربي العام. لقد خاضت
هذه القنوات معارك الحقيقة
المجردة أو المجسدة على عدة
محاور في راهن الأمة المعاصر،
في فلسطين والعراق وأفغانستان،
وفي مواجهة مشروعات الاستبداد
والفساد في العديد من أقطار هذه
الأمة. وكان لهذه القنوات
تبايناتها وتقاطعاتها التي
أوغلت أكثر في كشف المستور،
فبين المد والجزر، وبين التراشق
الظاهر والخفي كان المواطن
العربي ومشروعه في الوعي
والتحرر هو المستفيد الأول. ونمو
قدرات قنوات الإعلام العربي،
وتعاظم أثرها، ونجاحها في تحقيق
العديد من الانتصارات على مستوى
معارك الأمة الخارجية
والداخلية ؛ يحملها، في نظر
المواطن العربي، المزيد من
المسئولية، ويلقي على كواهل
القائمين عليها المزيد من
العبء، ويجعل الضمير العربي
ينظر بريبة إلى صمت هذه القنوات
حيث تؤثر الصمت على الهوية
موالاة أو مداراة. يئن الضمير
العربي إزاء تواطؤ هذه
الفضائيات على تجاهل آلام
المستضعفين والمستضعفات تحت أي
ذريعة وعنوان. هذا التجاهل يجعل
القائمين على قنوات الإعلام
العربي في أعين المظلومين
والمستضعفين شركاء في تحمل
مسئولية المكشوف الذي يسترون
ويدارون. ما
أكثر ما يتلو المظلومون
والمستضعفون على مسامع
المتغافلين النهي الرباني عن
كتم الشهادة، ولا أحد يطالب
الإعلام العربي بأكثر من أداء
الشهادة على وجهها: (( وَلاَ
تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ
وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ
آثِمٌ قَلْبُهُ..)).. لأصحاب
القرار في قنوات الإعلام العربي
الحق في تحديد سياساتها، ولهم
الحق في قراراتها، ومن حقهم
علينا أن نجلو صورتهم في مرآة
شعب عربي منسي رجاله في صورة ابن
الثمانين هيثم المالح، وبناته
في صورة ابنة التاسعة عشرة طل
الملوحي، ومظلوم أبناؤه في صورة
الملايين من شبابه يضربون في
الأرض هربا من جوع أو خوف.. قنوات
الإعلام العربي، ولها الفضل،
كشفت الكثير من المستور من
ملفات الهوان العربي ومن ملفات
الفساد العربي؛ ولكنها لأمر ما
وفي مكان ما تسترت على الكثير من
البيّن المكشوف، أدارت الظهر،
وصمت السمع، وغشت البصر وكفت
اللسان!! موقف يصعب فهمه وتسويغه
ووضعه في أي سياق إعلامي مهني أو
إنساني أو قومي. يظن البعض أن
الله سيحاسبهم على ما قالوه أو
سطروه ربما حسابهم على ما
تجاهلوه وطمسوه سيكون أشد وأقسى.. ونعود
إلى كشف المستور على صعيد
المفاوض الفلسطيني لنقول بأن كل
الذين زعموا أن هذه الوثائق لم
تطلع عليهم بجديد هم من الشركاء
الذين يحاولون التهوين على
الأمة في مشروع خيانتها
والتفريط بحقوقها.. إن
حجم الخيانة والخزي الذي تضمنته
الوثائق المكشوفة تجعل السكوت
على استمرار هذه المفاوضات على
أيدي هذا الفريق المتهالك جريمة
بالتواطؤ تتحمل الأمة أجمع
مسئوليته. كانت
البداية منذ 1974 عندما تخلى قادة
الأمة في قمة الرباط عن قضية
فلسطين، وأسقطوا ولاية الأمة
عليها، تخففا من المسئولية،
وأعلنوا منظمة التحرير
الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا
للشعب الفلسطيني بعد أن تم
تلميع هذا المسمى المجهول الكنه
والحقيقة... كانت
طريقة بارعة للقمة العربية
للتخلي عن المسئولية لمجموعة من
الذين... لينتهي بنا السياق إلى
إعلان التخلي الشهير: نرضى بما
يرضى به الفلسطينيون، وهاهم
هؤلاء الذين وقعت لهم الأمة
الصك على بياض وتركت لهم
الأمانة يتنازلون عن الأرض
والمقدسات والحقوق... على
أكتاف الحق والأرض والمقدسات
يتبارى فريق الملق السياسي
هؤلاء في تسويق أنفسهم لكسب
الرضا، والفوز بالعقد
المستقبلي في الولاية على أي
شيء يمكن أن يتبقى لهم من الأرض
والناس.. تارة
غرورا وتارة جهلا وثالثة طمعا؛
تضيع فلسطين وسط صمت الصامتين
وتجاهل المتجاهلين؛ فهل يسعنا
الصمت بعد اليوم؟ هل نأتمن على
الأقصى وفلسطين من لن يتردد عن
بيعها بزق خمر في صفقة أخسر من
صفقة أبي غبشان.. رجل
من خزاعة باع مفتاح الكعبة من
قصي بن كلاب سيد قريش بزق خمر
فقط بزق خمر.. ---------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826 http://www.facebook.com/note.php?note_id=130001120399954 الأربعاء
26/1/2011م --------------------- الرؤية
المنشورة تعبر عن رأي كاتبها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |