ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
مطلوب
عقل وطني يملك
خياراته زهير
سالم* يلحظ
المتابعون منذ فترة طويلة فقرا
معرفيا يضرب الساحة السورية.
لقد نجح الاستبداد خلال نصف قرن
أن يفقر البلد وأن يحطم الكثير
من البُنى الثقافية والسياسية.
حتى عندما تستعين الفضائيات
ببعض الدارسين وأساتذة
الجامعات السوريين نشعر بأسف
أننا أمام نماذج إعلامية ساذجة
تسوّغ بطريقة غير علمية سياسات
الحزب والنظام. لا زالت ترن في
آذان السوريين القهقهة
المستنكرة والمسترسلة لأستاذ
جامعي ومدير مكتب دراسات عندما
قيل له إن الرئيس بشار صافح
بيريز الإسرائيلي يوم جنازة
البابا يوحنا السادس..!! السياق
سياق تشخيص وليس سياق غمط أو
ادعاء. المجتمع السوري لا
يمتللك لأسباب عديدة، تلك
الصفوة من النخبة العلمية
والفكرية والسياسية على اختلاف
التوجهات التي يمتلكها المجتمع
المصري كما وكيفا على سبيل
المثال. ويبقى
المشهد الوطني السوري في ظلال
التطورات المتلاحقة في
المنطقة، بحاجة ملحة إلى عقل
وطني قادر على صياغة خطابه
الوطني بالطريقة التي تختصر
الهم الوطني العام.، الطريقة
التي تجمع ولا تفرق، والتي
تطمئن وتبشر ولا تخوّف ولا تنفر.
جديلة المجتمع السوري
بخصوصيتها بل بهمومها
وخصوصياتها تحتاج إلى خطاب أكثر
حساسية لمخاوف وتطلعات الجميع. ربما
من الحقائق المقلوبة في المجتمع
السوري أن الأكثرية التي تعرضت
في العقود السابقة لحجم أكبر من
الضغط ومن الظلم ومن القهر
ستكون بحاجة أكبر إلى رسائل
التطمين التي ينتظرها منها
الآخرون. في
عصر الاتصالات المفتوح لن تخلو
الساحة من أصوات نشاز من يمين
ويسار، تحاول التشويش على
المشروع الوطني العام. وهذا
الواقع يجعل الحاجة إلى العقل
الوطني أكبر. العقل الذي يرتقي
بنا إلى أفق المشروع الوطني،
والوحدة الوطنية لاختيار أقرب
السبل وأيسرها لإحداث الانفراج
الوطني المطلوب، مع قدرة على
مواكبة الأحداث وضبط البرامج
المطلبية المجتمعية على إيقاع
تطوراتها، في كل الأحوال. نعتقد
أن من واجب القوى السياسية على
اختلاف توجهاتها أن تتوافق
تلقائيا على استبعاد جميع
الشعارات والطروح البرامجية.
والتأكيد على الإصلاح الوطني في
أفق الحقوق العامة من العدل
والحرية والمساواة والكرامة
الوطنية. ومن المهم في المشروع
الوطني الابتعاد عن شخصنة
الموقف على الصعيد الفردي أو
على الصعيد الجماعي. من شرط
العقل الوطني أن يكون عقلا
مستقبليا. يستفيد من دروس
الماضي دون أن تثقله أغلاله، أو
آثامه. والمطلوب
من العقل الوطني على مستوى ثانٍ
أن يثبت جدارته لكسب احترام
العالم من حوله. ولا يمكن للعقل
الوطني أن يكسب الاحترام إذا
اعتبر نفسه نقيضا مستنسخا من
عقل النظام الحاكم في طروحاته
الإقصائية أو النابذة أو
المدعية أو الخاوية. ولا يمكن
للعقل الوطني أن يكسب احترام
المخاطبين إذا ظهر متزلفا
متملقا منزلقا في استرضاء
الآخرين محاولا تقديم أوراق
اعتماده في خدمتهم كمنافس
للنظام.. العالم
الذي ظل على مدى عقود قانعا
بخدمات ابن علي أو حسني مبارك
كما صرح الرئيس أوباما يضطره
الواقع اليوم إلى الاعتراف بأن
شعوب هذه المنطقة تحتاج إلى من
يمثلها بطريقة أفضل، ويعبر عنها
بكلمات أصدق.. ومن
هنا فإن كل من يظن في نفسه
القدرة على تزييف الحقيقة
الوطنية في ثوب الزور، وإعلان
الاستعداد للاندماج في مشروعات
الأنظمة الآفلة؛ يحكم على نفسه
سلفا بالاندحار القريب.. الوقت
المضيق لا يتسع لغير واجبه.
والحاجة إلى العقل الوطني
المشترك أصبحت أكثر إلحاحا.
ورسالة الإصلاح أو التغيير
العام ليست كلاما يلقى على
عواهنه في الهواء. بل من الضروري
أن تصبح هذه الرسالة ثقافة
يلتزم بها الجميع على المستويين
الخاص والعام. كان عمر رضي الله
عنه إذا رسم رسما أو أصدر تعليما
يقول لأهل بيته لقد أمرت بكذا أو
نهيت عن كذا ولو علمت أن أحدا
منكم خالف لضاعفت له العقوبة.. العقل
الوطني ثقافة تنتج أخلاقا
والأخلاق الوطنية تثمر موقفا.
أو ((إِنَّكُمْ إِذًا
مِّثْلُهُمْ.)) . ---------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826 http://www.facebook.com/note.php?note_id=131269106939822 الاثنين
31/1/2011م --------------------- الرؤية
المنشورة تعبر عن رأي كاتبها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |