ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
اعتقال
المهندس غسان نجار هذا
ظلم والظلم مرتعه وخيم زهير
سالم* في
الوقت الذي يتوقع فيه الرأي
العام العربي والوطني في سورية
من الحاكمين جميعا مراجعة
سياساتهم، وتقديم مبادرات
استرضائية وتطمينية إلى الشعوب
القلقة المتربصة؛ جاء اعتقال
المهندس غسان نجار في مدينة حلب
إمعانا في سياسات الأذى
والتضييق والكبت والاستخفاف
بالناس. وترافق ذلك الحدث مع
التصرفات الفظة التي تعرض لها
المعتصمون تأييدا لثورة شباب
مصر، ودعما لمطالبهم. هذه
التصرفات التي انتهت بتوجيه
لطمة إلى وجه سيدة سورية من قبل
الذين أطلقوا على أنفسهم بلطجية
رئيس الجمهورية... إن
الرسالة التي ترسلها هذه
التصرفات مدمرة وخطيرة. هل نقول
هو الاستهتار!! أو الاستهانة
بالمجتمع والاستعلاء عليه !! هل
نقول هو الغرور!! أو أن يحسب
المرء نفسه فوق سنن الوجود،
وقوانين التاريخ، وتقلبات
الزمان!! هل هو غرور النشوة تأخذ
صاحبها حين يجيش المجيشون له
الجماهير الصداحة تهتف حناجرها:
بالروح بالدم نفديك يا حسني!!
حتى أن تشاوشيسكو في سكرته
الأخيرة لم يستطع تمييز الهتاف
معه أو ضده؛ أو لعلها الثقة
بقدرة جنازير الدبابات على سحق
الجماجم وتحطيم العظام. قد
لا نحتاج أن نقول للطبيب إن
مقولة (وداوني بالتي كانت هي
الداء) هي مقولة شاعر وليست
مقولة عالم. وإن هذا الشاعر كان
سكيرا مخمورا يُرد عليه أكثر
مما يؤخذ منه. وإن الجنب الوطني
المثخن يتلمس يد الرفق تخفف من (
الوزمة ) المحتقنة على كل صعيد
فيه. وطن تضطرب فيه أزمة القوة و
أزمة الضعف، وطغيان الغنى
وانكسار الفقر، وأزمة الأمل
يقوده الشاب وائل غنيم أو أزمة
اليأس يفجرها الشاب البوعزيزي..؟! إن
الرقص على حافة جهنم في وسط
اللهيب ليس من صنع العقلاء. يقول
البعض مشجعا دعهم يرقصون؛ ويدلس
تاجر السلعة بزخرف من القول (
نحرق أنفسنا وأولادنا لتبقى )
والله يشهد إنهم لكاذبون ((لَئِنْ
أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ
مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُوا لا
يَنصُرُونَهُمْ وَلَئِن
نَّصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ
الأَدْبَارَ ثُمَّ لا
يُنصَرُونَ..)) إن
دائرة الحريات في سورية تقاس
بالشعرة والشعيرة والخنصر
والبنصر، وفي الوقت الذي انتظر
فيه الناس أن يطل عليهم وجه طل
مكللا بالحرية، وسيما الشيخ
الصالح هيثم المالح يجلوه
الوقار ، وطلعة المناضل الصامد
علي العبد الله وبقية أسرى
الحرية يأتي الاعتقال الإضافي
للمهندس غسان النجار خطوة على
طريق العناد والإصرار
والاستكبار.. إن
غياب شخص مثل المهندس والنقابي
غسان نجار عن الساحة الوطنية
يشكل رسالة قاتمة، ويتسبب في
تهييج لا معنى له، ويصادر خيوط
النور وسط العتمة، ويبعث على
اليأس، ويعمق الهوة. .. ويفقد
هذا الفعل العكسي في الوقت نفسه
خطوة كانت تستحق التقدير في فتح
قنوات التواصل الاجتماعي
بهجتها ومغزاها. لأنها كانت يجب
أن تحتسب مؤشرا على تغير في
العقلية الأمنية وليست مجرد
فرجة في ساحة التنفس التي تكاد
تختنق فيها الأنفاس. وَلاَ
تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً
عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ
.. إِنَّمَا
يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ
تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ .. مُهْطِعِينَ
.. مُقْنِعِي
رُؤُوسِهِمْ .. لاَ
يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ
طَرْفُهُمْ .. وَأَفْئِدَتُهُمْ
هَوَاء .. ---------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826 الخميس
10/2/2011م --------------------- الرؤية
المنشورة تعبر عن رأي كاتبها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |