ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
عذرا
سيادة الرئيس... زهير
سالم* من
يجد الوقت الكافي لقراءة
المقابلة المطولة للسيد الرئيس
بشار الأسد مع الوول ستريت
جورنال يدرك مباشرة سر إعراض
الإعلام السوري عنها،
واختصارها وتجاوزها... ومع
الاعتراف بمقام الرئاسة، وقدرة
السيد الرئيس بشار الأسد، بعد
عشر سنوات رئاسة، أن يصرف شئون
الحكم؛ لا بد لك أن تتساءل هل
كانت المقابلة مجرد فلتة؟! هل هي
مجرد خطاب موجه للعالم الخارجي
مما لا مصلحة للرأي العام
الداخلي أن يطلع عليه؟! حتى على
هذا المستوى، الكلام في
المقابلة ليس بالذي يغيظ العدا،
ومن باب أولى أنه لا يسر الصديق. تتساءل
في قرارة نفسك عن الجهة الرشيدة
في بنية النظام التي تجرأت على
اتخاذ قرار تواري به كلاما قاله
السيد الرئيس في رائعة النهار.
ليس من طبيعتي أن أتسقط كلام
الآخرين، أعلم أن الإنسان خلق
من عجل، وأعلم أنه قد يقول في
الصباح كلاما يراجعه في المساء،
ولكن كرامة الشعب الذي أنتمي
إليه أنا الإنسان والسيد رئيس
الجمهورية عندي هي الأبقى.. هذا
الشعب الذي ما فتئ أصحاب
المصالح على اختلاف مواقعهم
ومقاماتهم يعملون على شيطنته،
وتصويره في صور للتخلف والجمود
والتطرف والتعصب والجهل
والانغلاق، ثم ليحجز كل واحد من
هؤلاء لنفسه موقع الفادي
والمخلص وصاحب الزمان وصمام
الأمان، الذي يقمع هذا المارد
الشيطاني الذي لو انفلت لدمر
وأفسد القارات والسموات.. لقد
استثمر زين العابدين بن علي،
كما استثمر حسني مبارك طويلا
وكثيرا في جهل الشعب التونسي
والشعب المصري.. استثمرا طويلا
في التخويف من الانغلاق
والتخويف من التطرف والتعصب
والطائفية أيضا، وأنهما يقودان
شعبين من الحطابين حملة البلطات
المنحدرين من الجبل ( التعبير
لأحد الأمريكيين عن شعب سورية )،
الذين لا يحسنون التعامل إلا
بالبلطة، ولا يمكن لأحد أن
يعاملهم إلا بها.. ومع
أن شارع ابن رقيبة في تونس،
وساحة التحرير في مصر قد أثبتت
عكس ما تُرمى به هذه الشعوب من
اتهامات، وأن هذه الشعوب هي
البقية من أمة ( عيسى وأحمد )
الأرقى والأنقى والألطف
والأقدر .. فإن الأسطوانة
المشروخة ما تزال قابلة للعزف.
وما زال البعض يتوقع لآذان التي
تتشوف لها، والأكف التي تصفق
لها، والقلوب التي تطرب لها..
هؤلاء زعماء من أبناء هذه الأمة
التي يحاربون يشهدون عليها..هؤلاء
شاهد من أهلها يشهدون على
شعوبهم بأنهم جلاميد صخر، بداة
جفاة لا يفهمون ولا تزيدهم جهود
المعلم إلا تطرفا وانغلاقا.. وهذه
سورية، سورية الحديثة ولا أريد
الحديث عن سورية التي أبدع
شعبها لحضارة الإنسان الحرف،
وركب البحر، ولا عن سورية بني
أمية: كانوا ملوكا سرير الشرق تحتهم فهلا
سألت سرير الغرب ما كانوا ولا
عن سورية الشعب الذي قهر
الفرنحة، ولا عن سورية أسامة بن
منقذ في كتاب الاعتبار، ولا عن
سورية سلطان العلماء العز بن
عبد السلام البطل الحقيقي
لمعركة عين جالوت؛ وإنما أتحدث
عن سورية الأحرار الذين دقوا
أبواب النهضة الكواكبي الذي كتب
منذ أكثر من قرن طبائع
الاستبداد ورفاق دربه من
المفكرين والشهداء، ويوسف
العظمة وزير الدفاع الذي صنع
البطولة ، وسورية الأطرش والعلي
وهنانو صناع الثورة ، وسورية
فارس الخوري وشكري القوتلي
وهاشم الأتاسي ورجال الكتلة
الوطنية صناع الاستقلال.. وشعب
سورية بكل ألق الحضارة، وعظمة
التاريخ، وألق الإنسان يقال عنه
لتسويغ سياسات العجز
والاستبداد أنه يزداد يوما بعد
يوم انغلاقا. وأن مشروع فتح عقول
أبنائها يحتاج إلى دورة أجيال..!! وحين
يسأل الرئيس بشار الأسد عن
مشروع الإصلاح السياسي في سورية
يجيب وأنا أقتبس ( .. إن عليك أن
تطور المجتمع، وهذا لا يعني أن
تطوره تكنولوجيا، ولكن يعني أن
تطوره فنيا، من خلال تطوير
المؤهلات. وهذا يعني أن تقوم بفتح
العقول . في الواقع فإن
المجتمعات وخلال العقود
الثلاثة الماضية وخصوصا منذ
الثمانينات قد أصبحت أكثر
انغلاقا نتيجة لتنامي انغلاق
الأفق الذي قاد بالتالي إلى
التطرف. وهذا التيار سوف يقود
إلى نقص الإبداع والتنمية إضافة
إلى عدم وجود الانفتاح.. لا
يمكنك أن تصلح مجتمعك أو
مؤسساتك دون انفتاح العقول
... ويؤكد
السيد الرئيس في سياق إضافي أن
الإصلاح ليس في إصدار المراسيم
وأنه أمر متعلق بكيفية
انفتاح المجتمع.. ويؤكد
السيد الرئيس ولكي أكون واقعيا
علينا أن ننتظر حتى الجيل
القادم لتحقيق الإصلاح. شكرا
السيد الرئيس.. ---------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826 السبت
12/2/2011م --------------------- الرؤية
المنشورة تعبر عن رأي كاتبها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |